في خطوة مفاجئة لكنها تحمل الكثير من الدلالات، قرر لوكا مودريتش، نجم الوسط الكرواتي المخضرم، مغادرة ريال مدريد بعد 13 عامًا من العطاء والنجاحات، والانضمام إلى صفوف ميلان الإيطالي في صيف 2025. هذه الصفقة التي جرت بدون مقابل مالي تعكس رؤية واضحة لدى مودريتش للمرحلة المقبلة، حيث يسعى لتحديات جديدة وفرصة لترك بصمته في نادٍ تاريخي يتطلع لاستعادة أمجاده الأوروبية.

زيارة إيجلي تاري.. مفتاح الاتفاق بين مودريتش وميلان
كان لزيارة رئيس نادي ميلان، إيجلي تاري، إلى مسقط رأس مودريتش في كرواتيا وقع كبير في تسريع إتمام الصفقة. التفاعل المباشر والنقاشات العميقة حول مستقبل النادي والطموحات الفنية، أظهرت جدية مشروع الروسونيري في بناء فريق تنافسي قادر على المنافسة على جميع الجبهات، ما جعل مودريتش يقتنع بأن هذا هو الوجهة الأنسب له في هذه المرحلة من مسيرته.

التاريخ الكبير والحاضر الطموح
مودريتش يدرك تمامًا حجم الإرث التاريخي لنادي ميلان، الذي يحمل سبعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ويتفوق على ريال مدريد في هذا الصدد سوى في عدد قليل من الألقاب. وهذا ما يجعل هدفه مع الفريق الإيطالي أكثر طموحًا من مجرد المشاركة في البطولات، إذ يهدف إلى قيادة الروسونيري نحو استعادة مكانته كأحد عمالقة أوروبا، وتحقيق ألقاب تعيد للفريق سحره الكروي.

تحديات الموسم المقبل وأهمية الخبرة القيادية
ميلان يعاني من غياب عن المنافسات الأوروبية بعد موسم مخيب في الدوري الإيطالي، حيث احتل المركز الثامن، وهو ما لم يكن متوقعًا للنادي الذي اعتاد على اللعب في البطولات الكبرى. وجود مودريتش، بخبرته الواسعة التي تشمل المشاركة في عشرات المباريات الحاسمة مع ريال مدريد ومنتخب كرواتيا، سيضيف بلا شك عنصرًا قياديًا وقوة تكتيكية في وسط الملعب، تساهم في رفع مستوى الفريق وتحقيق أهدافه.

فترة إعداد وحضور متوقع في كأس إيطاليا
على الرغم من حصول مودريتش على إجازة مستحقة بعد مشاركته مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية، إلا أن الجميع يتطلع إلى ظهوره الأول مع ميلان في مباراة كأس إيطاليا أمام باري، المقررة في 17 أغسطس. هذه المباراة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لأول تجربة له مع الفريق، وستحدد مدى تأثير وجوده في تشكيل الروسونيري، خاصة في بداية مشوارهم للموسم الجديد.

مودريتش ورسالته الكروية الجديدة
يتحدث مودريتش دائمًا عن طموحه المستمر في تطوير نفسه وتحقيق المزيد من الإنجازات، حتى في سنه الحالي. انضمامه إلى ميلان ليس مجرد انتقال عادي، بل رسالة قوية تعكس إصراره على المنافسة، وقيادة فريق يملك تاريخًا عريقًا وأحلامًا كبيرة. يسعى مودريتش لأن يكون عنصر التوازن والهدوء داخل الملعب، وينقل خبراته للاعبين الشباب ويحفز الفريق بروحه التنافسية العالية.