داخل جدران سجن النساء، حيث تختفي الألوان ويحل الصمت محل الضحكات، بدأت البلوجر هدير عبد الرازق أول أيامها خلف القضبان. لم تعد الكاميرات تلاحقها، ولا الإعجابات تتزايد على منشوراتها، بل وجدت نفسها في عالم مختلف كليًا عن ذاك الذي اعتادت عليه.

في الساعات الأولى من دخولها السجن، ظهرت هدير في حالة انهيار تام، تبكي بحرقة وتحاول إخفاء وجهها عن الأنظار، بعدما تم ترحيلها لتنفيذ الحكم الصادر ضدها بالحبس لمدة سنة وغرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه، مع كفالة 5 آلاف جنيه، بعد رفض استئنافها على الحكم الصادر من المحكمة الاقتصادية بتهمة نشر محتوى خادش للحياء عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. 😔

في الزنزانة المجاورة، كانت سوزي الأردنية تقضي فترة حبسها أيضًا بعد الحكم عليها في قضية تتعلق بمخالفة القيم الأسرية، بينما تتواجد بجوارهما الراقصة ليندا التي أُدينت في قضية مشابهة تتعلق ببث فيديوهات غير لائقة. جمع القدر بين النساء الثلاث داخل السجن، بعدما جمعتهن سابقًا شهرة "السوشيال ميديا" واهتمام الجمهور.

شهد فناء السجن أول لقاء بينهن، لم يكن مرتبًا بل جاء صدفة أثناء وقت التريض، حيث تبادلن النظرات قبل الكلمات. هدير كانت الأكثر انكسارًا، تهمس لمن حولها بأنها لم تتخيل يومًا أن تصل إلى هذا المصير، فيما بدت سوزي أكثر هدوءًا واستيعابًا للواقع، بينما حافظت ليندا على صمتها معظم الوقت.

مصادر مطلعة أكدت أن إدارة السجن تعاملت مع هدير منذ دخولها كأي نزيلة أخرى، وتم تخصيص زنزانة لها وفق الإجراءات المتبعة، دون أي امتيازات. كما خضعت لكشف طبي شامل واستلمت ملابس السجن الرسمية، في حين مُنعت في البداية من استخدام الهاتف أو التواصل مع الخارج.

النيابة العامة كانت قد وجهت لها عدة اتهامات، من بينها نشر صور ومقاطع تخدش الحياء العام، والتحريض على الفجور، والاعتداء على القيم الأسرية في المجتمع المصري، بالإضافة إلى استخدام حساباتها الإلكترونية لتسهيل بث هذا المحتوى.

التحريات أكدت أن المقاطع التي نشرتها هدير تضمنت مشاهد تتعلق بالملابس الداخلية النسائية وظهرت فيها بطريقة اعتبرتها النيابة "مُخلة بالآداب العامة"، ما أدى إلى إحالتها للمحاكمة التي انتهت بحكم الحبس والغرامة.

وتبقى قصة هدير داخل السجن شاهدًا جديدًا على التحولات المفاجئة في عالم الشهرة الإلكترونية، وكيف يمكن أن ينقلب بريق "الترند" إلى ظلام الزنزانة في لحظة. 🌑