حازم إمام: هدفنا إصلاح الزمالك مش لقطة.. ومش هنكمل بعد إعادة هيكلة الكرة
حازم إمام يوضح أن لجنة التخطيط في الزمالك جاءت لدعم النادي وتطوير قطاع كرة القدم.

في تصريحات إذاعية حملت الكثير من الوضوح والشفافية، خرج حازم إمام، نجم الزمالك السابق وعضو لجنة التخطيط الحالية، ليوضح حقيقة الجدل الذي أثير مؤخرًا بسبب تصريحات زميله في اللجنة أحمد حسام ميدو. وقد تناول حازم إمام ما تم تداوله من تفسيرات خاطئة بشأن هذه التصريحات، مؤكدًا أنها لم تكن بأي شكل موجهة ضد مجلس إدارة الزمالك الحالي، ولا تنم عن وجود أي نية للتصعيد أو افتعال الأزمات داخل جدران النادي.
أوضح حازم إمام أن ما قاله ميدو فُهم بشكل مغلوط من البعض، حيث تم تفسير كلامه على أنه انتقاد مباشر لبعض أعضاء المجلس، بينما في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك. وأكد أن ميدو، كعادته، يكن كل التقدير والاحترام لجميع أعضاء مجلس الإدارة، وأن الهدف من وجود لجنة التخطيط هو تقديم المساندة الفنية والدعم الإداري اللازم لتطوير قطاع الكرة بالنادي، وليس إشعال فتيل الأزمات أو السعي وراء المناصب.
وأضاف حازم: "إحنا مش جايين ننافس حد ولا نخطف أدوار من حد. بالعكس، إحنا جايين نكمل شغل الإدارة وندعمها بخبرتنا وبوجهة نظر علمية وتخطيطية هدفها المصلحة العامة". كما كشف عن مناقشات صريحة تمت بينه وبين رئيس نادي الزمالك الكابتن حسين لبيب، أكد له فيها أن وجودهم في اللجنة مرتبط بتحقيق مشروع هيكلي شامل لقطاع كرة القدم، يضم مدير رياضي، ومدير تعاقدات، وكشافين، ومحللين فنيين للبيانات والإحصاءات، على أن يتكامل هذا النظام مع عمل المدير الفني للفريق الأول.
وأشار إمام إلى أن هذا النظام إذا تم تنفيذه بالشكل المطلوب، فسيساهم في خلق منظومة متكاملة تبدأ من فرق الناشئين حتى الفريق الأول، وهي رؤية لا تتعلق فقط بتطوير الأداء داخل الملعب، ولكن بتحقيق استدامة رياضية وهيكلية قادرة على إنتاج لاعبين من أبناء النادي، مثلما يحدث في أندية أوروبية كبرى مثل برشلونة، الذي يشكل لاعبوه من أبناء الأكاديمية أكثر من 90% من قوام الفريق الأول.
وأعرب حازم إمام عن استيائه من الثقافة السائدة داخل الوسط الرياضي، والتي تميل إلى الاعتماد على الأشخاص في وقت الأزمات، قائلًا: "مش طبيعي إننا نستنى المشكلة تحصل علشان ندوّر على حلول أو نجيب ناس تساعد. المفروض نكون مجهزين سيستم شغال حتى لو الإدارات اتغيرت".
وأكد أن لجنة التخطيط لا تسعى إلى الاستمرار في مناصبها أو البقاء لمجرد الوجود، مشيرًا إلى أنه وزملاءه مثل ميدو وعمرو الجنايني مستعدون للرحيل فور تنفيذ النظام الذي طرحوه، قائلاً: "إحنا عايزين نشتغل بمنهج علمي. ولما السيستم يمشي، مش لازم نكون موجودين. ده النجاح الحقيقي. نسيب ورانا منظومة تمشي لوحدها، مش أسماء".
وتابع حازم: "النادي لازم يشتغل على المدى البعيد. إحنا مش بندور على الشو الإعلامي ولا على كاميرا. إحنا بندور على خطة تفضل شغالة سنين قدام، عشان لما حد يمشي، اللي بعده يكمّل على نفس الأساس. هو ده الفكر اللي بنشتغل عليه، واللي بنحاول نقنع الإدارة بيه".
كما شدد على أن اللجنة تعمل في وقت صعب، حيث يمر الزمالك بفترة مليئة بالتحديات الإدارية والرياضية، لكنها تؤمن بأن الحلول الجذرية وليست المسكنات هي السبيل الوحيد للعودة إلى الطريق الصحيح. وأضاف: "لو كل مرة هنرجع لنقطة الصفر، مش هنقدم ولا خطوة. ولازم كل حد يبقى فاهم دوره وبيشتغل على حسب اختصاصه".
وأوضح أن العمل داخل اللجنة قائم على دراسة متعمقة ومقارنة مع تجارب الأندية الكبرى، مشيرًا إلى أن أغلب الأندية العالمية لم تحقق النجاح بالصدفة، بل من خلال العمل الإداري المتقن. وقال: "مش منطقي نقارن نفسنا بريال مدريد أو باريس سان جيرمان اللي بيشتروا لاعيبة، وإحنا عندنا قطاع ناشئين لو اتظبط، هيبقى من أحسن القطاعات في أفريقيا، مش مصر بس".
واستكمل حديثه مؤكدًا أن التجربة الحالية للجنة التخطيط يجب أن تكون نموذجًا لإرساء فكرة "المؤسسة"، وليس "الفرد"، مضيفًا: "لو مجلس الإدارة اتغير، مش المفروض كل حاجة تقع. لازم يبقى في سيستم مكمل وشغال، وهي دي رسالتنا الحقيقية".
وأشار إلى أن هناك خلط متكرر بين المهام داخل النادي، وأن التنظيم هو الكلمة المفتاحية لتجاوز الأزمات المتكررة. وقال: "كل ما السيستم يبقى واضح، كل ما الناس تشتغل براحتها، من غير توتر أو صراعات".
واختتم حازم إمام تصريحاته برسالة مهمة لجمهور الزمالك والإدارة وكل محبي النادي، مؤكدًا أن المشروع الذي تعمل عليه اللجنة هو مشروع للنادي، وليس لأشخاص. وأضاف: "نجاحنا مش إننا نفضل قاعدين، نجاحنا إننا نمشي والنادي يكمل من غيرنا. ولما يحصل كده، نكون عملنا اللي علينا".
في نهاية الحديث، بدا جليًا أن حازم إمام لا يتحدث من باب المجاملة أو الدبلوماسية، بل من موقع المسئولية والحب الصادق لكيان نادي الزمالك، واضعًا مصلحة النادي فوق أي اعتبار، ومؤكدًا أن الهيكلة والتخطيط العلمي هما السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار والنجاح.