Published Date: 2025-01-23 03:01:17 Updated At: 2025-01-23 03:01:17
By: Dr. Mohamed Hammouda

اسباب الكحة: فهم الأسباب المختلفة وكيفية التعامل معها

الكحة أو السعال هي رد فعل طبيعي من الجسم للتخلص من المواد الغريبة أو المخاط من مجاري التنفس. قد تكون الكحة عرضًا مؤقتًا نتيجة لنزلة برد أو قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية أكثر تعقيدًا. في بعض الحالات، قد تستمر الكحة لفترات طويلة، مما يستدعي استشارة طبية لتحديد السبب والعلاج المناسب. في هذا المقال، سنتناول الأسباب الشائعة للكحة وكيفية التعامل معها.

الكحة أو السعال هي رد فعل طبيعي من الجسم للتخلص من المواد الغريبة أو المخاط من مجاري التنفس. قد تكون الكحة عرضًا مؤقتًا نتيجة لنزلة برد أو قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية أكثر تعقيدًا. في بعض الحالات، قد تستمر الكحة لفترات طويلة، مما يستدعي استشارة طبية لتحديد السبب والعلاج المناسب. الدكتور محمد حمودة، استشاري أمراض الصدر والحساسية، يشير إلى أن الكحة يمكن أن تكون نتيجة لعدد من الأسباب التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا ملائمًا.

أنواع الكحة:

قبل التحدث عن الأسباب، من المهم أن نعرف أن الكحة يمكن أن تكون:

كحة جافة: وهي التي لا يصاحبها إخراج للمخاط، وتكون عادةً نتيجة تهيج الحلق أو الأنسجة التنفسية.

كحة مصحوبة بالمخاط (رطبة): وهي التي يصاحبها إنتاج المخاط، وغالبًا ما تحدث في حالات التهاب الشعب الهوائية أو العدوى التنفسية.

أسباب الكحة الشائعة:

1. نزلات البرد والإنفلونزا:

تعد نزلات البرد والإنفلونزا من أكثر الأسباب شيوعًا للكحة. عند الإصابة بهذه الفيروسات، يعاني الشخص من التهاب في الحلق والجهاز التنفسي العلوي، مما يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وحدوث الكحة. عادةً ما يصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل العطس، سيلان الأنف، وآلام الجسم. الدكتور محمد حمودة ينصح في هذه الحالات بالحفاظ على الراحة وتناول السوائل الدافئة لتخفيف الأعراض.

2. التهاب الشعب الهوائية الحاد:

يحدث التهاب الشعب الهوائية عندما تصاب الشعب الهوائية بالتهاب بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية. في هذه الحالة، يتسبب التورم والالتهاب في الشعب الهوائية في إنتاج المخاط المفرط، مما يؤدي إلى الكحة. هذه الكحة عادة ما تكون مصحوبة ببلغم أو مخاط. الدكتور محمد حمودة يوضح أن في هذه الحالات، قد يتم وصف أدوية موسعة للشعب الهوائية أو أدوية مضادة للبكتيريا إذا كانت العدوى بكتيرية.

3. الربو الشعبي:

الربو هو مرض مزمن يتسبب في التهاب وتضيق الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وكحة متكررة. قد يزداد السعال عند التعرض للمحفزات مثل التلوث أو الدخان أو أثناء ممارسة الرياضة. غالبًا ما يكون السعال في حالات الربو مصحوبًا بصفير أثناء التنفس. الدكتور محمد حمودة ينبه المرضى الذين يعانون من الربو إلى أهمية استخدام أدوية البخاخات بشكل منتظم ومتابعة الحالة مع الطبيب المتخصص لتجنب حدوث الأزمات التنفسية.

4. التهاب الحنجرة (التهاب الحلق):

التهاب الحنجرة يحدث عادةً بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، مما يؤدي إلى التهاب في الحلق يصاحبه آلام واحتقان وصعوبة في البلع. هذا الالتهاب يمكن أن يسبب كحة جافة ومستمرّة، خاصة عند التحدث أو بعد الاستيقاظ من النوم. في حالات التهاب الحنجرة، ينصح الدكتور محمد حمودة بالراحة وتجنب التحدث بشكل مفرط، بالإضافة إلى شرب السوائل الدافئة لتخفيف التهيج.

5. الحساسية:

الحساسية هي رد فعل مفرط من الجهاز المناعي تجاه مواد معينة مثل الغبار، حبوب اللقاح، أو شعر الحيوانات. عندما يتعرض الشخص المريض للحساسية، قد يصاب بالتهاب في الأنف أو الحنجرة، مما يؤدي إلى الكحة المستمرة. قد يرافقها أيضًا سيلان الأنف والعطس. الدكتور محمد حمودة يؤكد على أهمية تجنب المحفزات المسببة للحساسية واستخدام الأدوية المضادة للهيستامين في حالات الحساسية لتقليل الأعراض.

