تواصل فرق الحماية المدنية جهودها لليوم الثاني على التوالي في موقع انهيار العقارين الكائنين بشارع الخليج المصري بمنطقة حدائق القبة، حيث تمكنت صباح اليوم الأحد من انتشال جثمان والدة الطفلة حور أيمن وشقيقها، من تحت الركام، بعد ساعات طويلة من عمليات البحث الدقيقة وسط حطام الأبنية المنهارة.

وكانت الطفلة حور قد خطفت قلوب المصريين بعد إنقاذها حية من تحت الأنقاض مساء الجمعة، حيث تم انتشالها وسط تصفيق الأهالي ودموع رجال الإنقاذ، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى متأثرة بإصاباتها البالغة، لتلحق بها والدتها وشقيقها في مشهد مأساوي يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي ضربت المنطقة.
ومع ارتفاع عدد الضحايا إلى ٨ وفيات حتى الآن، لا تزال فرق الإنقاذ تواصل أعمالها وسط صمت ثقيل يخيّم على سكان المنطقة، بينما يتابع الأهالي بقلق عمليات البحث الجارية، في ظل مخاوف من وجود مفقودين آخرين تحت الأنقاض.

وقد أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة للوقوف على أسباب الانهيار، وكلفت لجنة هندسية متخصصة بفحص العقارات المنهارة ومتابعة الحالة الإنشائية للمباني المجاورة، لتحديد مدى تأثرها وضمان سلامة قاطنيها.

وتشير المعاينات الأولية إلى وجود شكاوى سابقة من تصدعات داخل المباني، مما يثير تساؤلات حول مدى الاستجابة لها من قِبل الجهات المختصة، وهو ما سيُحسم في ضوء نتائج التحقيق.
في المقابل، بدأت محافظة القاهرة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، صرف مساعدات مالية عاجلة لأسر الضحايا والمصابين، إلى جانب توفير مساكن بديلة للمتضررين من سكان العقارين المنهارين.

المشهد في حدائق القبة لا يزال مفعمًا بالحزن، فيما يترقب الأهالي بيانًا رسميًا يكشف الحقيقة كاملة، وسط مطالبات بمحاسبة المقصرين واتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكرار هذه الكوارث المفجعة.