في لحن من الوفاء والالتزام، عبّر المدافع الفرنسي جول كوندي عن قربه الكبير من توقيع عقد جديد مع نادي برشلونة، ذلك الصرح العريق الذي بات أكثر من مجرد نادٍ له، بل هو موطنه الذي يجد فيه دفء الانتماء وسكينة الروح. في حديث مطول نقلته صحيفة سبورت الإسبانية، أكد كوندي أن تجديد عقده مع النادي الكتالوني بات على الأبواب، وأن تفاصيل الاتفاق ستُنجز قبل نهاية الجولة الآسيوية، معبراً عن فرحته الغامرة بهذا الاستقرار الذي ينعكس على مستقبله المهني والشخصي. وأشار إلى وجود تفاهم عميق بينه وبين إدارة النادي، تعكس رغبة مشتركة في استمرار هذه الرحلة المشتركة، مشدداً على أنه لم يفكر لحظة في الرحيل أو الانفصال عن الفريق الذي طالما وضع ثقته فيه.

ويمتد عقد كوندي الحالي حتى عام 2030، ما يجعله أحد الأعمدة الأساسية التي يرتكز عليها مشروع المدرب هانز فليك، الذي يقود النادي نحو فصل جديد مليء بالطموح والتجديد. ويعمل فليك بكل حزم على تطوير كتيبة اللاعبين من خلال تجديد عقود النجوم المؤثرين، معززاً فريقه بمزيج متوازن بين الخبرة والشباب، في محاولة لإعادة برشلونة إلى مكانته المرموقة على الساحة الكروية المحلية والقارية.

وفيما يتعلق بمسألة القيادة داخل الفريق، خاصة مع غياب الحارس المخضرم تير شتيجن بسبب الإصابة، كان كوندي واضحاً في حديثه، حيث أكد أن قرار تحديد القائد يظل من اختصاص الإدارة الفنية، وأن اللاعبين يحترمون هذا الأمر ويبتعدون عن التدخل فيه، مضيفاً: "هذا الأمر يُترك للمدرب وللنادي، ونحن نثق تماماً في اختياراتهما، لأنهما يعرفان جيداً ما هو الأنسب للفريق ولللحفاظ على توازنه".

أما على صعيد مركزه في الملعب، فقد أعرب كوندي عن مرونته الكبيرة واستعداده التام للعب في أكثر من مركز، مع اعترافه بحبه وولائه لمركز قلب الدفاع الذي نشأ فيه كلاعب، لكنه أكد أنه يسعى لتطوير أدائه كلاعب ظهير أيمن، حيث يشعر بتحسن مستمر ورغبة في تقديم موسم أكثر بريقاً وتألقاً، معبراً عن إيمانه بأن التنوع في اللعب يعزز من قدراته ويجعله أكثر فاعلية في خط دفاع الفريق.

وفي استرجاع للحظات لا تُنسى، استحضر كوندي هدفه الشهير الذي سجله في مرمى ريال مدريد خلال كأس الملك، ووصف تلك اللحظة بأنها كانت علامة فارقة في مسيرته مع برشلونة، لما حملته من تأثير عميق في نفوس الجماهير، ولأنها جسدت قوة عزيمته وإصراره على ترك بصمة واضحة في تاريخ النادي.

وفي حديثه عن الوافد الجديد ماركوس راشفورد، عبّر كوندي عن إعجابه الكبير بشخصية زميله الهادئة والمتواضعة، مشيراً إلى أن راشفورد اندمج سريعاً في أجواء الفريق، وقال: "راشفورد يمتلك روحاً متحمسة وشخصية ناضجة، وأعمل على دعمه من خلال مساعدته على التأقلم بشكل أسرع، خاصة بفضل معرفتي بلغته الأم".

تأتي هذه التصريحات في ظل تحول شامل يشهده النادي على الصعيدين الفني والإداري، يقوده المدرب هانز فليك الذي يضع آمالاً كبيرة في بناء فريق متكامل، يجمع بين حيوية الشباب وحكمة الخبرة، من أجل إعادة برشلونة إلى قمة المجد، وتحقيق الإنجازات التي ينتظرها عشاق الفريق حول العالم، في موسم يحمل الكثير من الآمال والتطلعات الكبيرة التي تنسجها أنامل اللاعبين والإدارة معاً، لتصنع صفحة جديدة من الفخر والنجاح في تاريخ النادي.