تصاعد التوتر بشكل لافت في المواجهة الدائرة بين إيران وإسرائيل إثر الغارات الأخيرة التي استهدفت عمق الأراضي الإيرانية، ما أثار مخاوف واسعة من تصعيد أوسع. شهدت طهران حركة نزوح كبيرة نحو الأحياء الشمالية للمدينة، حيث اختار آلاف السكان تلك المناطق هربًا من القصف الذي طال منشآت عسكرية وحيوية، وأجبر بعض العائلات على ترك منازلها فجأة بحثًا عن ملاذ آمن.

وفي هذا الإطار، اعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن ما تقوم به إسرائيل يندرج تحت الأعمال العدائية الخطرة، وقد يتطوّر إلى محاولة زعزعة النظام الإيراني، معتمدًا في ذلك على تنسيق عميق مع أجهزة استخبارات غربية. وأكد أن دور "الموساد" لم يكن منفردًا، بل خرج بدعم واضح من شبكات المخابرات الأمريكية والبريطانية، ما يوضح مدى التعاون الاستخباراتي في إدارة هذا الصراع.

وعن الموقف الأمريكي، أشار فهمي إلى أن إسرائيل ظلت صاحبة القرار النهائي بشأن خطواتها الأمنية، وقادت واشنطن بخفة نحو تنفيذ ضربة أولية لا تتعدى اختبار رد الفعل الإيراني، من دون انخراط كامل في مواجهة واسعة. وأضاف أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب كل تحرك إيراني، سواء عبر رد مباشر أو من خلال وكلائها الإقليميين، استعدادًا لأي تطورات مفاجئة.
من جهة أخرى، دعا رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى العودة السريعة لطاولة المفاوضات مع طهران لضمان عدم تحول البرنامج النووي الإيراني إلى سلاح، مؤكدًا استعداده لزيارة إيران في أي لحظة. وشدد على أهمية وقف العمليات العدائية حتى تتمكن فرق الوكالة من تقييم الضرر في المفاعلات المتضررة والتأكد من استمرار الرقابة الفنية، بعدما أبدت طهران تعاونًا مبدئيًا في هذا الشأن.

على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت أسعار النفط عالميًا بنحو 3% مع تصاعد المخاوف من تعطّل الإمدادات عبر مضيق هرمز، مما أثر على أسواق النفط الفورية والعقود الآجلة. وفي البورصات الإقليمية، سجلت أسهم شركات الطاقة مكاسب طفيفة بينما تراجع سهم بعض البنوك الإيرانية جراء الخشية من فرض عقوبات جديدة.

أما دوليًا، فقد دعا مجلس الأمن إلى ضبط النفس ووقف التصعيد الفوري، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد عبر بيان رسمي، وحثّ جميع الأطراف على العودة للهدوء والحوار. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة قد تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.