أتلتيك بلباو يستعيد أحد أبنائه: لابورت يعود بعد غياب سنوات

أكدت تقارير إعلامية إسبانية، وفي مقدمتها إذاعة "راديو ماركا"، أن نادي أتلتيك بلباو توصل إلى اتفاق نهائي مع نادي النصر السعودي يقضي بعودة المدافع الدولي الإسباني إيميريك لابورت إلى صفوف الفريق الباسكي، في صفقة تعتبر من أبرز التحركات خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية.

توقيع قريب.. وعقد يمتد حتى 2028

التقارير أوضحت أن لابورت، صاحب الـ31 عامًا، من المرتقب أن يوقّع عقدًا جديدًا مع أتلتيك بلباو لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، ما يعني استمراره المحتمل مع الفريق حتى عام 2028. ومن المنتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة خلال أيام قليلة، بعد استكمال الإجراءات النهائية المتعلقة بالانتقال.

هذه الصفقة تأتي في إطار سعي بلباو لتعزيز صفوفه بلاعبين أصحاب خبرة دولية وجودة عالية، خاصة أن النادي يحرص دومًا على الاعتماد على أبناء الإقليم، وهو ما يجعل عودة
لابورت حدثًا له بُعد رمزي إلى جانب قيمته الفنية.

أسباب الرحيل من النصر

عودة لابورت إلى الليغا جاءت بعد خروجه من حسابات المدير الفني لنادي النصر، البرتغالي جورجي جيسوس، الذي استبعده من قائمة الفريق المشاركة في المعسكر الإعدادي المقام حاليًا في النمسا. هذا القرار الفني كان مؤشرًا واضحًا على أن المدافع الإسباني لم يعد ضمن خطط النادي للموسم المقبل، مما عجّل ببحثه عن وجهة بديلة تضمن له دقائق لعب أكثر واستقرارًا فنيًا.

من بلباو إلى مانشستر ثم العودة إلى الجذور

إيميريك لابورت ليس غريبًا عن أتلتيك بلباو. فقد نشأ كرويًا داخل أروقة النادي، وبدأ مسيرته الاحترافية مع الفريق الأول عام 2012، حين كان لا يزال في عمر الـ18. على مدار ست سنوات، خاض مع الفريق 222 مباراة رسمية، سجل خلالها 10 أهداف، وفرض نفسه كأحد أبرز المدافعين في الدوري الإسباني حينها.

في يناير 2018، خطف مانشستر سيتي توقيع لابورت مقابل صفقة ضخمة، ليبدأ رحلة ناجحة في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا. خلال تلك السنوات، توّج مع السيتي بعدد كبير من البطولات، أبرزها الفوز بالبريميرليغ أربع مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي، بالإضافة إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2022-2023.

تجربة قصيرة في السعودية لم تحقق التطلعات

انضم لابورت إلى نادي النصر في صيف عام 2023 ضمن موجة التعاقدات الكبيرة التي شهدتها أندية الدوري السعودي. ورغم التوقعات العالية، لم ينجح اللاعب في حجز مقعد أساسي في التشكيلة، ما انعكس على أدائه ومستواه العام. تراجع المشاركة، إلى جانب التغييرات الفنية في الفريق، أديا إلى قرار رحيله بعد موسم واحد فقط من التوقيع.

دفعة قوية للدفاع الباسكي وطموحات أوروبية

عودة لابورت إلى أتلتيك بلباو تمثل دفعة فنية ومعنوية كبيرة للفريق الذي يستعد لخوض موسم جديد بطموحات مضاعفة محليًا وأوروبيًا، خاصة بعد الأداء المميز الذي قدمه الفريق في الموسم الماضي. تواجده إلى جانب مجموعة من اللاعبين المحليين الصاعدين سيضيف توازنًا وخبرة للخط الخلفي، في وقت تطمح فيه جماهير سان ماميس إلى رؤية فريقها ينافس على مراكز متقدمة في الليغا، وربما الذهاب بعيدًا في المسابقات القارية.

الجماهير ترحب بعودة "الابن البار"

الصفقة حظيت بتفاعل كبير من جماهير النادي، التي ترى في لابورت أحد رموز الجيل السابق، وتأمل في أن يكون عنصرًا فاعلًا في بناء مشروع تنافسي قوي تحت قيادة الإدارة الفنية الحالية. فبعد سنوات من الترحال، يعود لابورت إلى المكان الذي منحه انطلاقته، وسط تطلعات بأن يكتب فصولًا جديدة من المجد في "سان ماميس".