يسعى جوزيه بيسيرو، المدير الفني البرتغالي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، إلى إيجاد الحلول الأمثل لتعويض غياب ناصر ماهر في المباراة القادمة أمام فريق المصري البورسعيدي، والتي ستُقام غدًا الخميس في إطار منافسات الجولة الثالثة من المرحلة الثانية لمسابقة الدوري المصري الممتاز. تمثل هذه المباراة تحديًا كبيرًا للزمالك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق بسبب الإصابات والغيابات المتعددة، وهو ما يجعل الجهاز الفني في حاجة ماسة إلى إيجاد بدائل قادرة على تقديم الإضافة.
يأتي ذلك بعد تعرض ناصر ماهر للإصابة خلال أحد التدريبات الأخيرة في معسكر الفريق بالإسكندرية، وهو ما جعل مشاركته في المباراة المقبلة محل شك، حيث تشير التوقعات إلى أن فرص غيابه أكبر من مشاركته. ورغم ذلك، لم يتم التأكد من غيابه بشكل نهائي حتى الآن، لكن التأكيدات تشير إلى أن فرصته في اللعب ضئيلة. يواجه بيسيرو تحديًا حقيقيًا في إيجاد بديل قادر على تعويض غياب ناصر ماهر، خاصةً وأن اللاعب كان يشغل مركز الجناح ويعد من الأوراق الهامة في تشكيل الفريق في الفترة الأخيرة.
المدير الفني للزمالك يواجه أيضًا نقصًا كبيرًا في قائمة اللاعبين المتاحين للمشاركة في المباراة. حيث يعاني الفريق من غياب عدد من العناصر الأساسية، مما يجعله مضطراً للبحث عن حلول بديلة لملء الفراغات في تشكيل الفريق. كان ناصر ماهر قد تم الدفع به في مركز الجناح ليكون بديلاً لأحمد مصطفى زيزو، الذي يعاني أيضًا من غياب عن تدريبات الفريق بسبب إصابته، بالإضافة إلى غياب لاعبين آخرين مثل محمود عبد الرازق "شيكابالا" وأحمد حمدي، فضلاً عن غياب التونسي الجفالي.
في ظل هذه الغيابات، يدرس بيسيرو مجموعة من الخيارات التكتيكية لمواجهة هذه الأزمة. أحد السيناريوهات التي يدرسها هو تغيير خطة اللعب من خلال زيادة عدد اللاعبين في وسط الملعب، وهو ما قد يوفر المزيد من الاستحواذ على الكرة ويساعد في السيطرة على المباراة. بالإضافة إلى ذلك، قد يقرر بيسيرو الدفع بأحد اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على اللعب في مركز الجناح، مثل محمد حمدي، الذي يُعتبر من البدائل الجيدة لهذه المهمة.
وفي السياق نفسه، يعكف المدرب البرتغالي على دراسة بدائل تكتيكية أخرى قد تساهم في تعويض غياب ناصر ماهر، مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق يتعرض لضغط كبير في ظل الغيابات المتعددة. وبالتالي، فإن بيسيرو لا يتوقف فقط عند مسألة تعويض اللاعب المصاب، بل يفكر في كل الجوانب الفنية التي تضمن له الأداء الأمثل في المباراة. ويُظهر بيسيرو مرونة تكتيكية كبيرة في كيفية التعامل مع غياب اللاعبين المهمين، مع التركيز على إبراز نقاط القوة المتوفرة لديه حاليًا في التشكيلة.
على الصعيد الفني، بدأ الزمالك المرحلة الثانية من الدوري بشكل قوي، حيث حقق فوزًا مستحقًا في أولى مبارياته على حساب الأهلي بثلاثة أهداف اعتبارية، وفي المباراة الثانية استطاع الفريق أن يحقق فوزًا آخر على حرس الحدود. ومن ثم، وصل الفريق إلى النقطة السادسة في ترتيب جدول الدوري، مما يمنحه فرصة جيدة للمنافسة على لقب الدوري الممتاز. إلا أن مباراة المصري البورسعيدي تمثل محطة حاسمة في طريق الزمالك نحو التتويج بالبطولة هذا الموسم.
تأمل جماهير الزمالك في أن يتمكن الفريق من الحفاظ على انتصاراته وضمان تحقيق الفوز في هذه المباراة، خاصةً وأنها تمثل فرصة للفريق لتعزيز مكانه في المراكز الأولى بالجدول، وبالتالي الحفاظ على آماله في المنافسة على اللقب. الفوز في المباراة أيضًا سيكون خطوة كبيرة نحو ضمان المركز الثاني، وهو ما يضمن للفريق المشاركة في دوري أبطال إفريقيا في الموسم المقبل.
وفي ظل الظروف الحالية، التي تشمل الغيابات والإصابات، يدرك الجهاز الفني تمامًا أن مباراة المصري البورسعيدي لن تكون سهلة. الفريق البورسعيدي يقدم أداءً قويًا في الدوري ولديه العديد من العناصر المميزة، مما يضع الزمالك أمام اختبار صعب. ولكن في نفس الوقت، يتمتع الزمالك بتاريخ حافل في الدوري المصري ويملك من الإمكانيات ما يؤهله لتحقيق الانتصارات حتى في أصعب الظروف.
من جانبه، يعمل بيسيرو على تحفيز اللاعبين الشبان والقدامى داخل الفريق، حيث يسعى إلى استغلال كل إمكانياتهم لتحقيق الفوز. كما يحاول الجهاز الفني أن يتعامل مع غياب بعض اللاعبين الأساسيين بأقصى درجات الاحترافية، حيث يبذل جهدًا كبيرًا في ترتيب أوراقه بشكل يضمن استمرار الأداء الجيد. ويعول بيسيرو على لاعبين مثل أشرف بن شرقي، وسيف الدين الجزيري، ويوسف أوباما، الذين يعتبرهم من العناصر القادرة على صناعة الفارق في المباريات الكبيرة.
وفيما يتعلق بتحضير الفريق للمباراة، يركز بيسيرو على العديد من الجوانب التكتيكية مثل بناء الهجمات من الخلف، والضغط على الفريق المنافس في منطقة وسط الملعب، حيث يعتقد أن السيطرة على هذه المنطقة ستكون حاسمة في توجيه دفة اللقاء لصالح الزمالك. ويسعى المدرب البرتغالي إلى استغلال المساحات التي قد تظهر في دفاعات المصري البورسعيدي، خاصة في حال لم يكن الفريق قادرًا على إغلاق المساحات بشكل جيد في مناطق الدفاع.
وبالنظر إلى تاريخ المواجهات بين الزمالك والمصري، فإن الفريق الأبيض يمتلك الأفضلية الواضحة في المباريات الأخيرة. ومع ذلك، فإن مباراة الغد لن تكون سهلة، حيث يسعى المصري لتقديم أداء قوي يحسن من موقفه في ترتيب الدوري، خاصة أن الفريق البورسعيدي يملك العديد من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق، وهو ما يجعل المباراة منتظرة بقوة من قبل جماهير الفريقين.
في النهاية، يُعد الفوز في مباراة المصري البورسعيدي بمثابة خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الزمالك في الدوري هذا الموسم، سواء من خلال الحفاظ على التنافس على اللقب أو ضمان المشاركة في البطولات الإفريقية.
