أعلنت الفنانة هند صبري عن دعمها الكامل لقافلة تونسية إنسانية تحمل اسم "قافلة الصمود"، والتي انطلقت خلال الأيام الماضية في طريقها إلى معبر رفح، محمّلة بالمساعدات الطبية والغذائية لأهالي قطاع غزة.
وقد نشرت صبري عبر منصاتها الرسمية صورًا ومقاطع فيديو توثّق القافلة، مصحوبة برسائل تؤكد على الطابع الإنساني للمبادرة، ووصفتها بأنها "رسالة من الضمير العربي إلى الضمير الإنساني".

تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي
تفاعلت شريحة كبيرة من الجمهور العربي مع منشورات هند صبري، مشيدين بموقفها الإنساني، ومثمنين حرصها على التعبير عن التضامن مع معاناة المدنيين في غزة. ورغم الطابع الإنساني البحت للمنشورات، إلا أن الجدل لم يغب، حيث تساءل البعض عن ظروف النشر وتوقيته. وقد اختارت صبري لاحقًا حذف أحد المنشورات وتقييد التعليقات، في خطوة بدت تهدف لتفادي أي سوء فهم.
دعوات عبر السوشيال ميديا لسحب الجنسية المصرية
وفي خضم الجدل، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الدعوات الفردية التي طالبت بسحب الجنسية المصرية من هند صبري، رغم أنها لم تُدلِ بأي تصريحات سياسية أو تمس مصر بأي شكل.
لكن هذه الدعوات لم تلقَ استجابة رسمية، ولم يصدر عن أي جهة حكومية أو قانونية في مصر ما يشير إلى وجود نية أو إجراء فعلي في هذا السياق.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة هند صبري تحمل الجنسيتين التونسية والمصرية، وقد نالت الجنسية المصرية منذ سنوات، وتُقيم في القاهرة، وتُعد من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي.
موقف النقابة: لا تعليق رسمي حتى الآن
لم تُصدر نقابة المهن التمثيلية حتى الآن أي بيان أو توضيح بشأن الموقف من دعم هند صبري للقافلة، ولم تُتخذ ضدها أي إجراءات.
وأكد مصدر بالنقابة أن الأمور يتم النظر فيها دائمًا ضمن إطار مهني وقانوني، مشيرًا إلى أن "أي فنان له الحق في التعبير عن مشاعره الإنسانية طالما لا يخالف القوانين أو الأعراف العامة".

هند صبري: بين مصر وتونس بمسيرة فنية راسخة
منذ بداياتها، اعتبرت هند صبري مصر بلدها الثاني، وقد شكّلت القاهرة منصة انطلاق لمسيرتها الفنية التي امتدت لعقود. شاركت في أعمال درامية وسينمائية بارزة، ونالت تقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.
وهي أيضًا سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي، وتنشط في مجالات إنسانية وحقوقية مختلفة.
الفنان والضمير الإنساني
أعاد موقف هند صبري الأخير الجدل حول دور الفنان العربي في القضايا الإنسانية، وفتح النقاش مجددًا حول حدود التعبير وحرية الرأي في السياقات الثقافية المعقدة.
لكن كثيرين يرون أن موقفها لا يخرج عن إطار التضامن الإنساني، ولا يتضمّن أي تجاوز تجاه أي دولة، وهو ما يعكس حرصها الدائم على احترام الجمهور والمجتمعات التي تنتمي إليها.

رسالة ختامية
وسط تعقيدات المشهد الإقليمي، تبرز مبادرات مثل تلك التي دعمتها هند صبري كتعبير حي عن التزام الفنان العربي بقيم إنسانية تتجاوز الجغرافيا والسياسة، وتصب في صالح الشعوب. وتبقى الرسالة الأقوى: الإنسانية لا تُقاس بالجنسية، بل بالموقف.