مصطفى يونس: الأهلي مش هيكلمني والخطيب موجود.. والزمالك شرف لأي مدرب
مصطفى يونس يرحب بتدريب الزمالك وينتقد استبعاده من الأهلي في عهد الخطيب.

في تصريحاته الإعلامية الأخيرة، فجّر مصطفى يونس، نجم النادي الأهلي الأسبق، جدلًا واسعًا بعدما أبدى استعداده الكامل لتولي منصب المدير الفني لنادي الزمالك، رغم ما يُعرف عنه من انتمائه العميق للقلعة الحمراء، وهو ما يعكس مرونة كبيرة ونضجًا في التفكير يتجاوز حدود الانتماءات الكروية التقليدية التي تحكم الوسط الرياضي المصري منذ عقود.
وأكد يونس، خلال ظهوره في إحدى البرامج التليفزيونية، أن فكرة تدريبه لفريق الزمالك لا تمثل له أي مشكلة، بل على العكس، يعتبرها شرفًا كبيرًا، متسائلًا عن الفارق بينه وبين حسام حسن، أحد أبرز نجوم الأهلي السابقين، والذي سبق له قيادة الفريق الأبيض فنيًا في أكثر من مناسبة. وبهذه المقارنة، أعاد يونس للأذهان فكرة أن الاحتراف الحقيقي في كرة القدم لا ينبغي أن يُقيد بالانتماء العاطفي، بقدر ما يتطلب عقلية مرنة ومهنية عالية.
وأضاف: "أنا مش شايف إن فيه حاجة تمنعني من تدريب الزمالك، خاصة إننا شفنا قبل كده نجوم كبار من الأهلي قادوا الزمالك من قبل، والعكس صحيح. الكرة دلوقتي بقت محتاجة عقل قبل القلب، واللي يقدر ينجح في مكان لازم ياخد فرصته، أيًا كان اسمه أو تاريخه".
وفي سياق متصل، تطرق يونس إلى موقفه من إمكانية تدريبه للنادي الأهلي، مؤكدًا أنه لا يرى أي فرصة لذلك في ظل وجود الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي، مشيرًا إلى وجود حالة من التهميش المتعمد تجاهه، رغم تاريخه الكبير داخل جدران القلعة الحمراء، كلاعب ومدير فني وإداري سابق.
وقال يونس بنبرة لا تخلو من العتاب: "أنا مستبعد تمامًا من الأهلي، وده مش جديد، لكن ده مش فارق معايا. أنا دايمًا صريح، ودي مشكلتي مع ناس كتير، يمكن الصراحة دي هي السبب اللي بيخليني مش مرغوب، لكن ضميري مرتاح".
وأشار إلى أن النادي الأهلي، رغم تاريخه الطويل، يحتاج إلى وقفة مع النفس من مسؤوليه، قائلاً: "نفسي أشوف حد من المسؤولين يطلع يقول أخطأنا في القرار الفلاني. ليه دايمًا المدير الفني هو الشماعة؟ ليه بنحمل كل الخسائر للمدرب، بينما المسؤولين عن الاختيارات والمشروعات بيختفوا وقت الفشل؟".
كما أبدى يونس استغرابه من سياسات الأندية الكبرى في ملف المديرين الفنيين، وخاصة ما يتعلق بالتعامل مع المدربين الأجانب، موضحًا أن التعاقد مع مدرب أجنبي يفترض أن يكون مصحوبًا بخطة إعداد بديل محلي يتعلم منه، لا أن يتم تغييره فور أول تعثر.
وتابع قائلًا: "لما تجيب مدرب أجنبي، طبيعي تجيب معاه مساعد علشان يكون مشروع مدرب للمستقبل. لكن اللي بيحصل دايمًا إننا نبدأ من جديد. مفيش استمرارية، ومفيش خطة بعيدة المدى. إحنا شاطرين في الهدم أكتر من البناء".
