تصاعدت الدعوات داخل النادي الأهلي للمطالبة برحيل المدير الفني مارسيل كولر، وذلك بعد فشل الفريق في التأهل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا 2025 إثر تعادله 1-1 مع ماميلودي صن داونز في إياب نصف النهائي. رغم أن المباراة أُقيمت على ستاد القاهرة الدولي، وعلى أرض النادي وبين جماهيره، إلا أن الأهلي لم يتمكن من تحقيق الفوز الذي كان كفيلًا بتأهله، ليودع البطولة بعد تعادل سلبي في مباراة الذهاب في جنوب إفريقيا.
وأصبحت مسألة رحيل كولر مسألة وقت فقط، حيث اتفق عدد من مسؤولي النادي على ضرورة اتخاذ قرار بهذا الشأن بعد الخروج من البطولة على يد صن داونز. وكان الفريق الأحمر يأمل في الحفاظ على سجله القاري المميز والمضي قدمًا نحو النهائي السادس على التوالي، ولكن النتائج المخيبة للآمال في هذه النسخة كانت نقطة فارقة في تقييم أداء المدرب السويسري.
ثلاثة مدربين على طاولة الأهلي
كشف مصدر داخل النادي الأهلي عن أن الإدارة بدأت بالفعل في وضع خطة للتفكير في خليفة كولر، حيث تم تحديد ثلاثة مدربين ذوي سير ذاتية قوية كمرشحين لتولي القيادة الفنية للفريق. أحد هؤلاء المدربين يحمل الجنسية البرتغالية، والآخر ألماني، في حين أن المدرب الثالث يحمل الجنسية الدنماركية، وكلهم يتمتعون بخبرات واسعة في مجال التدريب سواء على الصعيدين المحلي أو القاري. ستكون مهمة الإدارة اختيار الأنسب من بينهم خلال الفترة المقبلة بناءً على طموحات النادي وتطلعاته.
عقدة صن داونز: كولر في مواجهة البافانا بافانا
منذ تولي كولر مهمة تدريب الأهلي، وواجه الفريق الجنوب إفريقي ماميلودي صن داونز في ست مناسبات دون أن يتمكن من تحقيق أي فوز عليه. وفي هذه المواجهات، استمرت عقدة "البافانا بافانا" مع كولر، حيث فشل المدرب السويسري في إيجاد الحلول التكتيكية اللازمة للتغلب على الفريق الذي يعتبر من أبرز المنافسين في القارة السمراء.
حتى في مباراة اليوم، التي كان الأهلي فيها متقدمًا بهدف دون رد حتى اللحظات الأخيرة، لم يستطع الفريق الحفاظ على تقدمه ليخسر حلم التأهل في آخر دقائق اللقاء. وفي حين كانت هناك آمال كبيرة في أن يتمكن الفريق من تحقيق الفوز الأول في تاريخ مواجهاته مع صن داونز في هذه النسخة، جاء هدف التعادل المتأخر ليضع نقطة نهاية للآمال الأهلاوية في الوصول إلى النهائي.
تعد هذه الخسارة بمثابة حلقة جديدة في سلسلة من الهزائم والتعادلات أمام صن داونز، حيث كانت الخسارة الأولى في دور المجموعات من نسخة 2023 بنتيجة ثقيلة 5-2، تلتها هزيمة أخرى في الدوري الإفريقي 2024 بنتيجة 1-0. أما عن المباريات الأربع الأخرى بين الفريقين، فقد انتهت جميعها بالتعادل، مما يظهر عدم قدرة كولر على فرض سطوته التكتيكية في مواجهة صن داونز.
تقييم الأداء والتحديات المقبلة
الأداء الذي قدّمه الفريق تحت قيادة كولر في دوري أبطال إفريقيا 2025 يعكس تحديات كبيرة أمام المدرب السويسري في مسيرته مع الأهلي. فبعد فترة من النجاح في البطولات المحلية، لم يتمكن الفريق من مواصلة هيمنته القارية، ما جعل هناك حالة من الاستياء بين جماهير النادي والإعلام الرياضي بشكل عام. فمنذ بداية مشواره مع الأهلي، كانت العيون تترقب كيفية تأثيره في المباريات القوية على مستوى إفريقيا، إلا أن الأداء في هذه النسخة من دوري الأبطال أثبت أن هناك فجوة كبيرة بين تطلعات النادي ورؤية المدرب.
كذلك، فإن الفشل في تجاوز صن داونز ليس مجرد نتيجة للمباراة الأخيرة فقط، بل هو نتاج سلسلة من النتائج السلبية أمام الفريق الجنوب إفريقي في السنوات الأخيرة. وبرزت التساؤلات حول قدرة كولر على مواجهة هذا النوع من الفرق التي تعتبر من القوى الكبرى في القارة السمراء، خاصة عندما يتطلب الأمر تخطيطًا استراتيجيًا على أعلى مستوى لتحقيق النجاح في البطولة التي يطمع الأهلي في الفوز بها سنويًا.
رحيل كولر: تحديات وآمال جديدة
على الرغم من التأثير السلبي لهذا الخروج المبكر من دوري الأبطال، إلا أن المرحلة المقبلة ستكون فرصة للنادي الأهلي لاستعادة توازنه. فإن اختيار مدرب جديد ذو فكر حديث وسيرة تدريبية قوية قد يكون الخطوة الأولى نحو استعادة هيبة الفريق على الصعيدين القاري والمحلي. المدرب الذي سيتم اختياره يجب أن يكون قادرًا على تطوير أداء اللاعبين، وتقديم حلول مبتكرة للتغلب على أبرز منافسي الأهلي في البطولات الإفريقية.
إذا كانت الإدارة بالفعل ستتخذ قرارًا بتغيير المدرب، فإن السؤال الذي يطرحه الجميع: هل سيتمكن المدرب القادم من إعادة بناء الفريق وتحقيق الطموحات الكبيرة التي ينتظرها عشاق الأهلي في السنوات القادمة؟ وعلى الرغم من أن هذه الفترة قد تكون صعبة، إلا أن طموحات النادي الأهلي تظل عالية، والجماهير ما زالت تأمل في أن يكون القادم أفضل وأكثر نجاحًا.
آراء جماهير الأهلي وتطلعاتهم
جماهير الأهلي، التي طالما كانت سندًا قويًا للفريق في الأوقات الصعبة، ترى أن الفريق يحتاج إلى إعادة هيكلة فنية واضحة، وأن التغيير في الجهاز الفني قد يكون هو الحل الأمثل لاستعادة التوازن. فالضغط الجماهيري على إدارة النادي كبير، خاصة في ظل الخروج المبكر من دوري الأبطال، ويجب على الإدارة اتخاذ قرارات حاسمة لضمان العودة إلى المسار الصحيح.
في النهاية، يُنتظر أن تكون الفترة القادمة مليئة بالتحليلات والتكهنات حول هوية المدرب القادم، وما إذا كان سيتمكن من مواصلة رحلة الأهلي نحو البطولات الكبيرة، أم أن الفريق سيستمر في مواجهة تحديات جديدة في المستقبل.