نشر الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء (IFFHS) مؤخرًا قائمته لأفضل لاعب في العالم لشهر أبريل 2025، والتي شهدت غياب نجم ليفربول محمد صلاح عن القائمة، ما أثار تساؤلات بين جماهيره حول السبب وراء ذلك. في حين تصدر لامين يامال نجم برشلونة القائمة، تلاه زميله في الفريق رافينيا في المركز الثاني، بينما حل لاعب باريس سان جيرمان عثمان ديمبلي في المركز الثالث. يعد غياب صلاح عن هذه القائمة بمثابة مفاجأة للكثيرين، خصوصًا في ظل تألقه الكبير مع ليفربول خلال الموسم الجاري.
ورغم هذا الغياب عن القائمة العالمية، يواصل محمد صلاح تقديم مستويات رائعة مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز. الفريق الأحمر حقق إنجازًا تاريخيًا مؤخرًا، بتتويجه بلقب البريميرليج للمرة العشرين في تاريخه، بعد الفوز العريض الذي حققه على توتنهام 5-1 على ملعب آنفيلد. هذا الانتصار جاء قبل 4 جولات من نهاية المسابقة، ليؤكد تفوق ليفربول الواضح واستعداده لحصد المزيد من الألقاب المحلية والدولية في المواسم القادمة. هذا الانتصار حمل معه دلالات قوية حول قوة الفريق وعزيمته على استعادة مكانته الكبيرة في عالم كرة القدم.
من جهة أخرى، سجل محمد صلاح رقمًا تاريخيًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما رفع رصيده من الأهداف إلى 185 هدفًا، ليصبح في صدارة قائمة هدافي البريميرليج الأجانب عبر تاريخه. هذا الإنجاز يضع صلاح في مكانة مرموقة بين أساطير اللعبة في إنجلترا، ليؤكد جدارته بلقب "أفضل لاعب أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي". إن الرقم القياسي الذي سجله صلاح يعكس ليس فقط تألقه الفردي، بل أيضًا استمراريته الكبيرة مع ليفربول وتأثيره الكبير على مسيرة الفريق في البريميرليج.
تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي لم يكن مجرد فوز بمسابقة، بل جاء نتيجة لهيمنة كبيرة على المسابقة، حيث يعادل ليفربول رقم مانشستر يونايتد في عدد مرات الفوز باللقب (20 مرة)، ليكون بذلك واحدًا من الأندية الأكثر نجاحًا في تاريخ البريميرليج. كما أن ليفربول لم يخسر في أي مباراة على ملعب أنفيلد عندما كان متقدمًا بهدفين أو أكثر في الشوط الأول من المباريات، حيث حقق الفريق 117 فوزًا وتعادل في مباراتين فقط، ما يعكس قوته الكبيرة على أرضه وحالة الاستقرار الفني التي يعيشها.
على صعيد آخر، شهد الموسم أيضًا بعض الإنجازات الشخصية المميزة التي تضاف إلى تاريخ ليفربول، إذ أصبح المدرب الهولندي آرني سلوت أول مدرب هولندي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يحقق البطولة مع فريقه. كما أصبح المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك أول لاعب هولندي يفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز كقائد لفريقه، وهو ما يعكس القوة القيادية التي يتمتع بها اللاعب. إضافة إلى ذلك، أصبح آرني سلوت خامس مدرب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يحقق اللقب في موسمه الأول، بعد جوزيه مورينيو (2004-05)، كارلو أنشيلوتي (2009-10)، مانويل بيليجريني (2013-14)، وأنطونيو كونتي (2016-17).
هذه الإنجازات تشير إلى أن ليفربول يواصل التفوق على المستوى المحلي، وأن فريقه يملك مجموعة من اللاعبين والمدربين الذين يمكنهم الاستمرار في تحقيق النجاحات الكبرى. ورغم أن محمد صلاح غاب عن قائمة أفضل لاعبي العالم لشهر أبريل، فإن دوره الكبير في مسيرة ليفربول لا يمكن إنكاره، فهو عنصر أساسي في نجاحات الفريق ويستحق الاعتراف بما يقدمه من أداء مميز، سواء على مستوى الأهداف أو بصمته الواضحة في المباريات الحاسمة.
ومع كل هذه الإنجازات الفردية والجماعية، يبدو أن ليفربول بات في طريقه لاستعادة الهيمنة على كرة القدم الإنجليزية، حيث لا يزال الفريق أحد أقوى الأندية في العالم، ويواصل تقديم مستويات عالية في جميع البطولات التي يشارك بها. ورغم غياب صلاح عن القائمة، يبقى اسمه محفورًا في أذهان عشاق كرة القدم حول العالم كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة، وسيظل دوره الحيوي في ليفربول أحد العوامل الرئيسية التي تجلب المزيد من الألقاب والإنجازات للنادي في السنوات المقبلة.
ومع بدء العد التنازلي لموسم 2025-2026، تواصل جماهير ليفربول تطلعاتها الكبيرة في المنافسات المحلية والدولية، على أمل أن يتوج الفريق بمزيد من الألقاب ويعود إلى القمة العالمية من جديد.