في مشهد مفاجئ أثار قلق سكان المنطقة، اندلع حريق محدود في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس 15 مايو 2025، في منطقة المنيل على كورنيش النيل، باتجاه المعادي، وتحديدًا بالقرب من قسم شرطة مصر القديمة.
الحريق نشب في تجمعات من الهيش والأعشاب الجافة وأشجار النخيل على ضفاف النيل، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب وانتشارها سريعًا بفعل سرعة الرياح في تلك اللحظات، مما هدد بعض المناطق الخضراء القريبة وعدد من المراكب النيلية الراسية على مقربة من
موقع الحادث.
وفور تلقي غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة البلاغ، تحركت فرق الإطفاء إلى المكان بعد دقائق معدودة، مدعومة بعدة سيارات إطفاء وخزانات مياه، حيث فرضت الأجهزة الأمنية كردونًا أمنيًا بمحيط الحريق لمنع اقتراب المواطنين وتأمين المنطقة.

السيطرة على الحريق في وقت قياسي

تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على النيران في وقت قياسي، مستفيدة من قرب الموقع إلى قسم الشرطة والنقاط الأمنية القريبة، إلى جانب الاستجابة السريعة للبلاغ.
وقد نجحت القوات في تطويق الحريق ومنع امتداده إلى العقارات القريبة والمراكب السياحية المتوقفة في النيل، فيما استمرت عمليات التبريد والتأمين لعدة ساعات لضمان عدم تجدد الاشتعال.

الأضرار تقتصر على الأشجار والنباتات فقط

وبحسب التقرير المبدئي الصادر عن الدفاع المدني، فإن الحريق لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر بشرية، حيث اقتصرت الخسائر على احتراق عدد من الأشجار والنخيل والأعشاب الجافة المنتشرة في تلك المنطقة، والتي تُعد من الأماكن المفتوحة وغير المأهولة سكانيًا.

وأشار التقرير إلى أن سرعة تدخل فرق الإطفاء ساهمت في تقليل الأضرار وحصر النيران في نطاق محدود، لافتًا إلى أن المنطقة تشهد تراكمًا للنباتات الجافة والمهملة، ما يشكل بيئة خصبة لاندلاع مثل هذه الحرائق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

التحقيقات جارية.. ولا شبهة جنائية حتى الآن

من جانبها، باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، بالتعاون مع الجهات الأمنية والمعمل الجنائي، للوقوف على ملابسات الحريق وأسبابه الحقيقية. وأكدت مصادر أمنية أن المؤشرات الأولية لا تُشير إلى وجود شبهة جنائية حتى الآن، مرجحة أن يكون الحريق ناجمًا عن مصدر حراري خارجي مثل عقب سيجارة أو شرارة ناتجة عن مصدر طاقة قريب.

وأوضحت المصادر أن التحريات جارية حاليًا لاستكمال البيانات والاستماع إلى الشهود ممن كانوا في محيط الحادث وقت اندلاعه، كما يجري فحص الكاميرات المحيطة لرصد أي تحركات مشبوهة أو إشارات قد توضح السبب بدقة.

مطالب بزيادة الاهتمام بالمناطق المهملة

وعقب السيطرة على الحريق، طالب عدد من سكان المنيل والناشطين البيئيين الجهات المعنية بتكثيف أعمال النظافة وإزالة المخلفات والنباتات الجافة من المناطق المطلة على النيل، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
كما دعوا إلى تكثيف الدوريات البيئية والرقابية في المناطق الخضراء المفتوحة لضمان السلامة العامة وتقليل فرص اندلاع حرائق مماثلة.

كورنيش النيل يعود لطبيعته.. واستمرار التأمين

وفي الساعات التالية للحادث، عادت حركة المرور والسير على كورنيش النيل إلى طبيعتها بعد إزالة آثار الحريق، فيما استمرت قوات الأمن والحماية المدنية في متابعة الوضع تحسبًا لأي تطورات، مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرار الحادث مستقبلاً.

ويُعد هذا الحريق تنبيهًا جديدًا للسلطات المحلية بأهمية الصيانة الدورية للأماكن العامة، خصوصًا تلك القريبة من مصادر طبيعية مثل النيل، للحفاظ على البيئة والسلامة العامة، والحد من المخاطر المرتبطة بالإهمال أو العوامل الطبيعية.