استقر مجلس إدارة اتحاد الكرة على اتخاذ قرار بإلغاء معسكر منتخب مصر المقرر إقامته في الفترة من 2 إلى 10 يونيو المقبل، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة التي طرأت على جدول المباريات المحلية، وأهمها تأجيل نهائي كأس مصر. ويأتي هذا القرار بعد دراسة مستفيضة للوضع الحالي للفريق الوطني، خاصة مع تعدد الارتباطات المحلية والدولية للاعبين.
وفقًا لما ذكره مصدر مطلع داخل اتحاد الكرة، فإن تأجيل المباراة النهائية لمسابقة كأس مصر إلى أحد يومي 5 أو 6 يونيو المقبل، قد أنهى أي احتمالات لإقامة معسكر المنتخب في تلك الفترة. هذا التغيير في الموعد يعني أن اللاعبين الذين يشاركون في نهائي كأس مصر، وعلى رأسهم لاعبو الزمالك وبيراميدز، سيكونون غير متاحين للانضمام إلى المعسكر المقرر. هذه الغيابات الهامة تُضاف إلى غيابات لاعبي الأهلي الذين سيتوجهون إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، مما يفاقم من حجم الغيابات في صفوف المنتخب.
إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يتغيب بعض اللاعبين المحترفين الذين ينشطون في الخارج، حيث يتوقع أن يحصلوا على فترة راحة بعد انتهاء موسمهم مع أنديتهم. وقد أثار هذا الغياب الواسع للمحترفين والأساسيين قلقًا داخل الجهاز الفني للمنتخب، الذين كانوا يرون أن المعسكر في ظل هذه الغيابات لن يحقق أي استفادة فنية تُذكر. ونتيجة لذلك، كان القرار النهائي لإلغاء المعسكر هو الأكثر منطقية في تلك الظروف.
وكانت مشاورات مستمرة قد جرت بين الجهاز الفني للمنتخب بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن، ومسئولي اتحاد الكرة، حول إمكانية إقامة المعسكر رغم هذه الغيابات. في البداية، كان هناك اقتراح بأن يُقام المعسكر، ويُخاض فيه مباريات ضد منتخبات ذات مستوى متواضع، وذلك لتوفير فرصة للاعبين البدلاء والذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى الأندية للمشاركة في المباريات المحلية. إلا أن تأجيل نهائي كأس مصر حتى يونيو، بالإضافة إلى غيابات اللاعبين الأساسيين، جعل من الصعب تحقيق أي فائدة من هذا المعسكر.
من جهته، يواصل الجهاز الفني للمنتخب دراسة الخطط البديلة استعدادًا للتصفيات القادمة. ورغم أن الفترات القادمة ستشهد انشغال الأندية المحلية بمبارياتها في البطولات المحلية والدولية، إلا أن اتحاد الكرة يضع في اعتباره أهمية ترتيب معسكرات جديدة في المستقبل. هذه المعسكرات سيكون لها دور أساسي في تجهيز اللاعبين للتحضيرات المقبلة، خاصة في ظل الاستعدادات المكثفة لبطولات قادمة.
كما أن هذه الفترة الفاصلة بين التوقفات الدولية، بعد إلغاء معسكر يونيو، ستتيح فرصة أخرى للجهاز الفني لاستكمال تخطيطه. الاتحاد المصري لكرة القدم يتطلع إلى استعادة كامل قوتها في التصفيات والبطولات الدولية، مستفيدًا من اللاعبين الجاهزين، خاصة في ظل التحديات التي واجهها المنتخب خلال الأشهر الماضية. هذه التحديات شملت تغييرات في الأجهزة الفنية للمنتخب، علاوة على صعوبة تحديد مواعيد ثابتة لإقامة المعسكرات بسبب الارتباطات المحلية والدولية للأندية.
ويتوقع أن يواصل الجهاز الفني للمنتخب المصري العمل على تعزيز التنسيق مع الأندية لتحديد مواعيد مناسبة للتحضير، على الرغم من التأثيرات السلبية التي أحدثتها تأجيلات المباريات المحلية في الفترة الماضية. وكذلك من المنتظر أن تتم مناقشة معسكرات أخرى في الفترة القادمة، مع مراعاة ظروف اللاعبين المحليين والمحترفين لتجنب أي غيابات قد تؤثر على الأداء.
في الوقت نفسه، تركز الأندية المحلية على إتمام مباريات الموسم الحالي، ما يتيح للجهاز الفني للمنتخب المصري فرصة العمل مع العناصر المتاحة في أي معسكرات مستقبلية. ورغم أن إلغاء المعسكر في يونيو يظل القرار الأنسب في الوقت الحالي، إلا أن الفترة القادمة ستكون حاسمة في تجميع اللاعبين المهمين وتحضيرهم للمباريات القادمة.
وقد أعرب مسئولو اتحاد الكرة عن أهمية توفير بيئة مناسبة للفريق في المعسكرات المقبلة لضمان الاستعداد التام للتصفيات والبطولات المستقبلية. وبعد قرار إلغاء المعسكر، من المتوقع أن تبدأ الأندية في التركيز على استكمال استعداداتها لتحدياتها المحلية والدولية، بينما يبقى المنتخب المصري في حالة استعداد دائم لمواجهة التحديات في الفترة القادمة.