6. التدخين:

التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للكحة المزمنة. الأشخاص الذين يدخنون أو يتعرضون للتدخين السلبي يعانون عادة من كحة مستمرة بسبب تأثير المواد السامة في السجائر على الشعب الهوائية. قد يعاني المدخنون من "السعال المزمن" أو السعال الذي يحدث طوال اليوم. الدكتور محمد حمودة ينصح المدخنين بالإقلاع عن التدخين لتجنب تدهور الحالة الصحية وضمان التنفس بشكل أفضل.

7. مرض الجزر المعدي المريئي (GERD):

يحدث مرض الجزر المعدي المريئي عندما يتسرب الحمض من المعدة إلى المريء، مما يسبب تهيجًا في الحلق والشعب الهوائية. يمكن أن يؤدي هذا التهيج إلى كحة مزمنة، خاصة في الليل أو بعد تناول الطعام. الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد يشعرون أيضًا بحرقة في المعدة. الدكتور محمد حمودة ينصح الأشخاص المصابين بـ GERD بتقليل تناول الأطعمة الحمضية والابتعاد عن تناول الطعام قبل النوم لتقليل تأثير الحمض على المريء.

8. التلوث البيئي:

التعرض للملوثات الهوائية مثل الغبار، الدخان، أو المواد الكيميائية يمكن أن يؤدي إلى تهيج مجاري التنفس ويؤدي إلى الكحة. الأشخاص الذين يعيشون في بيئات ملوثة أو في مناطق ذات هواء ملوث قد يعانون من كحة مزمنة أو موسمية. الدكتور محمد حمودة ينصح بتجنب التعرض المستمر للملوثات البيئية واستخدام الكمامات إذا كان التلوث عاليًا.

9. الأدوية:

بعض الأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، قد تسبب الكحة كأثر جانبي. هذه الكحة عادة ما تكون جافة وغير مصحوبة بإفرازات، وقد تختفي عند التوقف عن تناول الدواء. في هذه الحالات، يوصي الدكتور محمد حمودة بضرورة استشارة الطبيب لتعديل الأدوية أو استبدالها.

10. أمراض أخرى:

تعد بعض الأمراض المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو التليف الرئوي من الأسباب المحتملة للكحة المستمرة. هؤلاء المرضى يعانون من صعوبة في التنفس والكحة المتكررة بسبب تضرر الرئتين والشعب الهوائية. الدكتور محمد حمودة يؤكد على أهمية العلاج المنتظم لهؤلاء المرضى ومتابعة الحالة بشكل دوري لتجنب تفاقم الأعراض.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا استمرت الكحة لفترة تزيد عن أسبوعين أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى، ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، يجب استشارة الطبيب فورًا. كما يُنصح بزيارة الطبيب إذا كانت الكحة تتداخل مع النوم أو الأنشطة اليومية أو إذا كان السعال مصحوبًا ببلغم دموي.

كيفية التعامل مع الكحة:

تناول السوائل الدافئة: يمكن أن تساعد المشروبات الدافئة مثل الشاي بالليمون أو الأعشاب على تهدئة الحلق وتخفيف التهيج.

استخدام الأدوية: في حالة الكحة الناتجة عن التهابات فيروسية أو بكتيرية، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للسعال أو مضادات حيوية إذا كانت العدوى بكتيرية.

تجنب المهيجات: مثل الدخان والغبار والتلوث الهوائي.

الرطوبة: استخدام جهاز ترطيب الهواء قد يساعد في تهدئة الحلق ومنع جفاف الشعب الهوائية.

تجنب التدخين: إذا كنت مدخنًا، يجب التوقف عن التدخين لأن التبغ يسبب تهيجًا دائمًا للشعب الهوائية.

خاتمة:

الكحة هي عرض شائع يمكن أن يكون نتيجة للعديد من الأسباب، تتراوح من نزلات البرد البسيطة إلى أمراض مزمنة قد تتطلب علاجًا طويل الأمد. من المهم تحديد السبب الكامن وراء الكحة لتحديد العلاج الأنسب. الدكتور محمد حمودة، باعتباره استشاريًا في أمراض الصدر والحساسية، يوصي بضرورة استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة أو في حال وجود أعراض مقلقة أخرى. مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن التخفيف من الكحة وتحسين صحة الجهاز التنفسي بشكل عام.