اقترب محمود عبد الرحيم جنش، حارس مرمى فريق مودرن سبورت، من العودة مجددًا إلى صفوف نادي الزمالك، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في خطوة قد تحمل طابعًا خاصًا للحارس المخضرم، الذي يأمل في إنهاء مسيرته الكروية داخل أسوار القلعة البيضاء، بعد سنوات طويلة قضاها في خدمة الفريق وشارك خلالها في تحقيق العديد من البطولات والإنجازات مع النادي.

 

مصادر مطلعة كشفت أن جنش بات قريبًا للغاية من ارتداء القميص الأبيض من جديد، وذلك بعد أن أبدت لجنة التخطيط بنادي الزمالك ترحيبًا كبيرًا بعودة الحارس، واعتبرت أن استعادة خدماته ستكون خطوة إيجابية على عدة مستويات، سواء من الناحية الفنية أو المعنوية، خاصة وأن الفريق يفتقد حاليًا لبعض عناصر الخبرة داخل غرفة الملابس، في ظل التغييرات الكبيرة التي طرأت على تشكيلته الأساسية خلال المواسم الأخيرة.

ويأتي هذا التحرك من قبل إدارة الزمالك في توقيت يشهد إعادة تقييم شاملة لكل الملفات الخاصة بالفريق الأول، استعدادًا للموسم الجديد، حيث تسعى الإدارة إلى تدعيم بعض المراكز بأسماء تمتلك الخبرة والانتماء، بهدف بناء فريق أكثر تماسكًا قادر على المنافسة القوية على مختلف البطولات المحلية والقارية.

ويتبقى فقط انتهاء الموسم الحالي رسميًا وتحديد الجهاز الفني الجديد الذي سيقود الفريق في المرحلة المقبلة، من أجل تفعيل الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه بين الحارس ومسؤولي النادي. وتشير المعلومات إلى أن الحارس اتفق بالفعل على كل البنود الشخصية المتعلقة بعقده الجديد، في انتظار الضوء الأخضر من المدير الفني المقبل، سواء استمر أيمن الرمادي في منصبه أو تم التعاقد مع مدرب أجنبي آخر.

العودة المحتملة لجنش إلى الزمالك لا تُعد مجرد صفقة انتقال عادية، بل تحظى بأبعاد رمزية وجماهيرية كبيرة، نظرًا لما يمثله الحارس من قيمة داخل النادي، سواء على مستوى الروح القتالية التي كان يظهر بها في المباريات أو علاقته القوية بالجماهير، فضلًا عن كونه أحد الأسماء التي ساهمت في تحقيق إنجازات مهمة للزمالك خلال العقد الماضي، وكان دائمًا مثالًا للالتزام والانتماء.

الحارس، الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، يدرك جيدًا أن عودته إلى الزمالك قد تكون بمثابة المحطة الأخيرة في مشواره الكروي، ولهذا السبب أبدى رغبة شديدة في ختام مسيرته داخل النادي الذي صنع اسمه وشهرته، حيث سبق له أن تألق في العديد من البطولات، وشارك في حصد ألقاب غالية أبرزها بطولة الكونفدرالية الإفريقية، وكأس مصر، والسوبر المصري، والسوبر الإفريقي.

من المنتظر أن يلعب جنش دور الحارس الثالث بالفريق، خلف الثنائي محمد عواد ومحمد صبحي، إلا أن وجوده لن يقتصر فقط على الجانب الفني، بل سيمتد أيضًا إلى الجانب المعنوي والنفسي، حيث ترى الإدارة الفنية بالنادي أن تواجد شخصية قيادية بخبرة جنش سيكون له أثر إيجابي على اللاعبين الشباب، كما سيكون أحد القادة داخل غرفة الملابس، خاصة مع غياب بعض الأسماء الكبرى عن الفريق في الفترة الحالية.

المرحلة المقبلة ستشهد العديد من التغيرات في فريق الزمالك، وسط محاولات لإعادة بناء الفريق على أسس قوية، تشمل الجمع بين عناصر الخبرة واللاعبين الواعدين، وهو ما يجعل من عودة جنش خطوة متوافقة مع هذا التوجه العام داخل القلعة البيضاء. ورغم أن بعض المتابعين قد يرون أن عامل السن لا يصب في مصلحة الحارس، إلا أن الإدارة تراهن على خبرته الكبيرة، وحماسه، وانضباطه، إلى جانب حضوره القوي في الملعب وخارجه.

وفي سياق متصل، يواصل فريق الزمالك استعداداته لمواجهة فريق سيراميكا كليوباترا، في لقاء سيُقام على ملعب المقاولون العرب ضمن منافسات الجولة الخامسة من المرحلة الثانية من مسابقة الدوري المصري الممتاز. المباراة تُعد فرصة ذهبية للفريق الأبيض لتحقيق أول فوز له تحت قيادة أيمن الرمادي، بعدما اكتفى الفريق بالتعادل في آخر مباراتين أمام المصري البورسعيدي والبنك الأهلي.

ويحتل الزمالك حاليًا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري برصيد 40 نقطة، ويسعى إلى استعادة نغمة الانتصارات في ظل احتدام المنافسة على المراكز المؤهلة للمشاركة القارية. ومن المتوقع أن تكون الفترة المقبلة حاسمة في تحديد ملامح الفريق خلال الموسم القادم، سواء على مستوى الجهاز الفني أو قائمة اللاعبين.

وبينما يترقب الجمهور الأبيض تطورات ملف عودة جنش، فإن إدارة الزمالك تؤكد من جانبها أنها تسعى لتلبية احتياجات الفريق وفقًا لرؤية فنية مدروسة، وليست فقط مجرد اجتهادات فردية أو قرارات عاطفية. العودة المرتقبة للحارس المخضرم تُعد واحدة من الملفات التي يتم التعامل معها بعناية، خاصة لما تحمله من بُعد عاطفي وجماهيري كبير، حيث لا تزال جماهير الزمالك تحتفظ بذكريات جميلة لأداء جنش البطولي في العديد من المواجهات الحاسمة.

وقد تكون عودة جنش بمثابة رسالة للاعبين الشباب داخل الفريق بأن الانتماء والولاء للنادي لا يضيعان، وأن الأبواب تبقى مفتوحة دومًا أمام من يحافظ على تاريخه ويلتزم تجاه الفريق، حتى وإن غاب لفترة أو رحل إلى نادٍ آخر.

كل المؤشرات تؤكد أن الأمور تسير في اتجاه عودة مؤكدة لجنش إلى الزمالك، في انتظار فقط انتهاء الموسم وموافقة المدرب الجديد، لتكتمل الصورة ويُكتب فصل جديد في علاقة الحارس بناديه الأم، الذي طالما شكل له البيت الأول والأخير في مسيرته الكروية.