النصر يودع آسيا بثلاثية قاسية أمام كاواساكي الياباني
النصر يودع دوري أبطال آسيا بعد خسارته 3-2 أمام كاواساكي في نصف النهائي.

شهدت منافسات نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة مواجهة قوية جمعت بين نادي النصر السعودي ونظيره كاواساكي فرونتال الياباني، في مباراة مثيرة حُسمت لصالح الفريق الياباني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليودع الفريق السعودي البطولة في واحدة من أكثر المباريات إثارة في هذا الدور.
دخل النصر اللقاء بطموح كبير في مواصلة مشواره الآسيوي بعد موسم محلي وأوروبي حافل بالنتائج اللافتة، مستندًا إلى مجموعة من النجوم اللامعين، يتقدمهم النجم العالمي كريستيانو رونالدو، والسنغالي ساديو ماني، إلى جانب لاعبين محليين يتمتعون بخبرة واسعة مثل سلطان الغنام وعلي الحسن. غير أن طموحات الفريق السعودي اصطدمت بفريق منظم ومقاتل على أرض الملعب، حيث ظهر كاواساكي الياباني بثقة كبيرة منذ الدقائق الأولى، ونجح في فرض أسلوب لعبه على أرضية الملعب.
افتتح الفريق الياباني التسجيل مبكرًا في الدقيقة 10 عن طريق اللاعب تاتسويا إيتو الذي استغل ثغرة في التمركز الدفاعي لنادي النصر وسدد كرة قوية لم يتمكن الحارس بينتو من التصدي لها. تقدم كاواساكي بهذا الهدف أعطى الفريق دفعة معنوية قوية، مما زاد من سيطرته على وسط الملعب بفضل تحركات لاعبيه السريعة والتمريرات القصيرة الدقيقة.
رغم ذلك، لم يستسلم النصر بسهولة، بل سرعان ما دخل في أجواء اللقاء وبدأ في الضغط على مرمى الخصم، ونجح النجم ساديو ماني في إدراك التعادل في الدقيقة 28، بعد أن استغل تمريرة ذكية من أوتافيو داخل منطقة الجزاء، ليراوغ الحارس ويسكن الكرة في الشباك. هذا الهدف أعاد التوازن للمباراة وأشعل المدرجات الحماسية التي كانت تتابع المواجهة عن كثب.
غير أن الفريق الياباني عاد مجددًا ليفرض أفضليته قبل نهاية الشوط الأول، عندما سجل يوتو أوزيكي الهدف الثاني في الدقيقة 41، إثر كرة عرضية متقنة لم يتعامل معها الدفاع النصراوي بالشكل المطلوب، لتصل إلى أوزيكي الذي سددها مباشرة داخل المرمى، مانحًا فريقه التقدم من جديد قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، حاول النصر تعديل النتيجة من خلال تغييرات هجومية، وظهر ذلك من خلال تحركات كريستيانو رونالدو الذي بذل مجهودًا كبيرًا في محاولة صناعة الفرص، كما ساعد جون دوران في خلق مساحات على الأطراف، إلا أن الدفاع الياباني كان يقظًا وأحكم الرقابة على مفاتيح اللعب النصراوية.
ومع استمرار الضغط من الطرفين، باغت إيناجا الجميع بتسجيل الهدف الثالث لكاواساكي في الدقيقة 76، مستغلًا تمريرة سريعة خلف الدفاع، حيث وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الحارس بينتو وسدد الكرة بكل هدوء داخل الشباك، ليضع فريقه في موقف قوي نحو التأهل إلى المباراة النهائية.
ورغم هذا التقدم، لم يتراجع النصر، بل واصل محاولاته الهجومية، ونجح اللاعب الشاب أيمن يحيى في تقليص الفارق بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 87، بعد مجهود فردي رائع على الجهة اليمنى، حيث راوغ أكثر من مدافع قبل أن يسدد كرة قوية اصطدمت بالقائم ودخلت المرمى.
الدقائق الأخيرة من اللقاء شهدت محاولات مستميتة من النصر لتسجيل هدف التعادل والذهاب بالمباراة إلى ركلات الترجيح أو الوقت الإضافي، غير أن التماسك الدفاعي من جانب كاواساكي وتراجع مستوى اللياقة البدنية لدى لاعبي النصر حال دون ذلك، لتنتهي المباراة بنتيجة 3-2 لصالح الفريق الياباني.
