شهدت مواجهة فاركو وبيراميدز في الجولة الرابعة من مجموعة المنافسة على لقب الدوري المصري الممتاز، واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة، حيث نجح نادي فاركو في قلب التوقعات بتحقيق فوز مثير بنتيجة 3-2 على حساب متصدر الترتيب بيراميدز، في اللقاء الذي جمع الفريقين على استاد حرس الحدود.
المباراة بدأت بحماس ملحوظ من الجانبين، وسط رغبة قوية من بيراميدز في فرض السيطرة المبكرة، وهو ما كاد أن يتحقق بعد تسجيل هدف مبكر في الدقيقة الثالثة عن طريق فيستون ماييلي، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد العودة لتقنية الفيديو. القرار أثار بعض الجدل لكنه منح فاركو دفعة معنوية للاستمرار في التماسك الدفاعي.
الشوط الأول جاء متكافئاً من حيث الاستحواذ والفرص، حيث تبادل الفريقان الهجمات دون تشكيل خطورة حقيقية على المرميين. بيراميدز اعتمد على تحركات رمضان صبحي والشحات وأداء متميز من عبدالله السعيد في صناعة اللعب، بينما ركز فاركو على التكتل الدفاعي والانطلاق بهجمات مرتدة سريعة.
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحًا أن فاركو دخل اللقاء بعقلية هجومية مختلفة. في الدقيقة 55، نجح أحمد شريف في تسجيل الهدف الأول لفاركو بعد مراوغة جميلة لمدافعي بيراميدز، قبل أن يسدد الكرة بمهارة في شباك الحارس أحمد الشناوي، ليمنح فريقه التقدم وسط فرحة كبيرة من الجماهير.
استمر الضغط من لاعبي فاركو الذين استغلوا الارتباك في دفاع بيراميدز، ليضيف محمود عماد الهدف الثاني في الدقيقة 66 بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت الزاوية اليمنى لمرمى بيراميدز، مؤكداً التفوق الفني لفريقه خلال النصف الثاني من المباراة.
ورغم التأخر بهدفين، لم يستسلم بيراميدز، حيث نجح إبراهيم عادل في تقليص الفارق بالدقيقة 75 عبر رأسية رائعة بعد عرضية متقنة من محمد الشيبي، ليعيد الأمل لفريقه في العودة بالنتيجة.
لكن طموحات بيراميدز اصطدمت بتألق مهاجم فاركو عمرو ناصر، الذي تمكن من تأكيد التفوق في الدقيقة 84 عبر ركلة جزاء سددها بنجاح، ليضع فريقه في موقف مريح قبل الدقائق الأخيرة.
المباراة لم تنته عند هذا الحد، ففي الدقيقة 90 أحرز مروان حمدي هدفًا جديدًا لبيراميدز بعد سلسلة من التمريرات القصيرة داخل منطقة الجزاء، ليشعل الدقائق الأخيرة، لكن محاولات بيراميدز للتعادل باءت بالفشل في ظل التماسك الدفاعي القوي لفاركو.
اللقاء شهد أداءً لافتًا من عدد من لاعبي فاركو، وعلى رأسهم عمرو ناصر الذي حصل على جائزة رجل المباراة، بعد تقديمه أداءً قوياً، سواء بتحركاته داخل منطقة الجزاء، أو نجاحه في استغلال ركلة الجزاء بثبات وثقة.
بهذه النتيجة، تجمد رصيد بيراميدز عند 47 نقطة في صدارة جدول ترتيب الدوري، بينما رفع فاركو رصيده إلى 29 نقطة، قفز بها إلى المركز السادس، ليعزز آماله في التواجد ضمن المراكز المتقدمة مع اقتراب الموسم من نهايته.
الفوز يمنح فاركو دفعة قوية معنويًا في مشواره بالدوري، لا سيما بعد التفوق على أحد أبرز المنافسين على اللقب، بينما يضع بيراميدز تحت ضغط كبير، خاصة مع ملاحقة النادي الأهلي الذي يحتل المركز الثاني بـ43 نقطة، وله مباريات مؤجلة قد تؤثر على شكل المنافسة في الجولات المقبلة.
شهدت المباراة أيضًا انضباطًا تكتيكيًا ملحوظًا من الجهاز الفني لفاركو، الذي قرأ تحركات بيراميدز جيدًا، ونجح في إغلاق المساحات أمام مفاتيح لعبه، مما ساهم في إفساد خططه الهجومية، خصوصًا في الشوط الأول.
من ناحية أخرى، ظهرت بعض الثغرات في أداء بيراميدز الدفاعي، خاصة في الكرات العرضية والتعامل مع المرتدات، وهو ما استغله لاعبو فاركو بذكاء وسرعة كبيرة.
يُذكر أن هذه الخسارة تعد واحدة من أبرز مفاجآت الجولة، خاصة في ظل التوقعات التي كانت ترجح كفة بيراميدز نظراً لفارق النقاط والمستوى الفني للفريق هذا الموسم، إلا أن فاركو أثبت قدرته على مجاراة الكبار وتحقيق نتائج إيجابية أمامهم.
الجماهير التي حضرت اللقاء تفاعلت بشكل كبير مع الأداء المتميز للاعبي فاركو، الذين قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم هذا الموسم، خاصة من حيث الروح القتالية والانضباط الخططي في الجانبين الدفاعي والهجومي.
ويأتي هذا الانتصار ليعكس التحسن التدريجي في أداء فاركو منذ انطلاق مرحلة المنافسة على اللقب، حيث يسعى الفريق لتقديم صورة قوية تؤهله للبقاء في المنطقة الدافئة، وربما التقدم نحو المربع الذهبي في حال استمرار النتائج الإيجابية.
أما بيراميدز، فسيكون عليه مراجعة الأداء في هذه المباراة والعمل على معالجة الأخطاء الدفاعية التي كلفته الخسارة، خاصة في ظل الضغط المتزايد من الأهلي والزمالك في جدول الترتيب.
الجهاز الفني لفاركو أعرب عقب المباراة عن سعادته بالأداء والانتصار، مشيداً بالروح القتالية للاعبين، في حين أكد المدير الفني لبيراميدز على ضرورة تصحيح المسار سريعًا وعدم التفريط في أي نقاط خلال الجولات القادمة.
يبقى أن نشير إلى أن لقاء اليوم سيبقى في الذاكرة كواحد من أكثر اللقاءات حماساً في الدوري هذا الموسم، ليس فقط بسبب النتيجة، بل لطريقة اللعب والانضباط التكتيكي من كلا الفريقين، والندية الكبيرة التي استمرت حتى صافرة النهاية.
