في تطور خطير لقضية الشابة المصرية "آية عادل" التي هزت الرأي العام العربي، أعلنت النيابة العامة في الأردن إحالة زوجها إلى المحاكمة، بعد توجيه تهمتي جناية دفع إنسان إلى الانتحار، والإيذاء الجسدي المتكرر، بناءً على تحقيقات مكثفة وتقارير طبية شرعية أثبتت وجود آثار اعتداءات حديثة وقديمة على جسد الضحية.

اتهامات جنائية ثقيلة.. ومواجهة بالسجن 20 عامًا
كشفت أوراق القضية أن النيابة الأردنية وجهت للزوج المتهم تهمتين:
جناية دفع شخص للانتحار، بموجب المادة 339/2 من قانون العقوبات الأردني، وهي من التهم الخطيرة التي قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عامًا.
جنحة الإيذاء البدني، بموجب المادة 334، والتي تعزز من خطورة الموقف القانوني للزوج المتهم، خاصة بعد الأدلة الطبية.
ماذا حدث في يوم 14 فبراير؟
تشير تفاصيل التحقيق إلى أن يوم الوفاة لم يكن عاديًا، بل سبقه سلوك تحكمي وعنيف من الزوج تجاه زوجته بسبب صورة على حسابها الشخصي في "إنستجرام".
في صباح يوم 14 فبراير 2025، تفقد الزوج حساب زوجته، ووجد صورة لم تُحذف كما كان قد طلب منها سابقًا. قام بالتقاط صورة للشاشة، وأرسل لها عبر "ماسنجر" رسالة تهديد قال فيها:
"هو أنا مش قلت كل الصور تتمسح؟ الأكاونت ده يتقفل النهارده.. لما يومك مش فايت!"
كانت آية حينها نائمة. وبعد عودته من صلاة الجمعة، واجهها مجددًا، واشتعل الشجار بينهما في المطبخ حيث كانت تقوم بتنظيف المنزل.
اعتداء وحشي ينتهي بمأساة
في لحظة عنف صادمة، قام الزوج بسحب الهاتف من يدها وبدأ بمسح الصور بنفسه. ثم حمل عصا تنظيف وانهال عليها بالضرب حتى انكسرت، ولم يكتفِ بذلك، بل أمسك بعصا أخرى وواصل الاعتداء عليها بعنف بالغ.
أفادت التحقيقات أن الضربات تركزت على أجزاء متفرقة من جسدها، وخلّفت كدمات وسحجات دفاعية، في محاولات من الضحية لصدّ الهجوم.
السقوط من الطابق السادس
لم تتحمل آية العنف المتكرر والضرب والإهانات، وتحت تأثير الضغط النفسي والترويع الجسدي، اتجهت إلى نافذة المطبخ، وبدون أي مقدمات أو إنذار، ألقت بنفسها من الطابق السادس، لتسقط جثة هامدة في مشهد مأساوي صادم.
تقرير الطب الشرعي يحسم الجدل
أكد تقرير الطب الشرعي الأردني وجود آثار جروح حديثة وأخرى قديمة على جسد المجني عليها، ما يدعم رواية تعرضها للتعذيب على فترات، وليس فقط يوم الحادث. التقرير كان الفيصل في ترجيح وجود نية سابقة للإيذاء والعنف الأسري الممنهج.

تحرك مصري لفتح التحقيق وملاحقة المتهم
بالتزامن مع إجراءات التحقيق في الأردن، يتابع مكتب التعاون الدولي بين مصر والأردن تطورات القضية، خاصة بعد المطالبات المصرية بالتحقيق في الحادث داخل مصر، وسط دعوات حقوقية وشعبية لمحاسبة المتهم ومحاكمته وفقًا للقانون المصري أيضًا، في حال إثبات مسؤوليته الكاملة عن وفاة آية.

قضية تهز الرأي العام
قضية آية عادل لم تعد مجرد واقعة محلية، بل تحولت إلى رمز لمعاناة النساء في العلاقات المسيئة، وسط مطالبات بتشديد العقوبات على من يمارسون العنف الأسري، وضرورة وجود تحرك قانوني يحمي النساء من التهديد، الإهانة، والاعتداء الجسدي أو النفسي، خاصة في حالات الاغتراب.