شهدت الأوساط السياسية الأمريكية تصاعدًا في الجدل داخل الحزب الجمهوري، بعد أن لمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريًا في الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران.
القرار المرتقب أعاد فتح جراح الانقسام القديم بين صقور الحزب المؤيدين للتدخل العسكري، والتيار الشعبوي القومي المناهض للحروب الخارجية، الذي يُعد العمود الفقري لقواعد ترامب الشعبية.

البيت الأبيض: “فرصة كبيرة للتفاوض” وقرار حاسم خلال أسبوعين
وفي بيان رسمي، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس يرى أن "هناك فرصة كبيرة لفتح قنوات التفاوض بين إسرائيل وإيران"، مشيرة إلى أن ترامب سيحسم موقفه من التصعيد العسكري في غضون أسبوعين.
هذا الإعلان يأتي في وقت حساس يشهد فيه الداخل الأمريكي نقاشًا عاصفًا بشأن السياسة الخارجية، وسط تزايد القلق من عودة الولايات المتحدة إلى دوامة الحروب في الشرق الأوسط.
 التيار الشعبوي: “تراجع ترامب خيانة لوعوده الانتخابية”
تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي، عبّر عن قلق واسع بين أنصار ترامب من التيار القومي، قائلًا:
“شريحة كبيرة من قاعدة ترامب تشعر بخيبة أمل وغضب، لأن التوجه نحو الحرب يناقض وعود ترامب السابقة بسحب أمريكا من الحروب الخارجية المكلفة، التي اعتُبرت لفترة طويلة من أولويات ‘أمريكا أولًا’.”
النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين كانت أكثر صراحة، حيث انتقدت بشدة زملاءها المؤيدين للتدخل العسكري، وكتبت في منشور غاضب على فيسبوك:
“لقد سئمنا من الحروب التي لا تعود بالنفع على الأمريكيين. أي سياسي يريد الزج بالولايات المتحدة في حرب جديدة لا يمثل تيارنا، ولا يعكس تطلعات قاعدة ترامب.”

٤. مشروع قانون في الكونغرس لمنع التصعيد العسكري
وفي محاولة لإيقاف اندفاع الإدارة نحو أي قرار عسكري، أعلن النائب الجمهوري توماس ماسي عن تقديم مشروع قانون مشترك مع النائب الديمقراطي رو خانا، يهدف إلى منع الرئيس من إشراك الجيش الأمريكي في أعمال عدائية ضد إيران بدون تفويض واضح من الكونغرس.
وقد انضم إلى هذا المشروع ٢٣ نائبًا من الحزبين، في مشهد نادر من التوافق بين الجناحين التقدمي والمحافظ.
النائب ماسي نشر تغريدة قال فيها:
“بحسب الدستور الأمريكي، قرار الحرب يجب أن يكون في يد الكونغرس. هذه ليست حربنا، وإن كانت كذلك فالشعب هو من يقرر، عبر ممثليه.”
في المقابل، دعمت النائبة رشيدة طليب المشروع، مشيرة إلى أن “الوقت قد حان لإعادة ضبط دور الكونغرس في قرارات الحرب والسلام.”
مخاوف من تفكك التحالف الجمهوري حول ترامب
وفي تحليل سياسي، حذر جاستن لوجان، مدير دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو، من أن تراجع ترامب عن خطه المعهود في رفض التدخلات العسكرية قد يؤدي إلى تصدع في صفوف الحزب الجمهوري.
وقال لوجان:
“الحزب يعيش في حالة توازن هش بين القيادة التقليدية وناخبي القواعد القومية. أي تورط عسكري قد يُفقد ترامب دعم قاعدته التي أوصلته إلى البيت الأبيض.”
وأضاف:
“رغم النوايا التشريعية الجيدة، فإن الرئيس يملك صلاحيات واسعة. وإذا اختار المواجهة، فسيكون من الصعب منعه.”

 صقور الجمهوريين يدافعون عن التصعيد ويدعون للحسم
من جهته، اعتبر السيناتور الجمهوري المخضرم ليندسي جراهام أن أي تهاون مع إيران سيشجعها على المضي قدمًا في تهديد أمن المنطقة والعالم، وقال:
“إيران دولة راديكالية، وإن تُركت دون رادع، فسوف تمحو إسرائيل من الوجود وتتحول لتهديد مباشر لنا.”
وأكد جراهام أنه لا يعارض التفاوض، لكنه يشدد على “ضرورة الاحتفاظ بالخيار العسكري كأداة ضغط فعّالة.”
أما السيناتور جاي دي فانس، فأشار إلى أن ترامب كان ثابتًا خلال السنوات الماضية في رفض امتلاك إيران لبرنامج نووي، وقال:
“الرئيس ترامب كان واضحًا: هذا الملف سيُغلق بطريقة سلمية أو بالقوة إذا تطلب الأمر.”
السيناتور ريك سكوت أضاف أنه يثق تمامًا بقدرة ترامب على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، قائلًا:
“ثقتنا كاملة بالرئيس، فهو يعرف جيدًا متى يفاوض ومتى يحسم.”