تاريخ النشر: 2025-05-08 16:37:37 تاريخ التحديث: 2025-05-13 17:44:31

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم رسميًا تعيين المدرب الأسترالي جراهام أرنولد مديرًا فنيًا للمنتخب العراقي في الفترة المقبلة. جاء هذا القرار بعد سلسلة من المفاوضات والمشاورات مع عدة مدربين، ليحسم الاتحاد اختيار أرنولد في النهاية لقيادة أسود الرافدين في المرحلة القادمة.

في تصريحات صحفية، أكد أحمد الموسوي، مدير المركز الإعلامي في الاتحاد العراقي لكرة القدم وعضو المجلس، أن المدرب الأسترالي سيصل إلى بغداد يوم الجمعة من أجل إتمام جميع الإجراءات الرسمية المتعلقة بتعيينه كمدير فني للمنتخب العراقي. ومن المتوقع أن يبدأ أرنولد مهمته مع الفريق فور وصوله، حيث سيتولى الإشراف على التدريبات والاستعدادات للمباريات القادمة في التصفيات القارية والدولية.

تعيين أرنولد جاء بعد فترة من التغيير في المنتخب العراقي، إذ أعلن الاتحاد العراقي سابقًا عن رحيل المدرب الإسباني خيسوس كاساس، الذي لم يحقق نتائج إيجابية مع الفريق في الفترة الماضية. كانت أبرز نتائج كاساس السلبية هي الهزيمة من منتخب فلسطين في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وهو ما دفع الاتحاد العراقي إلى اتخاذ قرار بإنهاء التعاقد معه. منذ تلك الهزيمة، بحث الاتحاد عن مدرب جديد قادر على إعادة بناء الفريق وتحقيق نتائج مرضية في الاستحقاقات القادمة.

وكانت هناك العديد من التكهنات حول المدربين الذين يمكن أن يخلفوا كاساس في قيادة المنتخب العراقي. ومن بين الأسماء التي تم تداولها بشكل واسع كان المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي سبق له تدريب منتخب مصر في الفترة بين 2015 و2018. وكان كوبر قد قاد منتخب مصر إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2017، وكان قريبًا من التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا. ورغم التقارير التي أشارت إلى اهتمام منتخب العراق بالتواصل مع كوبر، إلا أن المفاوضات لم تثمر عن اتفاق رسمي بين الطرفين. فقد أكد مصدر مقرب من المدرب الأرجنتيني أنه تم التواصل مع كوبر بشكل غير رسمي في الشهر الماضي، لكن الأمور لم تتطور إلى عرض رسمي، مما جعل الاتحاد العراقي يواصل البحث عن مدرب آخر حتى توصل إلى اتفاق مع جراهام أرنولد.

يُعد جراهام أرنولد من المدربين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة على المستوى الدولي. فقد سبق له أن قاد منتخب أستراليا في عدة فترات، وحقق معهم العديد من النجاحات أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة. كما يمتلك أرنولد خبرة واسعة في البطولات الآسيوية، ما يجعله الخيار الأمثل لقيادة منتخب العراق في الفترة المقبلة.

من المتوقع أن يتم تكليف أرنولد بمهمة إعادة بناء الفريق وتطوير أدائه على الصعيدين الفني والبدني، بهدف استعادة المنتخب العراقي مكانته على الساحة القارية والدولية. وسيعمل أرنولد على تطوير العلاقة مع اللاعبين وتوظيف مهاراتهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى التركيز على الجوانب التكتيكية التي يمكن أن تساعد الفريق على تحسين نتائجه في التصفيات والبطولات المقبلة.

وقد رحب الجمهور العراقي بتعيين أرنولد، حيث يأملون أن يعيد المدرب الأسترالي المنتخب إلى الواجهة الآسيوية والعالمية بعد فترة من التراجع في المستوى. ومن المتوقع أن يكون لديه تحديات كبيرة أمامه، سواء على مستوى تسيير الأمور الفنية داخل الملعب أو على مستوى العمل الإداري مع الاتحاد العراقي لكرة القدم.

كما أن هناك تحديات خارج الملعب قد تواجه أرنولد، خاصة في ما يتعلق بتطوير بنية المنتخب العراقي وتوفير بيئة مناسبة للاعبين، بالإضافة إلى وضع خطط واضحة لتنمية المواهب الشابة في العراق وتعزيز الدعم الجماهيري للمنتخب.

في الختام، يأمل الاتحاد العراقي لكرة القدم والجماهير العراقية أن يكون تعيين جراهام أرنولد بداية جديدة للمنتخب في رحلته نحو تحقيق النجاحات في البطولات المقبلة. سيتطلب الأمر الكثير من العمل والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية، لكن الأمل في عودة المنتخب إلى المسار الصحيح يبقى كبيرًا، خاصة مع المدرب الذي يتمتع بخبرة واسعة ورؤية استراتيجية واضحة.