توفي أحمد المسلماني، تاجر المجوهرات بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، متأثرًا بجراحه الخطيرة التي أصيب بها خلال اعتداء عنيف وقع في ساعات الفجر من يوم الأربعاء 5 يونيو 2025. وأكدت الجهات الأمنية والنيابة العامة استمرار التحقيقات المكثفة مع المتهمين في القضية، وسط متابعة دقيقة لتفاصيل الحادث.

تفاصيل الاعتداء وأقوال المتهمين
في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أنكر المتهم «سيف الدين. أ» (19 عامًا) الاتهامات الموجهة إليه بالشروع في قتل المجني عليه أحمد المسلماني وصديقه أحمد الديباني. وأكد المتهم أنه لم يكن مشاركًا في الاعتداء ولم يحمل أي سلاح أبيض أثناء الحادث، مشيرًا إلى أنه كان في طريقه للقاء صديقه المتهم الأول «فارس» في شارع السوق بمدينة رشيد عند وقوع المشاجرة.
وقال المتهم إن المشاجرة بدأت عندما نزل المجني عليه المسلماني من سيارته ووجه كلمات سباب إلى المتهم الأول، مما أدى إلى اشتباك بالأيدي بينهما. وأضاف أن شخصًا ثالثًا تدخل وضرب المجني عليه بجسم غير معروف، ما تسبب في إصابة في اليد، وأنه حاول فض الاشتباك ودفع الجميع للابتعاد، ثم غادر المكان سريعًا وسلم نفسه للشرطة بعد استشارة محاميه.
وعندما واجهته النيابة بتهم حيازة سلاح أبيض (مطواة) والشروع في القتل، أنكر المتهم التهم قائلًا مرارًا «محصلش»، مشددًا على عدم وجود أي خلافات سابقة بينه وبين المجني عليه.

تفاصيل الحادثة من وجهة نظر المتهم
كشف المتهم أن مشاهد الحادث بدأت حينما كان في انتظار صديقه فارس في شارع السوق، حيث وقع شجار بين فارس وسائق السيارة التي كان يستقلها المجني عليه. وأوضح أن أحمد المسلماني نزل من سيارته وبدأ بالتهجم لفظيًا على فارس، وهو ما أدى إلى اشتباك بالأيدي، قبل أن يشارك شخص آخر من السيارة في الاعتداء. وذكر المتهم أنه رأى إصابة في يد المجني عليه بالدماء، ثم غادروا المكان مسرعين.

الإصابات والوفاة
وأوضحت التقارير الطبية أن أحمد المسلماني تعرض لإصابات خطيرة تضمنت جروحًا غائرة وقطعًا طعنيًا في اليد، بالإضافة إلى كدمات متفرقة، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية سريعًا. وبالرغم من الجهود الطبية المكثفة، أعلن المستشفى عن وفاة المجني عليه مساء الأربعاء، ليتم تحويل جثمانه إلى مشرحة المستشفى بانتظار تقرير الطب الشرعي.

ضبط المتهمين والاتهامات الموجهة إليهم
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة من تحديد هوية الجناة وضبطهم خلال فترة وجيزة. واعترف المتهمان بالتفصيل بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام، بعد خلافات سابقة مع المجني عليه. وأسندت النيابة العامة لهما تهم الشروع في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

خلفيات القضية وتطورات جديدة
أفاد محامي أسرة الضحية أن أحد المتهمين كان يعمل سابقًا مع المجني عليه في محل المجوهرات الخاص به، وسبق وأن تورط في سرقة من المحل، ما أدى إلى صدور حكم ضده. وأضاف المحامي أن المتهم عاد للانتقام بطريقة وحشية بمساعدة المتهم الثاني، ما تسبب في مقتل الشاب المسلماني الذي كان في مقتبل العمر وله أسرة صغيرة.
وأشار المحامي إلى أن أقوال المتهمين متناقضة تمامًا أمام النيابة، وأن القضية تشهد تطورات مهمة في إطار متابعة التحقيقات الجارية. وأكد على مطالبة أسرته بالقصاص العادل وسرعة إحالة القضية إلى المحكمة.

ردود فعل المجتمع والسلطات
أثارت الحادثة موجة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من المواطنين بسرعة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الجناة لضمان تحقيق العدالة وردع مثل هذه الجرائم الوحشية. كما أدان المجتمع المحلي بشدة هذه الجريمة التي أودت بحياة شاب معروف بأخلاقه ونشاطه التجاري.

الإجراءات القانونية في قضايا الاعتداء المميت
تواصل النيابة العامة التحقيقات مع المتهمين، مع الاستعانة بالتقارير الطبية والفيديوهات الموثقة وشهادات الشهود، لإعداد ملف كامل شامل يضمن تحقيق العدالة. ويتم متابعة سير التحقيقات بشكل دقيق لإحالة القضية إلى المحكمة المختصة دون تأخير.