تشافي يرفض عروضًا عربية.. ويُحدد موقفه من الهلال

تشافي يرفض عروضًا قطرية ويفضل البقاء في أوروبا، وداليتش مرشح لتدريب الهلال.

تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة

تاريخ النشر: 2025-05-08 14:56:35 تاريخ التحديث: 2025-05-08 14:57:28

رفض المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني الحالي لفريق برشلونة، عروضًا عربية مغرية خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل استمرار الجدل حول مستقبله التدريبي عقب إعلان إدارة النادي الكتالوني عن رغبتها في إدخال تغييرات فنية نهاية الموسم.


وأكدت مصادر مطلعة أن تشافي تلقى عرضين رسميين من نادي السد القطري، الذي سبق له اللعب والتدريب فيه، ومن الاتحاد القطري لكرة القدم لتولي القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول. وعلى الرغم من الجدية التي حملها العرضان من حيث القيمة المالية والاهتمام الفني، إلا أن تشافي اعتذر عن قبول أي منهما، مُفضلًا البقاء ضمن الأجواء الأوروبية التي يرى فيها تحديًا أكثر تناسبًا مع طموحه المهني في هذه المرحلة من مسيرته.


تجدر الإشارة إلى أن تشافي يتمتع بعلاقة تاريخية مميزة مع نادي السد القطري، حيث أنهى مسيرته كلاعب بين صفوفه، ثم بدأ خطواته التدريبية الأولى من خلاله، وتمكن خلال تلك الفترة من تحقيق عدد من البطولات المحلية، مما جعله اسمًا مألوفًا في الكرة القطرية. ورغم هذه العلاقة الوثيقة، اختار المدرب الإسباني أن يُغلق الباب أمام العودة إلى الملاعب القطرية، معبرًا عن رغبته في الاستمرار ضمن الدوائر الأوروبية حيث المنافسة على أعلى المستويات الفنية.


أما بشأن موقفه من إمكانية تدريب نادي الهلال السعودي، فقد أشارت ذات المصادر إلى أن الصورة لا تزال ضبابية، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد. ورغم وجود بعض الاتصالات غير الرسمية، إلا أن تشافي لم يمنح موافقته أو يفتح باب التفاوض بشكل مباشر حتى اللحظة، ويُقال إن اهتمامه يتركز في المرحلة الحالية على دراسة العروض القادمة من أوروبا، خاصة تلك التي تحمل طابعًا تنافسيًا كبيرًا.


وتداولت تقارير صحفية أوروبية اسم تشافي ضمن أبرز المرشحين لخلافة المدرب تشابي ألونسو في نادي باير ليفركوزن الألماني، وذلك بعد أن بات من المؤكد رحيل ألونسو لتولي تدريب نادي ريال مدريد الإسباني خلفًا لكارلو أنشيلوتي. ويبدو أن خيار تدريب ليفركوزن يُغري تشافي لما يحمله من فرصة لإثبات قدراته في دوري متطور كالدوري الألماني، لا سيما بعد التجربة المعقدة التي خاضها في برشلونة وسط تحديات كبيرة ومطالب جماهيرية ضخمة.


وفي سياق متصل، تواصل إدارة نادي الهلال السعودي بحثها عن بديل مناسب للمدرب البرتغالي خورخي خيسوس، الذي أصبح مستقبله مع الفريق محل شك بعد النتائج المتذبذبة والأداء الذي لم يُرضِ طموحات الجماهير والإدارة. وتكشف التقارير أن أحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة الهلال هو زلاتكو داليتش، المدير الفني الحالي لمنتخب كرواتيا.


ويملك داليتش سيرة ذاتية قوية، حيث تمكن من قيادة منتخب بلاده لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، أبرزها الوصول إلى نهائي كأس العالم 2018، واحتلال المركز الثالث في مونديال 2022، مما رفع من قيمته في سوق التدريب العالمي. كما أن له تجربة سابقة في المنطقة العربية وتحديدًا في السعودية، حيث درب فريق الهلال خلال الفترة من 2012 إلى 2014، وقاد الفريق في 20 مباراة، وسبق له العمل أيضًا مع فريق تحت 23 عامًا في النادي ذاته.


رغم ذلك، فإن ارتباط داليتش الحالي بعقد مع الاتحاد الكرواتي لكرة القدم حتى نهاية كأس العالم 2026 قد يُعقد من مهمة التفاوض معه، ما لم يتم التوصل إلى تفاهم رسمي بين الجانبين. وتشير مصادر مطلعة إلى أن إدارة الهلال تدرس كافة الخيارات المتاحة، ما بين مدربين أوروبيين وآخرين من أمريكا الجنوبية، مع وضع اعتبارات الخبرة الدولية وسابقة العمل في المنطقة كعناصر حاسمة في عملية الاختيار.


من الجدير بالذكر أن الهلال، بصفته واحدًا من أكبر الأندية في قارة آسيا، يسعى دومًا لاستقطاب مدربين من الطراز العالمي، وهو ما يجعل اسم داليتش مرشحًا قويًا، خصوصًا إذا ما تم التوصل إلى اتفاق يراعي التزاماته الدولية الحالية. في المقابل، فإن طرح اسم تشافي كخيار مطروح للهلال يعكس الطموح الكبير للإدارة في التعاقد مع مدرب قادر على تقديم كرة هجومية متطورة، تتماشى مع فلسفة الفريق وطموحاته في الفوز بجميع البطولات الممكنة، محليًا وقاريًا.


ويبدو أن المشهد التدريبي في الهلال سيشهد تطورات لافتة خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم الحالي. ويتوقع أن يُعلن النادي عن هوية مدربه الجديد في وقت قريب، في ظل رغبة قوية ببدء فترة الإعداد للموسم المقبل بمدرب مستقر فنيًا ويملك رؤية استراتيجية طويلة المدى.


ويبقى السؤال المطروح في الأوساط الكروية: هل يتجه تشافي لخوض تجربة جديدة في الدوري الألماني، أم يُفاجئ الجميع ويقبل التحدي في الملاعب الخليجية؟ وهل تنجح إدارة الهلال في استقطاب داليتش رغم ارتباطه الرسمي بمنتخب بلاده؟ كل هذه الأسئلة ستتضح إجاباتها قريبًا، مع ترقب جماهيري واسع لمستقبل الأسماء الكبرى في عالم التدريب.