خيارات أوروبية وسعودية تُحيط بمستقبل جون ستونز مع مانشستر سيتي
جون ستونز أمام خيارات انتقال بين الأندية الأوروبية والسعودية بعد مغادرته مانشستر سيتي.

يبدو أن صيف الانتقالات المقبل سيكون استثنائيًا على صعيد تحركات النجوم، ومع اقتراب موعد فتح السوق، يبرز اسم المدافع الإنجليزي جون ستونز، لاعب مانشستر سيتي، كواحد من أبرز الملفات الساخنة التي ستشغل الأوساط الرياضية، سواء في أوروبا أو في منطقة الخليج، وتحديدًا في الدوري السعودي للمحترفين، الذي أصبح في الآونة الأخيرة وجهة جذابة لكبار نجوم الكرة العالمية.
جون ستونز، الذي ارتدى قميص مانشستر سيتي لعدة مواسم وحقق معه العديد من البطولات المحلية والأوروبية تحت قيادة بيب جوارديولا، بات اليوم أمام مفترق طرق مهم في مسيرته الكروية. فبعد فترة ناجحة شملت ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الرابطة، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى مشاركته مع منتخب إنجلترا في أهم البطولات القارية والعالمية، يلوح في الأفق احتمال رحيله عن ملعب الاتحاد، في خطوة قد تعني بداية فصل جديد تمامًا في مشواره الرياضي.
ووفقًا لتقارير صحفية إنجليزية، فقد أبدى مانشستر سيتي استعداده لفتح باب الخروج أمام اللاعب هذا الصيف، خاصة في ظل التفكير في تدعيم الخط الخلفي بعناصر جديدة أصغر سنًا، وبقدرات مختلفة تتماشى مع تطور أسلوب لعب الفريق. هذا التحول في موقف النادي دفع العديد من الأندية الأوروبية إلى التحرك سريعًا من أجل التواصل مع ممثلي اللاعب، بينما ظهرت مفاجأة مدوية في الصورة، تمثلت في دخول أندية سعودية على خط المفاوضات.
الدوري السعودي، الذي شهد في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة من خلال تعاقداته مع نجوم كبار مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، ساديو ماني، رياض محرز ونغولو كانتي، يبدو عازمًا على مواصلة تعزيز مكانته العالمية باستقطاب مزيد من الأسماء البارزة. وتشير المصادر إلى أن بعض الأندية السعودية الكبرى، وعلى رأسها الهلال والنصر والاتحاد، تراقب الوضع عن كثب وتستعد لتقديم عروض مغرية لضم ستونز، خاصة وأن اللاعب يمثل صفقة دفاعية استراتيجية يمكن أن تضيف الكثير لأي فريق من فرق المقدمة.
ويُتوقع أن تتضمن هذه العروض رواتب ضخمة، ومزايا مالية غير متاحة بسهولة في الدوريات الأوروبية التقليدية، مما يجعل من الصعب تجاهلها حتى بالنسبة للاعبين في قمة مستواهم. وتبقى رغبة ستونز الشخصية، في ما إذا كان سيقرر خوض تحدٍ جديد خارج أوروبا، أم سيستمر في المنافسة على أعلى المستويات داخل القارة العجوز، عاملاً حاسمًا في تحديد وجهته القادمة.
أما على مستوى القارة الأوروبية، فقد دخلت عدة أندية السباق على توقيع اللاعب. ويبرز من بينها كل من يوفنتوس الإيطالي، الذي يسعى إلى إعادة بناء خط دفاعه، خصوصًا بعد تذبذب مستوى بعض عناصره في المواسم الأخيرة، بالإضافة إلى وست هام يونايتد، الذي يبحث عن تدعيمات قوية لتعزيز طموحاته المحلية والقارية. كذلك، عاد اسم إيفرتون إلى الواجهة، النادي الذي انطلق منه ستونز إلى عالم النجومية قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، وهو ما قد يفتح الباب أمام عودة محتملة في حال توافرت الظروف المناسبة.
برايتون أيضًا يدخل على الخط كمشروع رياضي واعد، يعتمد على كرة هجومية منظمة، ويمثل انتقال ستونز إليه فرصة لقيادة خط الدفاع وتقديم خبراته في منظومة متطورة وطموحة.
وسط هذا الكم من الاهتمام والعروض المحتملة، لا يزال اللاعب متحفظًا في إعلان أي قرار رسمي، وربما ينتظر نهاية الموسم الحالي مع السيتي لحسم الأمور بناءً على معطيات واضحة، سواء من حيث موقف المدرب بيب جوارديولا، أو من حيث خطة النادي في سوق الانتقالات.
وفي حال اختار ستونز الرحيل، فإن انتقاله سيكون أحد أبرز القصص في الميركاتو الصيفي، نظرًا لقيمته الفنية، وخبرته الكبيرة، وموقعه كلاعب دولي في منتخب إنجلترا، حيث من المتوقع أن يكون ضمن القائمة المشاركة في بطولة أمم أوروبا القادمة.
الجماهير، من جهتها، تترقب مستقبل اللاعب بشغف، خاصة في ظل التغيرات الكبرى التي تشهدها خريطة كرة القدم العالمية، وازدياد نفوذ الدوريات غير الأوروبية على خارطة النجومية.
ما يمكن تأكيده هو أن جون ستونز لا يعيش فقط مرحلة انتقالية على المستوى الرياضي، بل هو في قلب معركة تنافسية بين مشاريع رياضية ضخمة، سواء أوروبية أو خليجية، وكل منها يقدم حوافز مختلفة، بين المجد الكروي والتحديات المالية الضخمة.
وفي النهاية، سيبقى القرار بيد اللاعب، الذي عليه أن يختار بين البقاء في قمة المنافسة الكروية في أوروبا، أو خوض تجربة جديدة قد تفتح له أبوابًا مالية ضخمة وتجربة حياتية مميزة في الخليج.