في تطوّر مفاجئ يُثير الكثير من التساؤلات داخل الأوساط الرياضية السعودية، كشفت تقارير صحفية خلال الساعات القليلة الماضية عن غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن مواجهة فريقه النصر أمام نادي الأخدود، ضمن منافسات الجولة الحادية والثلاثين من بطولة دوري روشن السعودي، في قرار فجّر موجة من الجدل بالتزامن مع الحديث المتزايد حول مستقبله مع العالمي.
غياب رونالدو، الذي طالما كان الاسم الأبرز في تشكيلة النصر منذ انضمامه في صفقة وصفت بالأضخم في تاريخ الدوري السعودي، لم يكن مجرد قرار فني عابر أو استراحة اعتيادية لنجم في أواخر مسيرته، بل جاء متزامنًا مع تعثّر مفاوضات تجديد عقده، ما فتح الباب أمام سيل من التكهنات بشأن مصير الدون داخل أسوار النادي العاصمي، الذي خرج هذا الموسم خالي الوفاض من كافة البطولات.

ووفقًا للتقارير، فإن السبب الرسمي لغياب رونالدو عن لقاء الأخدود هو شعوره بالإجهاد البدني، وهو ما أكدته مصادر مقرّبة من الجهاز الفني للنصر، إلا أن التوقيت الحساس لهذا الغياب، وسط حالة من الغموض المحيطة بمستقبله، جعل الجماهير تطرح تساؤلاتها، وتربط بين الأمرين، خاصة مع تصاعد الحديث عن احتمالية رحيل النجم البرتغالي خلال الميركاتو الصيفي المقبل.

الملفت أكثر أن هذا الغياب جاء بعد أيام قليلة من الهزيمة القاسية التي تعرّض لها النصر أمام اتحاد جدة بنتيجة 3-2، رغم تقدم العالمي بثنائية نظيفة في الشوط الأول، في سيناريو صادم لجماهير الفريق، زاد من وطأة الإحباط بعد موسم شهد سلسلة من الإخفاقات، أبرزها الخروج من دوري أبطال آسيا، البطولة التي كانت حلمًا كبيرًا للنصر، قبل أن تذهب في النهاية إلى خزائن أهلي جدة.

وتشير المصادر إلى أن رونالدو لا يزال يتمسك بعدة شروط من أجل الموافقة على تمديد عقده، وهي شروط وصفت بـ"الصعبة" من جانب إدارة النصر، التي أبدت بدورها تحفظات واضحة تجاه بعض المطالب المالية والفنية التي تقدم بها اللاعب. وتزيد هذه الخلافات من احتمالية الوصول إلى طريق مسدود، خاصة إذا استمرت نتائج الفريق في التراجع، وواصل رونالدو الغياب عن مباريات مؤثرة.

جدير بالذكر أن الدون غاب عن سبع مباريات منذ بداية الموسم، ولم ينجح الفريق في تحقيق الفوز سوى في مباراتين فقط من تلك الغيابات، بينما تعادل في أربع مناسبات وخسر في لقاء وحيد، ما يؤكد أن تأثيره داخل أرضية الملعب لا يزال قويًا، وأن غيابه يُحدث فارقًا ملحوظًا في أداء ونتائج الفريق.

ورغم التبريرات الطبية التي أحاطت بغياب رونالدو عن لقاء الأخدود، إلا أن الجماهير لم تقتنع بشكل كامل، خاصة مع الأجواء المشحونة داخل أروقة النصر، والتقارير المتضاربة التي تتحدث عن رغبة بعض الأطراف داخل النادي في إعادة النظر في استمرارية المشروع الفني القائم على وجود نجم كبير بحجم كريستيانو، مقابل ميزانية ضخمة لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من اللاعب البرتغالي أو من ممثليه حول مستقبله، واكتفى رونالدو بنشر صور من تدريباته السابقة على حساباته الشخصية، دون الإشارة إلى غيابه أو حقيقة ما يدور خلف الكواليس، وهو ما زاد من غموض الموقف، وأشعل التكهنات بشكل أكبر.

المراقبون يرون أن ما يحدث حاليًا قد يكون بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين الطرفين، وربما تكون مباراة الأخدود التي غاب عنها رونالدو بداية النهاية لمسيرة لم تحقق كل ما كان مرجوًا منها على مستوى الألقاب الجماعية، رغم التأثير الجماهيري والإعلامي الضخم الذي أحدثه وجوده في الدوري السعودي.

ويبقى السؤال الأكبر الذي يتردد بقوة الآن بين جماهير النصر: هل كان غياب رونالدو فعلاً بداعي الإجهاد، أم أن النجم البرتغالي بدأ يلوّح بالخروج من الباب الخلفي؟ وهل ستنجح إدارة النصر في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل أن ينفجر الموقف بشكل لا يمكن السيطرة عليه؟

الأسابيع القليلة المقبلة ستحمل الإجابة الحاسمة، وسط ترقب إعلامي واسع ومتابعة جماهيرية لا تهدأ، في انتظار ما إذا كانت إدارة النصر ستحسم الملف لصالحها، أم أن الرحيل بات أقرب من أي وقت مضى.

رونالدو، الذي عُرف دائمًا بمواقفه الحاسمة، قد يُفاجئ الجميع بقرار غير متوقع، ليعيد تشكيل المشهد من جديد، سواء في السعودية أو في خارطة الانتقالات العالمية.