بهذه النتيجة، يتأهل فريق كاواساكي فرونتال إلى المباراة النهائية للبطولة الآسيوية، حيث سيلاقي فريق أهلي جدة في مواجهة عربية - آسيوية منتظرة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والندية، خاصة بعد المستوى المتقدم الذي قدمه كلا الفريقين خلال مشوارهما في البطولة.
وبالنظر إلى التشكيلة الأساسية التي دخل بها النصر، فقد جاء في حراسة المرمى الحارس القدير بينتو، بينما تواجد في خط الدفاع كل من سلطان الغنام، محمد سيماكان، سلطان الغنام (مرة أخرى في التشكيل مما يشير ربما إلى خطأ في التسجيل الأصلي)، ونواف بوشل. أما في خط الوسط، فقد اعتمد المدير الفني على الثلاثي مارسيلو بروزوفيتش، علي الحسن، وأوتافيو، بينما ضم خط الهجوم الثلاثي الهجومي الناري: ساديو ماني، كريستيانو رونالدو، وجون دوران.
وقد أثارت تشكيلة الفريق نقاشًا واسعًا بين الجماهير والنقاد، خاصة في ظل غياب بعض الأسماء التي كان يُتوقع أن تبدأ أساسية في مثل هذه المواجهات الحاسمة، بالإضافة إلى التكرار الغريب لاسم سلطان الغنام مرتين في التشكيل الرسمي، ما قد يكون ناجمًا عن خطأ إداري أو تقني في رصد الأسماء.
فنيًا، تعرض النصر لاختبار حقيقي في هذه المباراة، حيث لم ينجح في السيطرة على وسط الملعب بالشكل الذي اعتاد عليه، كما أن التنظيم الدفاعي بدا مهتزًا في أكثر من مناسبة، وهو ما كلف الفريق استقبال ثلاثة أهداف في فترات حساسة من اللقاء. بالمقابل، أظهر كاواساكي قدرة عالية على استغلال المساحات واللعب السريع، بالإضافة إلى صلابة دفاعية مكنته من امتصاص الضغط النصراوي، خصوصًا في الدقائق الأخيرة.
رغم الخسارة، يرى كثيرون أن النصر قدم أداءً لا يخلو من الروح والقتالية، وأن الفريق ما زال يملك الكثير ليقدمه في الموسم الكروي، خاصة مع وجود كوكبة من النجوم الذين يمكن البناء عليهم مستقبلاً. كما يسلط الخروج من هذه البطولة الضوء على بعض الجوانب الفنية التي قد تحتاج إلى مراجعة، سواء على مستوى التشكيل أو استراتيجية اللعب في المباريات الكبرى.
من جهة أخرى، أعربت الجماهير عن دعمها المستمر للفريق رغم الإقصاء، مشيدة بالجهود المبذولة من قبل اللاعبين والجهاز الفني، ومؤكدة أن الوصول إلى نصف نهائي البطولة القارية يُعد إنجازًا مهمًا بحد ذاته، لكنه يستدعي العمل على تطوير الأداء مستقبلاً للمنافسة على اللقب في النسخ القادمة.
وفي الختام، تبقى هذه المباراة درسًا مهمًا في أهمية التوازن بين الهجوم والدفاع، وأهمية التركيز طوال 90 دقيقة، خصوصًا في البطولات الكبرى التي لا تعترف إلا بمن يستغل الفرص ويحافظ على التماسك تحت الضغط. فالنصر خسر النتيجة، لكنه لم يخسر ثقة جمهوره، ولا طموحه في العودة مجددًا بقوة على الساحة
الآسيوية.
فوز الخليج 2-1 على العروبة في الدوري السعودي، وشريف يدخل كبديل.
ربيع ياسين يؤكد تلقي عرض من ليفربول قبل صلاح وعودته لمصر لخوض المونديال.
الأهلي يؤجل الإعلان لحين حسم الدوري واختلافات في الجهاز الفني.
ميدو يكشف أسرارًا عن الجوهري وينتقد الزمالك في بودكاست "ابن كارك".