
بدأ محمد صلاح الاختيارات بتفضيله للويلزي ريان جيجز على كل من جيمس رودريجيز والجزائري رياض محرز، حيث قال إن جيجز كان أحد أكثر اللاعبين الذين تأثر بهم على مدار مسيرته. ولكنه لم يكتفِ بهذا، بل تقدم بتفضيله لنجوم آخرين بينهم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي اختاره على حساب جيجز، وكذلك النجم الويلزي جاريث بيل، والألماني مسعود أوزيل، والهولندي آريين روبن.
كما جاء قرار صلاح باختيار الفرنسي أنطوان جريزمان على حساب دي ماريا والبلغاري هريستو ستويتشكوف، قبل أن يفضل ريفالدو على جريزمان، ثم أتى الاختيار الأكثر إثارة عندما أبدى صلاح إعجابه بالنجم الأرجنتيني دييجو مارادونا، مفضلًا إياه على ريفالدو.
ولكن، في اللحظة الأكثر لفتًا للأنظار في هذه المقارنة المثيرة، جاء اختيار صلاح لليونيل ميسي كأفضل لاعب يساري في التاريخ، متفوقًا على مارادونا بل وحتى على نفسه. وهو قرار يتماشى مع إحساسه العميق بأن ميسي يمثل أعلى درجات التفوق الكروي من الناحية الفنية والمهارية.
اختيار صلاح لميسي يعكس عمق الاحترام الذي يحمله النجم المصري للأرجنتيني، الذي يُعتبر على نطاق واسع أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. وبالنسبة لصلاح، يبدو أن ميسي ليس مجرد لاعب عظيم، بل هو تجسيد حقيقي للكمال الكروي الذي يتطلع إليه الجميع. في هذه المقارنة، يظهر تواضع صلاح بشكل واضح، حيث يضع نفسه في المرتبة الأخيرة بين هؤلاء العمالقة، معترفًا بقدرة اللاعبين الكبار على تقديم أشياء فريدة في المستطيل الأخضر.
كما تعكس هذه الاختيارات مدى الوعي الكامل لمحمد صلاح بتاريخ كرة القدم وأهمية اللاعبين الذين سبقوه، وأيضا استعداده لتقديم التقدير الكامل للجيل السابق له، بعيدًا عن الأنانية أو التفاخر. هذه الروح الرياضية تعكس شخصية صلاح الذي لا يرى نفسه فقط نجمًا متألقًا في السماء، بل يقدر الجهود التي بذلها هؤلاء اللاعبون في تشكيل الهوية الحقيقية لكرة القدم الحديثة.
ما جعل هذه المقابلة أكثر تأثيرًا هو أن محمد صلاح، رغم أنه أحد أبرز لاعبي كرة القدم اليساريين في العالم اليوم، يظل متواضعًا بما يكفي ليضع نفسه في هذا السياق من المقارنات. فإن تصريحاته تتناغم مع شخصية النجم الذي يقدم الأفضل في كل مباراة ويعلم أن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل الجاد والتقدير لكل من ساهم في رفع مستوى اللعبة.
قد تكون اختيارات صلاح بمثابة رسالة من نجم كبير حول مفهوم المنافسة الحقيقية، وهي تلك التي لا تتعلق فقط بالمقارنة الذاتية، بل بالاحتفاء بكل لاعب ساهم في تقديم كرة قدم جميلة، بدءًا من الأجيال القديمة وصولًا إلى الحاضر. وربما تساهم هذه الاختيارات في تسليط الضوء على كيفية تأثير اللاعبين العظماء على تطوير اللعبة وإلهام الأجيال القادمة.
من المؤكد أن هذه التصريحات ستثير جدلاً واسعًا بين محبي كرة القدم في العالم، حيث لا يزال النقاش مستمرًا حول من هو أفضل لاعب يساري في التاريخ. لكن ما لا شك فيه هو أن محمد صلاح قد وضع نفسه في خانة اللاعبين الذين لا يقتصر تأثيرهم على الملعب فقط، بل يمتد أيضًا إلى فكرهم العميق وقدرتهم على احترام وتقدير تاريخ اللعبة.