في مثل هذا اليوم، 1 مايو 2023، فقد الوسط الفني المصري أحد أبرز الفنانين الذين تركوا بصمة مميزة في مسيرتهم الفنية والإنسانية. رحل مصطفى درويش عن عمر يناهز 43 عامًا إثر سكتة قلبية مفاجئة، تاركًا وراءه إرثًا من الأعمال الفنية التي أثرت في محبيه وجمهوره.

مسيرة فنية بدأت بالصدفة

وُلد مصطفى حسين درويش في 11 يناير 1980 بمدينة السادس من أكتوبر، وبدأت مسيرته الفنية بطريقة غير تقليدية. لم يكن يطمح في البداية للعمل في مجال التمثيل، لكن الفرصة جاءت عندما كان برفقة أصدقائه في موقع تصوير فيلم "كف القمر" للمخرج خالد يوسف عام 2011. من خلال صدفة عابرة، تم ترشيحه لدور ضابط شرطة في الفيلم، وهو ما قبله دون أن يكون لديه أي خلفية فنية. كانت هذه اللحظة هي بداية انطلاقته الفنية، ليصبح واحدًا من أشهر الوجوه الفنية في مصر.

أبرز أعماله الفنية

خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من عشر سنوات، شارك مصطفى درويش في أكثر من 30 عملاً دراميًا وسينمائيًا، وحقق نجاحًا كبيرًا في كل دور قدّمه. من أبرز أدواره كان في مسلسل "بـ 100 وش" الذي عرض في رمضان 2020، حيث جسد شخصية "فتحي"، مدرب كمال الأجسام الذي ينضم إلى عصابة لتنفيذ عمليات نصب بطريقة كوميدية. حقق المسلسل نجاحًا غير مسبوق وكان من أبرز الأعمال في رمضان ذلك العام.

كما شارك في مسلسل "خيانة عهد" في نفس العام، حيث قدم شخصية "عزت" التي أضافت له بعدًا جديدًا في تاريخه الفني. وفي 2018، ظهر في فيلم "كارما" بدور "رمزي"، وفي 2023 كان له ظهور آخر في مسلسل "سره الباتع" الذي كان آخر أعماله قبل وفاته المفاجئة.

وفاته المفاجئة

في 1 مايو 2023، توفي مصطفى درويش إثر سكتة قلبية مفاجئة، مما شكل صدمة للجميع، خاصة أنه كان في حالة صحية جيدة ولم يسبق له أن اشتكى من أي مشاكل صحية. وكشف الفنانة نهال عنبر، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، أن سبب الوفاة كان ضعفًا مفاجئًا في عضلة القلب، رغم أنه لم يعاني من أي أعراض تحذيرية سابقة.

رحيل مصطفى درويش كان بمثابة خسارة كبيرة للفن المصري، فقد كان أحد أبرز الوجوه الشابة التي تميزت بالموهبة والقدرة على تجسيد أدوار متنوعة بمهارة عالية. وعلاوة على ذلك، كان درويش شخصًا محبوبًا من قبل زملائه في الوسط الفني وجمهوره على حد سواء، وذلك بفضل شخصيته الطيبة ودماثة خلقه.

إرثه الفني

على الرغم من رحيله المبكر، سيظل مصطفى درويش أحد الوجوه التي لا تُنسى في الساحة الفنية المصرية. فقد قدم مجموعة من الأعمال التي ستظل محفورة في ذاكرة جمهور الفن المصري، وأثبت من خلالها أنه كان فنانًا موهوبًا قادرًا على تقديم أدوار متنوعة تجمع بين الكوميديا والدراما. كما أن أسلوبه السهل الممتنع في التمثيل جعله محط إعجاب الجميع.

ورغم أن مصطفى درويش غادرنا جسدًا، إلا أن أعماله ستظل حية في أذهان محبيه. فقد ترك لنا مجموعة من الأعمال الفنية التي ستظل شاهدة على موهبته الكبيرة وحبه العميق للفن. فالفنان الذي جاء إلى الساحة الفنية بالصدفة، استطاع أن يترك بصمة كبيرة لا تُمحى، ويثبت أن الموهبة والصدق في الأداء هما أساس النجاح في عالم الفن.

خاتمة

ستظل ذكرى مصطفى درويش خالدة في قلوب محبيه وجمهوره، وستظل أعماله الفنية شاهدًا على مسيرة فنية استثنائية بدأها بالصدفة ولكنها انتهت بترك بصمة لا تُنسى في الفن المصري. ورغم أن موته كان مفاجئًا، إلا أن إرثه الفني سيظل حيًا، ويستمر في التأثير في الأجيال القادمة، ليظل مصطفى درويش أحد نجوم الفن الذين لن ينسهم التاريخ.