في لقاءٍ حصري مع برنامج "سينماتك"، تحدثت الفنانة ميرنا نورالدين عن موقفها من استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الفن، موضحةً رأيها في تحلّيه محل الفنانين في بعض المجالات الفنية. ميرنا عبرت عن تقديرها لفوائد الذكاء الاصطناعي في بعض الاستخدامات، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هناك جانبًا لا يمكن لهذه التكنولوجيا استبداله، وهو "الإحساس" الذي يميز الفنان.
وقالت نورالدين: "الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد في تحسين العمل الفني من خلال استبدال الصور أو تركيب لقطات معينة، ولكن يبقى الإحساس هو العنصر الذي لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته. هذا الإحساس هو الذي يجعل العمل الفني ذا طابع إنساني، وهو أمر من الصعب أن يُستبدل بتقنيات التكنولوجيا مهما تطورت."
وأضافت أنها تتابع باهتمام النقاشات الجارية على وسائل التواصل الاجتماعي حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الفن، مشيرة إلى أنها لاحظت انتشار العديد من الصور التي تم إنشاؤها باستخدام هذه التكنولوجيا. ومع ذلك، فإن ميرنا شعرت براحة لأن الجمهور أصبح على وعي تام بأن هذه الأعمال هي من إنتاج الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من تأثيرها السلبي عليها. وقالت: "أحيانًا تظهر صور على الإنترنت ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، ولكن الناس يدركون أنها ليست أعمالًا بشرية، وهذا يساعدني على الشعور بالطمأنينة."
وفيما يخص تأثيرات الذكاء الاصطناعي على حياتها المهنية، أشارت نورالدين إلى أنها لا تسمح لهذا الموضوع بالتأثير عليها بشكل سلبي، مؤكدةً أنها تتجاهل هذا النوع من المنشورات التي قد تُنشر على الإنترنت. لكنها أوضحت أنها إذا شعرت بأن هذا التأثير يؤثر على عملها أو يتسبب في ضرر شخصي، فإنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوقها.
وأشارت الفنانة أيضًا إلى أنها لم تكن لتتوقع في وقتٍ سابق أن يكون الذكاء الاصطناعي في هذا المستوى من التقدم، وأنه أصبح جزءًا من الكثير من المجالات الفنية والإعلامية. ورغم ذلك، لا تزال تؤمن بأن لمسة الفنان الخاصة ستظل دومًا عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه في الأعمال الفنية.
على جانب آخر، تحدثت ميرنا عن آخر أعمالها الفنية، وهو مسلسل "فهد البطل" الذي عرض في موسم دراما رمضان 2025. وقد شاركت فيه بدور رئيسي إلى جانب الفنان أحمد العوضي، وهو العمل الذي لاقى تفاعلًا واسعًا من الجمهور. المسلسل من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبدالسلام، وشارك فيه مجموعة من النجوم مثل أحمد عبدالعزيز، صفوة، صفاء الطوخي، وعزت زين.
تدور أحداث مسلسل "فهد البطل" في إحدى قرى الصعيد، حيث يعيش فهد، الذي يعمل في مصنع رخام، ويخوض علاقة حب مع فتاة تُجسد شخصيتها ميرنا نورالدين. ومع مرور الوقت، يجد فهد نفسه في صراعات عديدة تقوده إلى اتخاذ قرارات صعبة، حتى يقرر السفر إلى القاهرة بحثًا عن فرصة أفضل للحياة، ليجد نفسه في مواجهة مشاكل كبيرة، ويقع في السجن في بداية الحلقات.
ميرنا نورالدين، التي تميزت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة والمشاعر الإنسانية العميقة، تألقت في هذا العمل، حيث أضافت لمسة خاصة لدورها الذي يتطلب تفاعلًا عاطفيًا عميقًا مع الأحداث والشخصيات الأخرى. ورغم التحديات التي يواجهها فهد، إلا أن دور ميرنا يجسد الأمل والحب وسط الصعوبات.
المسلسل، الذي يعكس صورة واقعية عن الحياة في الصعيد، نجح في جذب الجمهور بفضل المزيج المتقن من الدراما الاجتماعية والتشويق، مما جعله واحدًا من الأعمال المميزة في موسم رمضان 2025. وتأتي مشاركة ميرنا نورالدين فيه لتؤكد قدرتها على تقديم أدوار متنوعة، تجمع بين القوة والضعف في آنٍ واحد.
كما أن العمل يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في سبيل تحقيق أحلامهم وسط واقع مليء بالصراعات، وهو ما جعل من مسلسل "فهد البطل" واحدًا من الأعمال التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من الجمهور والنقاد على حد سواء.
تستمر الفنانة ميرنا نورالدين في إثبات نفسها كأحد أبرز الوجوه في الفن المصري، وتمكنت من جذب الأنظار بأدائها المميز وأسلوبها الخاص في تقديم الشخصيات المعقدة. ومع دخول الذكاء الاصطناعي في عالم الفن، تبقى ميرنا ثابتة على موقفها بأن الإحساس والتفاعل البشري هو ما يجعل الفن فنًا حقيقيًا، ولا يمكن لأي تقنية مهما كانت أن تحل محل الإنسان في هذا المجال.
في النهاية، تبقى تساؤلات عديدة حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مستقبل الفن، ولكن مما لا شك فيه أن التكنولوجيا ستظل جزءًا لا يتجزأ من صناعة السينما والتلفزيون، حتى وإن كانت هناك أمور لا يمكن لها أن تحل محلها.