118 عامًا من المجد: الأهلي من فكرة عمر لطفي إلى عرش إفريقيا.
المحامي عمر بك لطفي هو صاحب الفكرة الأصلية لتأسيس النادي الأهلي

يحتفل النادي الأهلي وجماهيره اليوم الخميس 24 أبريل 2025 بمرور 118 عامًا على تأسيسه كأحد أعرق وأكبر الأندية الرياضية في مصر وإفريقيا والعالم. منذ تأسيسه، أصبح الأهلي رمزًا للإنجازات الرياضية والتاريخية، حيث حقق العديد من البطولات المحلية والإفريقية والعالمية، ليحجز لنفسه مكانًا مميزًا في سجل الأندية الكبرى حول العالم.
في مثل هذا اليوم من عام 1907، تم عقد أول اجتماع رسمي لمجلس إدارة النادي الأهلي في منزل ميتشل أنس بمنطقة الجيزة. وكان هذا الاجتماع بداية لرحلة النادي التي شهدت تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات الرياضية والاجتماعية. تم تأسيس النادي الأهلي تحت مسمى "النادي الأهلي للألعاب الرياضية"، بهدف جمع طلاب المدارس العليا، خاصة المهتمين بالشأن السياسي، لإعدادهم للدفاع عن الحرية والاستقلال، وكان النادي في البداية له دور اجتماعي وسياسي قبل أن يصبح أحد أقطاب الرياضة في مصر.
كان المحامي عمر بك لطفي هو صاحب الفكرة الأصلية لتأسيس النادي الأهلي. فقد كان لديه رؤية واضحة لإنشاء ناد رياضي يعمل على جمع طلاب المدارس العليا من مختلف الفئات، ليشكلوا قوة رياضية واجتماعية، ووسيلة للتواصل المستمر بينهم بعد التخرج، مما يعزز الروابط بينهم ويسهم في رفعة الوطن. اجتمع عمر لطفي مع مجموعة من الشخصيات البارزة في المجتمع المصري آنذاك، مثل الزعيم مصطفى كامل، عميد كلية دار العلوم، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة، حيث تم الاتفاق على فكرة تأسيس النادي.
أقيم أول اجتماع رسمي للنادي الأهلي في 24 أبريل 1907، حيث تم تعيين ميتشل أنس رئيسًا للنادي، رغم أن عمر لطفي هو صاحب الفكرة. كان هذا الاختيار بمثابة درس في التواضع، حيث أظهر لطفي إيمانه بمصلحة النادي وأهمية تطويره فوق كل الاعتبارات الشخصية. ومن خلال هذا الاجتماع، تم وضع الأسس الأولى للنادي، ليكون ناديًا يركز على الرياضة والتطور الاجتماعي والسياسي.
أما عن اسم النادي، فقد تم اختياره ليكون "الأهلي" ترجمة لكلمة "National" للدلالة على الهوية الوطنية المصرية. هذا الاسم كان يعكس فكرة النادي كمؤسسة رياضية تهتم بتطوير الشباب المصري وتعزيز شعورهم بالانتماء للوطن. وفي عام 1917، قام محمد شريف صبري بتصميم أول شعار للنادي الأهلي، الذي كان يتضمن الهلال والنجوم الثلاثة في إشارة إلى الحكم في مصر في تلك الفترة، مع اسم الأهلي في المنتصف ليصبح رمزًا للنادي وهدفا أسمى في تاريخه.
بالنسبة لكرة القدم، فإن الأهلي يعد واحدًا من أعرق الأندية في هذا المجال. تأسس أول فريق لكرة القدم في النادي الأهلي عام 1911، وجمع بين لاعبي المدارس الابتدائية والثانوية. ضم الفريق الأول عددًا من اللاعبين المميزين مثل حسين حجازي، حسين فوزي، إبراهيم عثمان، ومحمد بكري، ليبدأ النادي مسيرته في عالم كرة القدم. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الفريق أحد أبطال كرة القدم في مصر، حيث فاز بالعديد من البطولات المحلية والإقليمية.
على مدار السنوات، أصبح النادي الأهلي واحدًا من أكثر الأندية تتويجًا بالبطولات في مصر وإفريقيا. فقد حصد الفريق 44 لقبًا في الدوري الممتاز، و39 بطولة في كأس مصر، بالإضافة إلى 15 لقبًا في كأس السوبر المحلي. كما أن الأهلي حقق إنجازات قارية غير مسبوقة، ففاز بـ 12 لقبًا في دوري أبطال إفريقيا، و8 ألقاب في السوبر الإفريقي، بالإضافة إلى فوزه بكأس الكونفدرالية الإفريقية مرة واحدة.
الأهلي لم يقتصر على النجاح المحلي والإفريقي فقط، بل نجح في التألق على المستوى الدولي أيضًا. حيث توج الفريق بالميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية 4 مرات، في إنجاز يعتبر من أرفع الإنجازات التي حققتها الأندية الإفريقية على الصعيد العالمي.
أما على مستوى البطولات العربية، فقد حصل النادي الأهلي على العديد من الألقاب، حيث فاز بلقب البطولة العربية لأبطال الدوري مرة واحدة، وكأس الأبطال العربي مرة واحدة، وكأس النخبة العربية مرتين، وكأس السلطان حسين 7 مرات، بالإضافة إلى فوزه بالعديد من البطولات المحلية مثل دوري منطقة القاهرة وكأس الجمهورية العربية المتحدة.
ليس فقط في مجال كرة القدم، بل يواصل الأهلي ريادته في مختلف الألعاب الرياضية الأخرى، حيث حقق العديد من البطولات في مجالات مثل كرة السلة وكرة اليد والطائرة، مما يعكس التطور المستمر للنادي على مختلف الأصعدة الرياضية.
من جانب آخر، يعتبر الأهلي مصدر فخر للمجتمع المصري بفضل تاريخه الحافل بالقيم والمبادئ الوطنية. لم يكن النادي مجرد مؤسسة رياضية، بل كان أيضًا منبرًا للثقافة والتوعية الوطنية. منذ نشأته، كان الأهلي ينتهج مبدأ "الأهلي فوق الجميع"، وهو الشعار الذي يعبر عن ولاء لاعبيه وجماهيره لهذا الكيان العظيم. كما أن الأهلي كان دائمًا سباقًا في دعم القضايا الاجتماعية والوطنية، حيث أصبح للنادي دور كبير في خدمة المجتمع المصري.
في النهاية، إن 118 عامًا من تاريخ الأهلي تمثل رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات التي أسهمت في بناء أمة رياضية عظيمة. يبقى النادي الأهلي رمزًا للوطنية والإنجاز الرياضي، ويفخر جماهيره بماضيه المجيد ومستقبله المشرق.