وانتقل يونس بعد ذلك للحديث عن تجربة السويسري مارسيل كولر، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، والذي رحل عن الفريق في ظروف غامضة رغم تحقيقه نتائج جيدة على مدار فترة عمله، حيث أشار إلى أن كولر "خسر كتير" في وجهة نظره بسبب تخليه عن عدد من اللاعبين المميزين دون توفير بدائل على نفس المستوى.
وخص يونس بالذكر اللاعبين أحمد عبد القادر، أليو ديانج، محمد شريف، وحمدي فتحي، الذين وصفهم بأنهم كانوا عناصر فاعلة في تشكيل الأهلي، مؤكدًا أن غيابهم ترك فراغًا واضحًا لم يتم تعويضه، قائلاً: "العيب مش إنك تمشي لاعيب، لكن العيب إنك تمشيه من غير بديل. واللي جابهم قاعدين على الدكة، وكأننا بندفع فلوس علشان نفرّج الجمهور عليهم وهم مش بيلعبوا".
وتساءل يونس، بصراحة معهودة، عن دور لجنة الكرة ولجنة التخطيط داخل النادي الأهلي، لافتًا إلى أن غياب الرؤية المشتركة وعدم وجود قيادة قوية بجانب المدرب الأجنبي قد يكون أحد أسباب تكرار الفشل.
وقال: "فين لجنة الكرة؟ فين لجنة التخطيط؟ الأندية الكبيرة مش بتشتغل بالطريقة دي. لازم يكون فيه شخص قوي مع المدرب الأجنبي، يوجّه، يخطط، يختار، يراقب. إنما بالشكل ده، كله بيشتغل منفصل، ومفيش حد بيراجع التاني، وده كارثة في إدارة أي منظومة، خاصة منظومة بحجم الأهلي".
وأشار يونس إلى أن الأندية المصرية، وبالأخص الأهلي والزمالك، يجب أن تراجع مفاهيمها في التعامل مع ملف المدرب، سواء المحلي أو الأجنبي، قائلاً: "الكرة اتغيرت، وكل يوم فيه تطورات. ما ينفعش نفضل نشتغل بنفس عقلية السبعينات. لازم نفهم يعني إيه مشروع، ويعني إيه خطة خمسية، مش بس نكسب ماتش ونفرح ونخسر التاني فنقلب الدنيا".
وأضاف: "أنا مش بقول الكلام ده علشان حد يسمعني أو يرضى عني، لكن لأن ده واقع، وأنا شفت كتير، وعشت تجارب، وكنت جوه المطبخ. وعارف إن اللي بيتقال في الاجتماعات غير اللي بيحصل في التنفيذ".
كما دعا يونس إلى ضرورة الاستعانة بالكفاءات الوطنية في المناصب الفنية، وعدم الاكتفاء بالمدربين الأجانب، قائلًا: "مصر مليانة مدربين شطار، بس مش بياخدوا فرصتهم. الإعلام والجمهور بيحبوا اللمعة، لكن لازم ندي ولاد البلد الفرصة يثبتوا نفسهم".
واختتم يونس حديثه برسالة واضحة، مفادها أن الرياضة تحتاج إلى عقلانية، شجاعة في اتخاذ القرار، وشفافية في الاعتراف بالأخطاء، موضحًا أن الكرة في مصر لن تتقدم إلا إذا توقف الجميع عن المجاملات، وأصبحت الكفاءة هي المعيار الحقيقي.
"اللي يشتغل لازم يكون عنده رؤية، مش مجرد اسم. واللي يقرر لازم يكون مسؤول عن قراره. مفيش نادي كبير بيقوم على شخص واحد، ولا على مدرب بس. الفريق الناجح بيكون وراه منظومة متكاملة. وإحنا لسه محتاجين نعرف يعني إيه منظومة"، هكذا أنهى مصطفى يونس كلماته، في واحدة من أقوى تصريحاته التي قد تعيد فتح نقاشات كثيرة حول الإدارة الفنية في الكرة المصرية.