خالد كمال يُضيء ختام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير الليلة
خالد كمال يقدّم حفل ختام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بمشاركة فرقة الأنفوشي.

في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم، يُسدل الستار على فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، بحفل ختامي يُقام على مسرح سيد درويش بدار أوبرا الإسكندرية، ويُقدّمه الفنان خالد كمال. ويُشارك في الحفل الختامي أيضًا فرقة الأنفوشي للموسيقى العربية بقيادة المايسترو هيثم بسيوني، والتي تقدم باقة من الأغاني الفولكلورية التي تعكس الطابع الفني العريق لمدينة الإسكندرية، وتُضفي على الأمسية طابعًا فنيًا خاصًا يُجسد روح المدينة الساحلية العريقة.
وكان خالد كمال قد قدّم حفل افتتاح المهرجان أيضًا، والذي شهد تكريم الفنانة ريهام عبد الغفور بمنحها جائزة هيباتيا الذهبية، تقديرًا لمسيرتها الفنية الغنية بالأعمال المتميزة على مدار سنوات في السينما والدراما التلفزيونية. كما تم تكريم الفنان أحمد مالك، أحد أبرز المواهب الشابة في المشهد الفني المصري، والذي أثبت حضوره اللافت من خلال أعمال متنوعة بين السينما والمسرح والتلفزيون.
يمثل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير أحد أبرز المحافل السينمائية في مصر والمنطقة العربية، حيث انطلقت أولى دوراته عام 2015، ليصبح منذ ذلك الحين منصة فنية سنوية تحتضن المبدعين من صناع الأفلام القصيرة، وتتيح لهم الفرصة لعرض أعمالهم والتواصل مع جمهور عريض من محبي السينما. المهرجان يُقام بدعم من الهيئة العامة لتنشيط السياحة، ضمن رؤية تهدف إلى المزج بين الترويج الثقافي والفني والترويج السياحي لمدينة الإسكندرية، باعتبارها منارة ثقافية عريقة.
وقد جاءت الدورة الحادية عشرة هذا العام لتتوج مسيرة 10 دورات ناجحة، حيث شهدت المهرجان طفرة نوعية تمثّلت في إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصورة المسؤولة عن جوائز الأوسكار، أن الأفلام الفائزة بجائزة هيباتيا الذهبية في هذه الدورة أصبحت مؤهلة للمنافسة على جوائز الأوسكار بداية من العام المقبل. ويعد ذلك إنجازًا كبيرًا للمهرجان وللصناعة السينمائية العربية عمومًا، حيث يفتح بابًا جديدًا للمبدعين العرب للوصول إلى العالمية عبر بوابة السينما القصيرة.
واستمرت فعاليات المهرجان من 27 أبريل حتى 2 مايو، وتنوّعت ما بين عروض لأفلام قصيرة تمثل تجارب سينمائية من مصر ودول عربية وأجنبية، إلى جانب تنظيم ندوات فكرية وورش عمل متخصصة شارك فيها عدد من صناع السينما والنقاد والمهتمين بالفن السابع. وركزت هذه الأنشطة على دعم الجيل الجديد من المبدعين، وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تساعدهم على تطوير أدواتهم الفنية والتقنية.
وشهدت دورة هذا العام مشاركة متميزة من أفلام تنوعت في موضوعاتها وأساليبها، ما بين الدراما، والوثائقي، والتحريك، والأفلام التجريبية، ما عكس ثراء وتنوع المشهد السينمائي القصير على المستوى المحلي والدولي. كما شهدت الدورة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، حيث امتلأت قاعات العرض بروّاد الفن السابع، من النقاد والمهتمين وصناع الأفلام والطلاب والجمهور العام، مما يعكس النجاح المتنامي للمهرجان في ترسيخ حضوره كمحفل سينمائي جماهيري بامتياز.
وضمن فعاليات المهرجان، نظمت إدارة المهرجان أيضًا مجموعة من الجلسات النقاشية حول مستقبل الفيلم القصير، ومشكلات الإنتاج، ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير الصناعة، وأهمية المهرجانات كمنصات انطلاق للأفلام المستقلة. كما تمت دعوة مجموعة من صناع السينما المعروفين لتبادل خبراتهم مع المشاركين الشباب، وهو ما عزز من الطابع التعليمي للمهرجان.
وشهدت الدورة هذا العام اهتمامًا خاصًا بإبراز الهوية الثقافية السكندرية، حيث تم تقديم عروض موسيقية وفنية مستوحاة من تراث المدينة، إلى جانب تخصيص قسم خاص للأفلام التي تتناول البحر والمدينة في سياقات رمزية وسينمائية مختلفة. كما تعاون المهرجان مع عدد من المؤسسات الثقافية في الإسكندرية لتنظيم فعاليات موازية تستهدف نشر الثقافة السينمائية بين مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك المدارس والجامعات.
وأتاحت ورش العمل التي أقيمت على هامش المهرجان فرصًا نادرة للمشاركين للتعلم المباشر من كبار المختصين في مجالات الإخراج، والكتابة، والتصوير، والمونتاج، والتوزيع. وتناولت إحدى الورش موضوع "من الفكرة إلى الشاشة"، وهدفت إلى شرح خطوات صناعة الفيلم القصير منذ بدايته وحتى عرضه في المهرجانات، وهو ما نال استحسانًا كبيرًا من المشاركين.
من جانبها، عبّرت إدارة المهرجان عن سعادتها بما تحقق في هذه الدورة، مؤكدة أن دعم الدولة والمؤسسات الثقافية والفنية كان له الأثر الأكبر في نجاح المهرجان، وأن ما تم إنجازه حتى الآن لا يمثل سوى بداية لمزيد من النجاحات في السنوات القادمة، مع التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية لصناعة السينما القصيرة في مصر والمنطقة، وتوفير فرص أوسع أمام الشباب لتقديم رؤاهم وتجاربهم.
ويُعد انضمام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير إلى قائمة المهرجانات المؤهلة للأوسكار نقطة تحول محورية في تاريخه، إذ يمنح المهرجان مكانة دولية ويضعه على خريطة المهرجانات العالمية المعترف بها. وقد أعرب صناع الأفلام المشاركون عن سعادتهم بهذه الخطوة، معتبرين أن ذلك سيمنحهم حافزًا أكبر على تقديم أعمال أكثر جودة وإبداعًا.
وبانتهاء حفل الختام الليلة، يُسدل الستار على دورة حافلة بالإنجازات الفنية والتنظيمية، لتبقى الإسكندرية كما كانت دائمًا، حاضنة للإبداع، ومرآة لعراقة الفن المصري، وبوابة مشرقة للسينما العربية نحو العالمية.