نيكول سابا: لو عاد بي الزمن لاخترت طريقًا بعيدًا عن الفن.. والأمان في العمل والمال

نيكول سابا تكشف عن مواقفها من الفن والحياة والأمومة في لقاء صريح.

نيكول سابا في برنامج كلام نواعم

تاريخ النشر: 2025-05-05 12:54:04 تاريخ التحديث: 2025-05-05 12:54:04

استضاف برنامج كلام نواعم الفنانة اللبنانية نيكول سابا في حلقة استثنائية، قدمت خلالها واحدة من أكثر المقابلات إنسانية وشفافية، حيث فتحت قلبها وتحدثت بصراحة عن رحلتها في الحياة والفن، وعن الصراعات التي خاضتها كامرأة وفنانة، وعن نضوجها الإنساني والمهني الذي جاء بعد سنوات من العمل، التجربة، والاختبارات المتراكمة.


في بداية حديثها، أعربت نيكول عن فخرها بكل محطة فنية مرت بها، مؤكدة أنها بذلت جهداً كبيراً في كل عمل سواء غنائي أو تمثيلي، معتبرة أن القيمة الحقيقية لنجاح الفنان تكمن في ترك الأثر، وأنها حريصة على ألا تمر أعمالها مرور الكرام. رغم هذا الفخر، أوضحت أن الشهرة التي جاءت مبكرًا في حياتها حرمتها من كثير من التفاصيل البسيطة والهدوء النفسي.


تحدثت نيكول عن شخصيتها القوية، ولكنها أوضحت أن هذه القوة ليست سوى قشرة صلبة تخفي خلفها قلباً مرهفاً، يحمل الكثير من الهموم التي تفضل الاحتفاظ بها لنفسها. أما عن الأمومة، فوصفتها بأنها نقطة تحول كبرى في حياتها، جعلتها أكثر رقة، وأقرب للمشاعر النقية، وغيرت نظرتها للأشياء وطريقة تعاملها مع العالم.


نيكول لم تخفِ أنها كانت سريعة الانفعال في الماضي، وكانت تتحدث بصراحة قد تُفهم أحياناً بشكل خاطئ، ما تسبب لها في مشكلات على المستوى المهني. كما اعتبرت أن وضوحها الزائد لم يكن في صالحها، خاصة في بيئة فنية تتطلب في أحيان كثيرة نوعاً من الدبلوماسية.


تناولت خلال حديثها التصورات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول "المرأة القوية"، مؤكدة أن هذه الصورة أصبحت مشوهة بعض الشيء، فالقوة الحقيقية من وجهة نظرها لا تعني منافسة الرجل أو التفوق عليه، بل تكمن في أن تكون المرأة سنداً لعائلتها، وصاحبة موقف، وقادرة على الوقوف بجانب من تحب. وأضافت أنها ترى نفسها من هذا النوع من النساء، القادرات على التوفيق بين الفن، والأمومة، والحياة الزوجية.


أشادت نيكول بزوجها الفنان يوسف الخال، وأكدت أنه عرف شخصيتها الحقيقية منذ البداية، وكان متفهماً ومسانداً، ويرى فيها قوة إيجابية قادرة على بناء البيت والاحتواء، مشيرة إلى أن الرجل الذكي في هذا العصر هو من يدرك أن المرأة القوية ليست تهديداً له، بل سنداً ودعماً.


واحدة من أكثر التصريحات اللافتة في اللقاء كانت قولها إنها لو عادت بها الأيام لما اختارت دخول عالم الفن، ووصفت هذه المهنة بأنها "متعبة" على كل المستويات، سواء النفسية أو الاجتماعية أو الجسدية. لكنها رغم ذلك، لم تندم، لأنها تعتز بتجربتها وتعتبرها درساً طويلاً علمها الكثير عن الحياة وعن الناس وعن ذاتها.


وعن شعورها بالأمان، قالت نيكول إنها لا تشعر بالطمأنينة إلا عندما تعمل وتنتج وتحقق الاستقلال المادي. الأمان بالنسبة لها ليس فقط شعوراً نفسياً، بل مرتبط بالقدرة على الاستمرار والاعتماد على النفس، وهو ما تسعى إلى تحقيقه دائماً.


أشارت أيضاً إلى أن طبيعتها الهادئة ونجمها "الخفيف" كما وصفت، يساعدانها في تجاوز الصعاب، لكنها في كثير من الأحيان تتعمد إخفاء طموحاتها وخططها الفنية، خوفاً من تعطيلها أو تأثرها بالطاقة السلبية.


أكدت أن الرجال اليوم أصبحوا أكثر انجذاباً للمرأة القوية والمستقلة، التي تعرف ما تريد وتسعى إليه، ولم تعد صورة المرأة الضعيفة هي الصورة النمطية الجاذبة كما في السابق. وأوضحت أنها لم تُظهر وجهها الحقيقي لأحد، سوى لنفسها أمام المرآة، وهذا ما يجعلها دائمًا محتفظة بجانب خاص لا يراه الجمهور.


وعن مشاريعها الفنية المقبلة، كشفت أنها تلقت عرضًا لتقديم فوازير، لكنها مترددة لأن التجربة "مرعبة" على حد تعبيرها، وتحتاج إلى مقاربة مختلفة من حيث الإبهار والإنتاج، لكنها منفتحة على فكرة تقديم عمل غنائي استعراضي مميز يعيد أمجاد هذا النوع من الفنون.


نيكول ختمت اللقاء بتأكيد أن الحياة علمتها ألا تنتظر شيئاً من أحد، وأن تستمد قوتها من نفسها، وتعيش كل يوم كما لو كان فرصة جديدة لتكون أفضل نسخة من ذاتها. تجربة مليئة بالتأملات والصدق، تُظهر جانباً نادراً في شخصية فنانة اختارت أن تكون حقيقية أكثر من كونها فقط مشهورة.