كشف عدد من التقارير الصحفية العالمية عن تفاصيل تدخل القضاء الإسباني في ملف تعيين تشابي ألونسو مديرًا فنيًا لفريق ريال مدريد، خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي. الموضوع بدأ يأخذ أبعادًا قانونية معقدة بعد أن ارتبط اسم ألونسو بمجموعة من القضايا الضريبية، والتي كانت قد ألقت بظلالها على مسيرته القانونية، مما دفع القضاء الإسباني إلى التدخل في هذه القضية بشكل مباشر.
القضية الأساسية التي أثارت تدخل القضاء تتعلق بمطالبة مصلحة الضرائب الإسبانية للمدرب الحالي لبايرن ليفركوزن بمبلغ قدره 288 ألف يورو، وهو المبلغ الذي يعتبره القضاء ضريبة دخل شخصية مستحقة على الأموال التي دفعها ريال مدريد لوكيل ألونسو في عام 2012. المحكمة الوطنية في إسبانيا نظرت في استئناف المدرب ضد هذه المطالبة، والتي تتعلق بمبالغ كانت قد دفعت له مقابل خدماته مع النادي الإسباني خلال فترة تواجده مع الفريق.
التفاصيل التي نشرتها بعض المصادر تشير إلى أن المدفوعات التي قدمها نادي ريال مدريد إلى وكيل تشابي ألونسو في إطار عقده، قد اعتُبرت من قبل مصلحة الضرائب الإسبانية على أنها أموال مستحقة عليه بصفته دخلًا من العمل الشخصي، على الرغم من أنها كانت مدفوعة لوكيله. هذا الأمر كان سببًا رئيسيًا للمطالبة بأن يُدفع المبلغ من قبل ألونسو.
بناءً على الاستئناف الذي قدمه المدرب الإسباني ضد قرار المحكمة الاقتصادية الإدارية الإقليمية في مدريد، أصدرت المحكمة الوطنية قرارًا يؤيد موقف تشابي ألونسو، ويقرر براءته من التهمة الضريبية الموجهة إليه. وكانت هذه القضية جزءًا من نزاع طويل بين ألونسو ومصلحة الضرائب الإسبانية، الذي تم التطرق إليه في العديد من الجلسات القانونية. كما ذكرت بعض المصادر أن مكتب المدعي العام قد تدخل أيضًا في هذه القضية وطلب أن يُحكم بالسجن لمدة عامين ونصف على ألونسو ومستشاريه، وذلك بسبب اتهامات تتعلق بالاحتيال الضريبي على حقوق صورته.
تدخل القضاء الإسباني في هذه القضية جعل العديد من المهتمين بالشأن الرياضي يتساءلون عن التأثيرات المحتملة لهذه القضايا القانونية على مسيرته التدريبية في المستقبل، لا سيما وأن اسم تشابي ألونسو كان مطروحًا بقوة لخلافة كارلو أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد. ومع تسوية هذا الملف بشكل قانوني، يبدو أن الطريق أصبح مفتوحًا أمام ألونسو لتولي هذا المنصب المهم.
كما تُعد هذه القضية جزءًا من العديد من القضايا الضريبية التي كانت قد طالت عددًا من اللاعبين والمدربين في السنوات الأخيرة في إسبانيا، والتي شغلت الرأي العام الإسباني بشكل مستمر. ورغم التداعيات القانونية التي قد يواجهها أي شخص في منصب رياضي رفيع، إلا أن تشابي ألونسو قد تمكن من إغلاق هذا الملف بأقل خسائر ممكنة، مما يعزز فرصه في قيادة أحد أكبر الأندية الأوروبية.
إذاً، بعد هذه التسوية القانونية، أصبح من المتوقع أن يتولى تشابي ألونسو مقاليد قيادة فريق ريال مدريد في الموسم المقبل، خلفًا للمدرب الحالي كارلو أنشيلوتي. هذا التطور جاء بعد فترة طويلة من الانتظار والشكوك حول القرار النهائي في ظل الظروف القانونية المحيطة بالمدرب الإسباني.