تاريخ النشر: 2025-05-02 09:30:27 تاريخ التحديث: 2025-05-02 09:30:27

يتجه النجم البلجيكي كيفن دي بروين، أحد أبرز صناع اللعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى خوض تجربة جديدة خارج أوروبا، وهذه المرة في الدوري الأمريكي لكرة القدم، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية صدرت يوم الخميس. وقد أمضى دي بروين، البالغ من العمر 33 عامًا، عشر سنوات ذهبية مع مانشستر سيتي، حيث أصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية، وساهم في قيادة النادي إلى سلسلة من الإنجازات المحلية والقارية، أبرزها التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات.

طوال فترة وجوده في مانشستر سيتي، سجل دي بروين وصنع ما مجموعه 189 هدفًا، ما بين تمريرات حاسمة وأهداف مباشرة، وهو رقم يعكس مدى تأثيره الكبير على أداء الفريق داخل الملعب، وعبقريته التكتيكية التي جعلته أحد أكثر لاعبي خط الوسط احترامًا على المستوى العالمي.

ومع اقتراب نهاية عقده مع مانشستر سيتي، أعلن اللاعب مؤخرًا أنه لا ينوي تجديد عقده مع النادي الإنجليزي، مما أثار اهتمام عدد من الأندية التي تسعى للاستفادة من خدماته، على رأسها شيكاغو فاير الأميركي، والذي يبدو الآن في مقدمة السباق للحصول على توقيع اللاعب.

الفريق الأميركي، الذي يعاني من تذبذب في الأداء خلال السنوات الأخيرة، يرى في دي بروين عنصرًا قادرًا على إعادة الهيبة إلى صفوفه، وإعادة بناء مشروع رياضي طموح حول نجم يمتلك خبرة كبيرة في أعلى مستويات المنافسة. وتشير المصادر إلى أن شيكاغو فاير مستعد لتقديم عرض مالي كبير مع تسهيلات خاصة لجذب اللاعب، تتضمن امتيازات إضافية على مستوى السكن، والتعليم لأبنائه، ومشاركة في بعض المشاريع الاستثمارية التابعة للنادي.

في الوقت نفسه، أبدت أندية أخرى في الدوري الأميركي اهتمامها، مثل نيويورك سيتي ودي سي يونايتد، حيث تواصل ممثلوهم مع اللاعب لمعرفة موقفه من العروض المقترحة، إلا أن المفاوضات لم تصل إلى مرحلة متقدمة، ويبدو أن شيكاغو هو الوجهة المفضلة للاعب في الوقت الحالي.

أما إنتر ميامي، النادي الذي يضم النجم العالمي ليونيل ميسي، فقد أبدى اهتمامًا سابقًا بالتعاقد مع دي بروين، لكن تعذر عليه التقدم بعرض رسمي نتيجة اكتمال عدد الأماكن المخصصة للاعبين النجوم (Designated Players)، مما حال دون إتمام الصفقة في الوقت الراهن.

اللافت أن دي بروين يفضل خوض تجربة جديدة في الدوري الأميركي لكرة القدم على الانضمام إلى أحد أندية الدوري السعودي، رغم الإغراءات المالية الضخمة التي تقدمها بعض الفرق هناك. ويبدو أن اللاعب البلجيكي يولي أهمية كبيرة للجانب العائلي، ونمط الحياة، والنظام الرياضي في الولايات المتحدة، والذي يعتبره مناسبًا لمرحلته الحالية في مسيرته المهنية.

ورغم اهتمامه بالانتقال إلى أمريكا، لم يغلق دي بروين الباب نهائيًا أمام خيارات أخرى، حيث لم يستبعد احتمال العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز أو حتى الانتقال إلى نادٍ أوروبي ينافس على البطولات الكبرى. وأوضح اللاعب أنه يتعامل مع مستقبله بعقلية متزنة، ويأخذ وقته لدراسة جميع العروض المطروحة، بما يتوافق مع تطلعاته الرياضية وحياة أسرته.

وقال دي بروين في تصريح صحفي حديث: "أنا منفتح على أي خيار، أي شيء. لا أرى الأمور فقط من منظور كرة القدم، بل أنظر إلى الصورة الكاملة. أفكر في الرياضة، والعائلة، والمكان الذي سأكون فيه سعيدًا ومريحًا. هذه المرحلة تتطلب مني النظر بتأنٍ لما هو الأنسب لي ولعائلتي".

وتابع قائلاً: "لا أعرف بالضبط ما سيكون عليه مستقبلي، لأن الأمور تعتمد على التوقيت، وعلى نوعية العروض والمشروعات التي ستُطرح أمامي. هناك أمور رياضية وأخرى شخصية يجب أخذها في الاعتبار. لكن الشيء الأكيد هو أنني لا أزال أشعر أنني قادر على العطاء، ويمكنني اللعب على مستوى عالٍ لبضع سنوات أخرى".

وأضاف: "في السنوات الماضية، لعبت على أعلى مستوى ممكن، سواء في الدوري الإنجليزي أو في دوري أبطال أوروبا، وخضت مباريات كبيرة مع منتخب بلجيكا. لا أريد أن أترك هذا المستوى فجأة. أبحث عن بيئة تسمح لي بالاستمرار في تقديم أفضل ما لديّ، ولكن أيضًا تساعدني على التحضير للمرحلة التالية من حياتي".

دي بروين، الذي يُعرف بذكائه داخل الملعب وقدرته على قراءة المباريات بشكل استثنائي، يفكر أيضًا في مستقبله بعد الاعتزال، وهناك مؤشرات على اهتمامه بالدخول في مجال التحليل الفني أو التدريب، وربما المشاركة في الإدارة الرياضية، ما يجعله مهتمًا بالوجهات التي توفر له فرصًا مستقبلية خارج حدود المستطيل الأخضر.

ومن الجدير بالذكر أن الدوري الأمريكي يشهد في السنوات الأخيرة طفرة واضحة في استقطاب نجوم عالميين اقتربوا من نهاية مسيرتهم في أوروبا، وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة، والأجواء الجماهيرية المتنامية، والدعم الاستثماري المتزايد. وقد يكون انتقال دي بروين إضافة قوية لهذا المشهد، ويمنح الدوري دفعة إضافية من حيث التغطية الإعلامية والجاذبية الفنية.

إذا تمت الصفقة، فإن دي بروين سينضم إلى قائمة طويلة من النجوم الأوروبيين الذين اختاروا ختام مسيرتهم في الولايات المتحدة، مثل دافيد فيا، فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد، وزلاتان إبراهيموفيتش، بالإضافة إلى ميسي الذي بات أحد أبرز نجوم "إنتر ميامي".

وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل دي بروين، حيث من المتوقع أن تُحسم المفاوضات بشكل نهائي بعد نهاية الموسم، خاصة أن اللاعب يريد التركيز في الأسابيع الأخيرة مع مانشستر سيتي، الذي ما زال ينافس على أكثر من بطولة محلية وقارية.

في النهاية، سواء اتجه دي بروين إلى شيكاغو أو قرر البقاء في أوروبا أو الذهاب إلى وجهة ثالثة، فإن المؤكد أن أي نادٍ سينجح في التوقيع معه سيحصل على لاعب من طراز فريد، يملك من الخبرة والموهبة ما يجعله مؤثرًا داخل الملعب وخارجه، وقد يكون مصدر إلهام لجيل جديد من اللاعبين الشبان في أي دوري يشارك فيه.