أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الذكر هو العبادة التي تستقيم بها القلوب وتطمئن، مستشهدًا بقول الله تعالى: «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ». وأوضح أن القلب هو مركز الصلاح والفساد، استنادًا لحديث النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله...»، ليبيّن أن الذكر هو عماد القلب، وأن صلاح القلب أساس لصلاح الإنسان كله.

وأشار إلى أن حياة المؤمن تتجدد بالذكر، فالمُكثر من ذكر الله كالحَي، والمغرِب عن الذكر كالميت، على حد وصف النبي ﷺ. كما شبّه علاقة الذكر بسائر العبادات بعلاقة الأرض بالشجر، فلا يمكن قيام عبادة بلا قلب عامر بذكر الله، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي».

وبيّن أن الذكر هو الروح التي تحتضن العبادات كلها، من التكبير في افتتاح الصلاة، إلى البسملة التي يباهي الله تعالى بها ملائكته قائلًا: «ذكرني عبدي». وهو –كما وصف العلماء– علامة المحبة، فلا ينشغل المحب عن محبوبه، ولذلك قيل: «الذِّكر منشور الولاية».

ونقل عن الإمام الشعراني أن الذكر مفتاح الغيب، ومصدر الأنس، وجامع شتات القلب، وأنه لا يحدّ بزمان أو حالة، بل يشمل قيام الإنسان وقعوده وعلى جنبه، وأن الذاكر إذا غلب عليه الذكر امتزج بروحه حبّ اسم الله.

وختم بأن الطريق إلى الله يبدأ بالذكر وينتهي به، وهو بداية السالكين ونهاية العارفين، حتى يغيب الذاكر في نور المذكور ويصل إلى مقام الحضور الدائم.