أكد الفنان أحمد مالك أن التسويق الحقيقي للفنان يبدأ من خلال إتقانه لمهنته بشكل احترافي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المظاهر أو منصات التواصل الاجتماعي لا يكفي لضمان استمراريته. ففي ندوته التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أوضح مالك أن الفنان الذي يمتلك القدرة على الأداء الجيد والتقنيات المطلوبة هو من يمكنه فعلاً تسويق نفسه بالشكل الصحيح.
وفي حديثه، أشار مالك إلى أن التعاون مع الشركات المسؤولة عن التسويق يتطلب الاستراتيجية المناسبة، ولكن الأهم من ذلك أن تكون موهبة الفنان هي الأساس الذي يعتمد عليه. وقال: "أفضل تسويق يمكن أن يصنعه الفنان لنفسه هو أن يكون متمكنًا من أدواته ويظهر ذلك بوضوح في أدواره، خاصة عندما يدخل غرفة الكاستينج ويقدم المطلوب منه بأعلى مستوى من الاحترافية."
أحمد مالك شدد على أن الشهرة والتسويق على منصات السوشيال ميديا أو من خلال الشكل الخارجي ليسا كافيين لضمان النجاح المستمر. فالمؤثر الحقيقي في حياة الفنان هو عمله المتقن وأداؤه الجيد، اللذان يتحدثان عنه بصدق. وأضاف أن تسويق الفنان لنفسه في النهاية يعتمد على تقديم عمل متميز يظل في ذاكرة الجمهور والنقاد على حد سواء.
وأوضح مالك أن المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، توفر للفنانين الشبان الفرصة لإظهار مهاراتهم وتقديم أعمالهم أمام جمهور واسع. وفيما يتعلق بمهرجان الإسكندرية، الذي يستمر حتى الثاني من مايو، أكد مالك أن المهرجان يقدم منصة هامة لصناع السينما الشباب من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات وعرض الأفلام القصيرة التي تحمل رسالة مبدعة. وأضاف أن المهرجان يمثل فرصة رائعة للمواهب الجديدة، حيث يسهم في تعزيز الحوار الفني بين المشاركين والجمهور، ويتيح فرصًا لتطوير المسيرة السينمائية.
من جهة أخرى، يساهم المهرجان السنوي الذي تأسس عام 2015 في إتاحة المجال أمام الفنانين للظهور على الساحة السينمائية، وخاصة من خلال الورش والندوات التي يتم تنظيمها بالتوازي مع عروض الأفلام. وهو ما يعزز من قدرة هؤلاء المبدعين على التواصل مع الجمهور المهتم بالقضايا الفنية والسينمائية.
الفعاليات التي تشهدها الدورة الحالية للمهرجان تتنوع بين العروض السينمائية التي تعرض أفلامًا قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى الندوات والورش التي تهدف إلى دعم تطوير مهارات الشباب في مجال صناعة السينما. وتشمل هذه الورش مواضيع مختلفة تتعلق بالفن السابع، بدءًا من التصوير والإخراج وصولًا إلى التوزيع والبرمجة السينمائية. كما تهدف هذه الورش إلى تكوين شبكة من العلاقات بين الشباب وصناع القرار في صناعة السينما.
وفي الوقت الذي يلقى فيه المهرجان صدى واسعًا داخل الأوساط الفنية، إلا أن تصريحات أحمد مالك تسلط الضوء على الحقيقة الأبرز في عالم الفن، وهي أن النجاح الحقيقي للفنان لا يأتي عبر الترويج السطحي أو التسويق عبر وسائل الإعلام الحديثة فقط، بل يأتي من خلال الأداء الفني القوي والمستمر.
إعلان أحمد مالك عن اهتمامه بالمهرجان وحضور الندوات يضيف بعدًا آخر لهذا النوع من المهرجانات، حيث يتسنى للمشاركين فيه ليس فقط عرض أعمالهم، ولكن أيضًا الاستفادة من الخبرات التي يتم تبادلها بين كبار الفنانين والجمهور. ويمثل ذلك عاملًا أساسيًا لنجاح أي مهرجان سينمائي، خصوصًا عندما يتم استقطاب شخصيات بارزة مثل أحمد مالك لتسليط الضوء على أهمية الفن الحرفي والعمل الجاد.
الجدير بالذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يواصل تقديم عروضه المتميزة التي تجمع بين السينما العالمية والمحلية، ما يعزز مكانته بين المهرجانات السينمائية في المنطقة. يُعتبر المهرجان فرصة حقيقية لصناع الأفلام للتواصل مع جمهورهم وللتفاعل مع متطلبات السوق السينمائي في مصر والعالم العربي، في حين يسهم في تكوين جسر من الفهم المتبادل بين المبدعين في جميع أنحاء العالم.
ختامًا، يتضح أن أحمد مالك يضع قيمة العمل الجاد والإتقان في صدارة أولوياته الفنية، وهو ما يعكس نجاحه المستمر في مسيرته الفنية. ما يثبت مرة أخرى أن النضج الفني والتفاني في العمل هما العاملان الأساسيان في بناء مسيرة مهنية ناجحة في مجال التمثيل.