دراسة: فقر الدم أثناء الحمل يزيد خطر عيوب القلب

علاج فقر الدم أثناء الحمل يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بعيوب قلبية خلقية

يشير الخبراء إلى أن فقر الدم هو أحد المشكلات الصحية الشائعة بين النساء الحوامل

تاريخ النشر: 2025-04-25 11:25:48 تاريخ التحديث: 2025-04-25 11:25:48










كشفت دراسة جديدة أن علاج فقر الدم أثناء الحمل يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بعيوب قلبية خلقية. وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة BJOG، وهي واحدة من أبرز المجلات الطبية المتخصصة في طب النساء والتوليد، وتعتبر مرجعًا علميًا مهمًا في هذا المجال. تتعلق الدراسة بشكل أساسي بتأثير فقر الدم، الذي يعد من أكثر الحالات الصحية شيوعًا بين النساء الحوامل، على تطور صحة الجنين، خصوصًا فيما يتعلق بالقلب.


تربط الدراسة بين فقر الدم في بداية الحمل وزيادة ملحوظة في احتمالية إصابة الأطفال بعيوب خلقية في القلب، حيث أظهرت النتائج أن النساء اللاتي يعانين من فقر الدم في المراحل الأولى من الحمل يعرضن أطفالهن لخطر متزايد بنسبة 47% للإصابة بتلك العيوب. هذا الاكتشاف يعتبر خطوة كبيرة نحو فهم العلاقة بين نقص الحديد وفقر الدم وبين العيوب القلبية الخلقية، ويعزز الحاجة إلى الوعي الطبي والوقائي بشأن هذه المسألة.


للتأكد من صحة هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية لنحو 2800 امرأة في المملكة المتحدة أنجبن أطفالًا يعانون من عيوب قلبية خلقية، وقارنوا هذه السجلات مع بيانات حوالي 14 ألف امرأة أنجبن أطفالًا أصحاء. النتائج التي تم الحصول عليها كانت مفاجئة لبعض الخبراء، حيث أظهرت المقارنة أن حوالي 4.4% من الأمهات اللاتي أنجبن أطفالًا يعانون من عيوب خلقية في القلب كن مصابات بفقر الدم أثناء الحمل، في حين كانت النسبة 2.8% فقط بين الأمهات اللاتي أنجبن أطفالًا بصحة جيدة. كما أن هذا الاختلاف الكبير في النسب يعزز من أهمية التدخل الطبي المبكر أثناء الحمل، خاصة في علاج فقر الدم.


هذه النتائج تدعم دراسات سابقة أجريت في دول أخرى مثل كندا وتايوان، التي أكدت على وجود علاقة بين فقر الدم أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة بعيوب قلبية خلقية. في تلك الدراسات، تم العثور على ارتباط مباشر بين نقص الحديد في النظام الغذائي للأمهات وبين احتمالية الإصابة بتشوهات خلقية لدى الجنين، وهو ما يعزز من الحاجة إلى رصد مستويات الحديد أثناء الحمل كجزء من الرعاية الروتينية.


وبحسب الباحثين، فإن حوالي ثلثي حالات فقر الدم خلال الحمل تكون ناتجة عن نقص الحديد، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذه الحالة. فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يعد الأكثر شيوعًا بين النساء الحوامل، ويؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين. وفي هذا السياق، أشار الباحثون إلى أن هذا النوع من فقر الدم يمكن الوقاية منه بشكل كبير عبر تناول مكملات الحديد بانتظام، خاصة في مراحل الحمل المبكرة، وهو ما يمكن أن يسهم في تقليل العديد من المخاطر الصحية على الجنين.


وبناءً على هذه الاكتشافات، أشار الباحثون إلى أن تناول مكملات الحديد بشكل منتظم للنساء في فترة ما قبل الحمل وأثناءه قد يسهم في الوقاية من فقر الدم، وبالتالي يقلل من احتمالية حدوث عيوب قلبية خلقية عند الأطفال حديثي الولادة. ويؤكد الأطباء أن مكملات الحديد تعتبر أحد الحلول الفعّالة التي يمكن أن تحسن صحة النساء الحوامل بشكل عام، وتحسن فرص الحمل الصحي وتطور الجنين بشكل طبيعي. كما أن تناول هذه المكملات قد يساعد في تجنب الحالات الصحية الخطيرة التي قد تؤثر على الأم، مثل الإرهاق المزمن، وفقدان القدرة على التركيز، والدوار، وغيرها من الأعراض المرتبطة بنقص الحديد.


وفيما يخص توصيات الباحثين، فقد أوصى الباحثون بضرورة إجراء تجربة سريرية واسعة لاختبار مدى فعالية مكملات الحديد في الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل، ومن ثم تحديد ما إذا كان ذلك يمكن أن يمنع تطور عيوب القلب الخلقية في الأطفال حديثي الولادة. قد تشمل هذه التجارب النساء من مختلف الأعمار والظروف الصحية، وذلك للحصول على نتائج دقيقة وشاملة بشأن تأثير مكملات الحديد على صحة الأمهات والأطفال.


يشير الخبراء إلى أن فقر الدم هو أحد المشكلات الصحية الشائعة بين النساء الحوامل، مما يجعل من الضروري تكثيف الجهود لتشخيص هذه الحالة وعلاجها بشكل فعال. تعتبر مكملات الحديد من الحلول المأمونة والفعّالة التي يمكن أن تساهم في تحسين الحالة الصحية للأم والجنين، بالإضافة إلى تحسين عملية الولادة وتقليل مخاطر المضاعفات التي قد تنشأ بسبب نقص الحديد. علاوة على ذلك، فإن مكملات الحديد تعد من العلاجات البسيطة والمأمونة التي يمكن أن تقدم فوائد صحية عديدة للأم والطفل على حد سواء.


تعتبر هذه الدراسة خطوة هامة نحو تعزيز الوعي الطبي والعناية الصحية بالأمهات خلال فترة الحمل. ومن خلال هذه الدراسة، قد يكون لدينا خطوة هامة نحو تعزيز صحة الأمهات والأطفال في مرحلة الحمل، وبالتالي تقليل من الأعباء الصحية التي قد تنشأ نتيجة للعيوب القلبية الخلقية، التي تعتبر من أبرز أسباب الإصابة بمشاكل صحية مزمنة للأطفال. حيث أن الوقاية المبكرة يمكن أن تحد من الحاجة إلى تدخلات طبية مكلفة ومعقدة في المستقبل، وبالتالي تحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بتلك العيوب.


وبذلك، يمكن أن تسهم هذه الدراسة في تطوير سياسات صحية أقوى وأكثر تأثيرًا في مجال رعاية الحمل، والتي يمكن أن تساعد في تقليل أعداد الأطفال الذين يولدون مع تشوهات قلبية، وتحسين الوقاية والعلاج في المراحل المبكرة من الحمل.