مصر مهددة بالغياب عن كأس العرب 2025
مصر تقترب من الانسحاب من كأس العرب 2025 بسبب أمم إفريقيا.

تتجه النية داخل أروقة اتحاد الكرة المصري نحو الاعتذار الرسمي عن مشاركة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في بطولة كأس العرب المقرر إقامتها في دولة قطر خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل. هذه الخطوة تأتي في ظل تعارض واضح وصريح بين موعد البطولة العربية واستعدادات المنتخب المصري لخوض منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي تستضيفها المملكة المغربية في الفترة من 21 ديسمبر 2025 وحتى 18 يناير 2026.
بحسب مصدر مطّلع داخل اتحاد الكرة، فإن هذا التعارض الزمني يشكل عائقًا حقيقيًا لا يمكن تجاوزه، خاصة بعد إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" عن موعد أول مباراة يخوضها المنتخب المصري في البطولة الإفريقية، والتي ستكون يوم 22 ديسمبر أمام منتخب زيمبابوي، وهو ما يعني أن الفراعنة سيكونون ملزمين بالتواجد في الأراضي المغربية قبلها بفترة لا تقل عن أسبوع واحد، أي بحد أقصى في يوم 15 ديسمبر، من أجل الاستعدادات الفنية والبدنية والدخول في الأجواء التنظيمية للمسابقة، وهو ما يتضارب تمامًا مع موعد إقامة كأس العرب التي تنتهي يوم 18 ديسمبر.
وأوضح المصدر أن اتحاد الكرة المصري أجرى مشاورات موسعة مع الجهاز الفني للمنتخب الأول، بقيادة التوأم حسام حسن وإبراهيم حسن، حول إمكانية المشاركة في البطولة العربية، إلا أن الرؤية اتفقت على صعوبة الأمر من الناحية الفنية والتنظيمية، نظرًا لضغط الأجندة الدولية، وحاجة المنتخب إلى تركيز كامل على بطولة قارية في حجم أمم إفريقيا، التي تعد الأهم في جدول ارتباطات الفريق الوطني خلال الموسم المقبل، خصوصًا مع رغبة الجماهير المصرية في استعادة اللقب الغائب منذ سنوات طويلة.
وأشار إلى أن حسام حسن أبدى تمسكه الكامل بمنح اللاعبين الوقت الكافي للتحضير لأمم إفريقيا، خاصة أن المنتخب مقبل على مرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الانضباط والاستعداد الذهني والفني. كما لفت إلى أن المنتخب لم يضمن حتى الآن مركزًا مميزًا في التصنيف القاري الذي سيؤثر على قرعة المونديال، ما يجعل الاستحقاقات الرسمية في مقدمة أولويات الجهاز الفني.
وأضاف المصدر أن مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم ناقش خلال اجتماعاته الأخيرة احتمال المشاركة في كأس العرب بمنتخب المحليين كبديل عن المنتخب الأول، لكنه أبدى تحفظه على هذه الفكرة، بسبب التجربة السلبية الأخيرة أمام منتخب جنوب إفريقيا في تصفيات بطولة إفريقيا للمحليين، حين تعرض المنتخب لخسارة ثقيلة أثرت على صورته الفنية، وهو ما لا يرغب الاتحاد في تكراره، خاصة أن بطولة كأس العرب ستشهد مشاركة منتخباتها بتشكيلات شبه مكتملة من اللاعبين المحترفين، ما يصعّب من مهمة منتخب المحليين في تقديم أداء مشرف أو تحقيق نتائج إيجابية.
كما أبدى بعض الأعضاء تخوفهم من تعرض اللاعبين المحليين لإصابات أو إرهاق قبل بداية الموسم المحلي الجديد، أو تأثر ثقة الجماهير بهم في حال تلقوا نتائج سلبية أمام منتخبات قوية ستشارك في البطولة بأفضل عناصرها. وفضل المجلس التركيز على إعداد المنتخبات للمشاركات الرسمية بدلًا من خوض منافسات ذات طابع ودي أو غير مدرجة ضمن الأجندة الرسمية للفيفا.
من ناحية أخرى، أكد المصدر أن اتحاد الكرة تلقى دعوة رسمية من اللجنة المنظمة لكأس العرب، لكن لم يتم الرد عليها حتى الآن بشكل نهائي، بانتظار حسم الأمر من الجهاز الفني للفريق الأول، الذي يبدو أنه اتخذ موقفًا واضحًا بعدم المشاركة، مع تأكيده على أهمية عدم تشتيت جهود الفريق الوطني قبل البطولة الإفريقية.
كما أشار إلى أن الجهاز الفني يدرس إقامة معسكر مغلق طويل الأمد قبل أمم إفريقيا، يتخلله عدد من المباريات الودية القوية من أجل تجهيز اللاعبين بدنيًا وتكتيكيًا، وهي خطة لا تتوافق أيضًا مع مواعيد بطولة كأس العرب، ما يعزز من احتمالية غياب الفراعنة عنها لأول مرة منذ فترة.
ولفت المصدر إلى أن الاتحاد المصري يسعى حاليًا للتواصل مع نظيره في الاتحاد الإفريقي من أجل التأكيد على جاهزية مصر للمشاركة في بطولة الأمم، وترتيب كافة الأمور التنظيمية والسفر والإقامة، بالتوازي مع إعداد تقارير طبية وفنية شاملة عن حالة اللاعبين، خصوصًا أولئك العائدين من الإصابة أو الذين شاركوا في مواسم طويلة مع أنديتهم المحلية والدولية.
وفي ظل هذه الاعتبارات، بات من المؤكد أن مصر لن تدفع بمنتخبها الأول إلى البطولة العربية، بينما لا تزال الاحتمالات ضعيفة بشأن الدفع بأي منتخب بديل، ما يجعل الاعتذار النهائي عن المشاركة خيارًا مطروحًا بقوة خلال الأيام المقبلة، خصوصًا مع ضغط الأجندة الرياضية، وانشغال اللاعبين بمشاركات أنديتهم في البطولات الإفريقية والعربية.
كل هذه المعطيات تُظهر أن القرار المتوقع بعدم المشاركة لا يأتي من فراغ، بل من قراءة شاملة للواقع الفني والزمني، وحرص من الاتحاد على التركيز في البطولة الأهم وهي كأس أمم إفريقيا، التي يسعى فيها المنتخب المصري لتحقيق اللقب وإعادة الهيبة القارية للفراعنة، بعد سنوات من التراجع على المستوى القاري والدولي.