حذر الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من الوقوع في فخّ الشعور بأن الله لا يغفر الذنوب بعد التوبة، مؤكدًا أن هذا الإحساس ما هو إلا مدخل خفي من مداخل الشيطان ليُضعف يقين العبد برحمة الله، ويصرفه عن الطاعة والرجوع إلى الطريق المستقيم.

وأوضح أمين الفتوى أن الشيطان يتسلل إلى قلب العبد بعد توبته، ليهمس له بكلمات تُضعف إيمانه مثل: «هل تظن أن الله سيغفر لك بعد ما فعلت؟»، أو «بعد كل هذا الذنب جئت الآن تتوب؟»، فيزرع في نفسه شعورًا بالذنب الدائم واليأس من المغفرة.

وبيّن أن للتوبة طعمًا عذبًا لا يذوقه إلا من صدق في ندمه وعودته إلى الله، ولكن الشيطان لا يريد للإنسان أن يتذوق هذا الشعور، فيغرس داخله الحزن والإحباط حتى يبعده عن العبادة والذكر.

وأشار الشيخ عويضة إلى أن هناك من شياطين الإنس من يرددون العبارات ذاتها بقصد السخرية أو التشكيك، فيقولون: «هو أنت بعد اللي عملته جاي تتوب؟»، مبينًا أن هذه الكلمات لا تقل خطرًا عن وساوس الشيطان نفسه، لأنها تُضعف عزيمة التائب وتدفعه للبعد عن طريق الله.

وأكد أمين الفتوى أن الله سبحانه وتعالى يفتح باب التوبة مهما بلغت الذنوب، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك»، مشيرًا إلى أن الله لا يرد من يقف ببابه نادمًا.

كما استشهد بالآية الكريمة: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا»، موضحًا أنها من أرجى آيات القرآن، إذ بدأها الله بنداء مليء باللطف والعطف دون ذكر الذنوب أو الفضيحة، ليؤكد أن رحمته أوسع من معصية عباده.

واختتم الشيخ كلامه بدعاء مؤثر قائلاً: «نسأل الله أن يرحمنا جميعًا ويقبل توبتنا، إنه هو الغفور الرحيم»، داعيًا المؤمنين إلى الثقة في عفو الله والابتعاد عن وساوس الشيطان.