فيفي عبده تفجّرها: مفيش تجميل.. والناس بقت صعبة!
فيفي عبده تنفي خضوعها لعمليات تجميل وتؤكد: "جسمي مش بيلحم والناس بتحسدني.. وبقول أذكاري".

في حوار مليء بالصراحة والعفوية، أطلت الفنانة القديرة فيفي عبده على جمهورها من خلال لقاء خاص جمعها بالإعلامية ياسمين عز، ضمن برنامج "كلام الناس" المذاع على شاشة "إم بي سي مصر"، مساء الجمعة، لتضع النقاط فوق الحروف بشأن ما يُثار حول خضوعها لعمليات تجميل، حيث نفت الأمر جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنها لم تُقدم يومًا على إجراء أي تدخل جراحي تجميلي، لا من قريب ولا من بعيد.
قالت فيفي عبده، وهي تضحك بخفة ظلها المعهودة، "أنا عمري ما عملت عمليات في حياتي، جسمي مش بيلحم، والناس مش مصدقة، كل يوم أسمع إشاعة جديدة، وكل ما أظهر في مناسبة أو أطلع في برنامج، ألاقي تعليقات بتقول إني مش بكبر، أو إن شكلي مش بيتغير، وده بيخليني أقول: يا جماعة أنا زي ما أنا، ربنا هو اللي مكرمني، وأنا بقول أذكاري دايمًا علشان أحصن نفسي من الحسد".
توقفت لحظة، ثم تابعت حديثها بنبرة فيها مزيج من العتب والواقعية، "الناس بقت صعبة جدًا، بدل ما نبص لبعض بحب، بقينا نحقد ونغار، بقيت أحس إننا بقينا مجتمع بيبحث عن العيوب، مش عن الجمال، قبل ما يدفنوا الميت، بيدوروا على الميراث، قبل ما حد يعيش حياته، بيحاسبوه على كل نفس، على كل صورة، على كل حركة".
وتكلمت فيفي عبده عن مرور الزمن، مؤكدة أن العمر يمضي بسرعة مذهلة، وقالت بأسى شفاف، "السنين بتجري، وعمري بيجري، وأحيانًا لما ببص في المراية، بسأل نفسي: فين راحت كل الأيام دي؟ لكن رغم كده، لسه عندي أمل، ولسه بطلب من ربنا يديني طول العمر، مش علشان الشهرة أو الأضواء، لكن علشان أعيش أكتر مع الناس اللي بحبهم، مع أولادي، مع جمهوري اللي عمره ما تخلى عني".
وأوضحت الفنانة أنها لا ترى في نفسها "أيقونة جمال" بالمقاييس السائدة، لكنها تؤمن بجمال الروح، مؤكدة أن الجمال الحقيقي لا يأتي من حقنة بوتوكس أو عملية تجميل، بل من الداخل، من القلب، من الضحكة الصافية، من الحب اللي جوه الإنسان. وتابعت، "اللي بيحب نفسه، واللي راضي عن حياته، هيفضل جميل، مهما كبرت سنه، ومهما تغيرت ملامحه".
ثم أضافت بابتسامة ممزوجة بالحكمة، "الناس دايمًا كانت بتسألني: إزاي بتحتفظي بشبابك؟ وكنت برد بكل بساطة: السر هو الرضا، هو الحب، هو التسامح، عمري ما نمت وقلبي فيه كره لحد، وعمري ما حقدت على حد، حتى اللي آذوني، بسامحهم، وبمشي في حالي، علشان كده يمكن ربنا مديهوني بشوشة، وضحكة دايمًا منورة وشي".
وفي فقرة أخرى من الحوار، كشفت عن الصعوبات التي واجهتها في حياتها، وكيف استطاعت تجاوزها، مشيرة إلى أن الفن ليس نزهة كما يتخيل البعض، بل هو مشوار طويل من الكفاح والتعب، وقالت، "أنا ماوصلتش للي فيه دلوقتي بالساهل، ولا بلمسة سحرية، لكن بشغل، وتعب، وسنين من الوقوف على المسرح، وأيام كتير كنت برجع البيت وأنا مش قادرة أقف على رجلي، بس كنت بكمل، لأني بحب اللي بعمله، وبحب جمهوري".
وأكدت أن حياتها لم تكن مفروشة بالورود، بل مرت بتقلبات كثيرة، لحظات فرح، ولحظات وجع، لكنها تعلّمت كيف تقف على رجليها مهما حصل. وأضافت: "أنا ست من حديد، بشكر ربنا كل يوم إني لسه واقفة، ولسه بضحك، ولسه قادرة أحب الحياة رغم كل حاجة".
وعن علاقتها بالسوشيال ميديا، قالت فيفي عبده إنها لا تعير الانتقادات الكثيرة اهتمامًا كبيرًا، لأنها تعيش لنفسها، وليس لإرضاء الآخرين. "اللي يرضى الناس عمره ما هيرضى، وأنا مش عايزة أرضي حد، أنا عايزة أكون حقيقية، أكون نفسي، اللي بيحبني كده على عيني وراسي، واللي مش عاجبه، ربنا يهنيه بحياته".
ثم تحدثت عن الظواهر السلبية التي أصبحت تهيمن على العلاقات الإنسانية، خاصة ما يتعلق بالغيرة والحسد والتدخل في حياة الآخرين، مشيرة إلى أنها عاشت سنوات طويلة من الشهرة والنجاح، لكنها اكتشفت أن القلوب تغيّرت، وأن الناس باتت تفتقد للمحبة والتعاطف، وقالت: "كان زمان الناس بتيجي تزور بعضها، تسأل عن بعض، النهارده كل واحد بيشوف التاني على الموبايل ويفتكر إنه عارف كل حاجة، لكن الحقيقة إننا بقينا بعاد عن بعض، لا بنحب، ولا بنتراحم".
وشددت على أهمية التمسك بالقيم الجميلة، مثل التسامح، والرضا، وقبول الآخر، داعية الجمهور للعودة إلى البساطة والمحبة، وقالت، "ربنا خلقنا عشان نحب، مش علشان نكره، ولا نحسد، ولا نحكم على بعض، كل واحد فينا عنده حاجة بيواجهها، ولو ركزنا في نفسنا، وسبنا غيرنا يعيش، يمكن نكون أسعد".
وفي نهاية حديثها، وجهت رسالة للجمهور، خاصة الشباب، قائلة: "خليكم دايمًا حقيقيين، ماتغيروش نفسكم علشان ترضوا حد، عيشوا حياتكم، وخلوا عندكم طاقة حب وسعادة، واللي يرضى عن نفسه، ربنا دايمًا هيرضيه، ولو يوم حسيت إنك وحيد، افتكر إن ربنا معاك، وإن فيفي عبده بتحبك".
حديث الفنانة فيفي عبده جاء بمثابة مرآة صادقة لحياة إنسانة عاشت الأضواء بكل تفاصيلها، لكنها لا تزال تحتفظ بروح شفافة، وقلب مليء بالحب، وبإصرارها على مواصلة الطريق رغم كل التحديات، تثبت من جديد أنها ليست مجرد فنانة استعراضية، بل شخصية قوية، قادرة على تحدي الزمن، والمضي قُدمًا بابتسامتها وجرأتها وصراحتها.