يواصل المؤلف إيهاب بليبل حاليًا التحضيرات المكثفة لعمل سينمائي جديد من المنتظر أن يشهد تعاونًا فنيًا مميزًا بين ثلاثة من أبرز نجوم الشاشة في الوطن العربي، وهم: مصطفى شعبان، وهيفاء وهبي، ومحمد أنور. ومن المقرر أن يتولى إخراج الفيلم المخرج الشاب أحمد عبد الوهاب، بينما يتولى الإنتاج محمد عبد الحميد.

بحسب مصادر مقربة من فريق العمل، فقد تم التعاقد رسميًا مع الأبطال الثلاثة على المشاركة في هذا المشروع السينمائي الجديد، الذي يُعد عودة قوية لمصطفى شعبان إلى شاشة السينما بعد غياب دام أكثر من 15 عامًا، منذ آخر أفلامه السينمائية "الوتر". ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التصوير خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتحديدًا مع مطلع الشهر المقبل، حيث يجري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة على السيناريو واختيار أماكن التصوير وفريق العمل المساعد.

تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي، يتناول موضوعات معاصرة بقالب ساخر، ويُعتمد فيه على خفة ظل الأبطال الثلاثة وتنوع تجاربهم الفنية. ومن المنتظر أن يشهد الفيلم مشاركة عدد من ضيوف الشرف وأسماء لامعة في مجال الكوميديا والدراما، مما يعزز فرص نجاحه جماهيريًا.

عودة مصطفى شعبان إلى السينما

يمثل هذا الفيلم عودة مرتقبة للفنان مصطفى شعبان إلى شاشة السينما بعد سنوات من التركيز على الأعمال الدرامية، لا سيما في الموسم الرمضاني، حيث شارك مؤخرًا في مسلسل "حكيم"، الذي عُرض في رمضان الماضي وحقق نسب مشاهدة جيدة. دارت أحداث المسلسل في إطار اجتماعي صعيدي، وشارك فيه نخبة من النجوم مثل سهر الصايغ، رياض الخولي، دينا فؤاد، محمد نجاتي، أحمد صيام، وسلوى عثمان، ومن إخراج أحمد خالد أمين وتأليف محمد الشواف.

تُعد عودة شعبان إلى السينما خطوة هامة في مسيرته الفنية، خاصة أن له قاعدة جماهيرية واسعة تتوق لرؤيته على الشاشة الكبيرة بعد غياب طويل. ويُتوقع أن يقدم من خلال الفيلم الجديد أداءً مختلفًا يجمع بين الكوميديا واللمسة الإنسانية التي اشتهر بها في أدواره السابقة.

هيفاء وهبي وتجربة جديدة بعد "رمسيس باريس"

أما النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، فتعود إلى السينما المصرية بعد عرض فيلمها الأخير "رمسيس باريس"، الذي أثار الجدل وحقق تفاعلاً واسعًا بين الجمهور. وتُعد مشاركتها في هذا الفيلم المرتقب استمرارًا لنهجها في تقديم أدوار متنوعة تجمع بين الجاذبية والجرأة والطابع الكوميدي.

هيفاء، التي تمتلك خبرة سينمائية ودرامية واسعة، تسعى من خلال هذا العمل الجديد إلى تقديم صورة مختلفة عن الأدوار التي قدمتها سابقًا، خاصة وأنها تتعاون مع فريق عمل له تاريخ في تقديم أعمال ناجحة جماهيريًا، ما قد يشكل نقطة تحول في مسيرتها الفنية خلال الفترة المقبلة.

محمد أنور.. نجم الكوميديا الصاعد بثبات

من جانبه، يواصل الفنان محمد أنور تأكيد حضوره القوي على الساحة الفنية، بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤخرًا من خلال فيلم "جوازة توكسيك"، من تأليف لؤي السيد وإخراج محمود كريم، والذي حقق إيرادات مرتفعة منذ عرضه في دور السينما. حظي الفيلم بإشادة نقدية وجماهيرية على حد سواء، مما عزز مكانة أنور كأحد أبرز نجوم الكوميديا الشباب في مصر.

على المستوى الدرامي، كانت آخر أعمال أنور مسلسل "ديبو"، الذي جمعه بفريق مميز ضم رشدي الشامي، سارة الشامي، هالة فاخر، وعددًا من ضيوف الشرف المميزين مثل أمير كرارة، إياد نصار، وآخرين. كتب العمل إيهاب بليبل وأخرجه أحمد عبد الوهاب، وهما نفس الثنائي القائم على الفيلم الجديد، ما يُعد مؤشرًا على وجود كيمياء فنية واضحة بينهم. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن التحضير لجزء ثانٍ من "ديبو" بات قريبًا.

رؤية فنية تجمع الأجيال

ما يميز هذا المشروع السينمائي المرتقب ليس فقط اجتماع ثلاثة نجوم من أجيال ومدارس فنية مختلفة، بل أيضًا الروح التعاونية التي تحكم تفاصيله. فالمؤلف إيهاب بليبل، الذي برز مؤخرًا في كتابة أعمال درامية ناجحة، يعكف على صياغة نص سينمائي متكامل يمزج بين الكوميديا الذكية والإسقاطات الاجتماعية. أما المخرج أحمد عبد الوهاب، الذي حقق خطوات واثقة في عالم الإخراج، فيراهن على تقديم معالجة بصرية حديثة تضيف بعدًا جديدًا للأداء التمثيلي والحبكة.

توقعات عالية وتحضيرات مكثفة

يُتوقع أن يُحدث الفيلم ضجة كبيرة عند عرضه، خصوصًا مع التفاعل المسبق من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد تسريب أخبار التعاقد مع الأبطال الثلاثة. ويواصل فريق العمل حاليًا ترشيح باقي الأدوار الرئيسية والثانوية، إلى جانب الاتفاق مع مدير التصوير، ومصمم الديكور، ومشرف الملابس، وغيرها من عناصر العمل الفني.

ومن المقرر أن يتم تصوير الفيلم في عدة مواقع بين القاهرة ومدن أخرى، بعضها لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن، وقد رُصد للعمل ميزانية ضخمة لضمان تنفيذ الرؤية الفنية بأعلى جودة إنتاجية.

السينما الكوميدية تستعيد بريقها

يجدر بالذكر أن السينما المصرية تشهد خلال الفترة الأخيرة عودة قوية لأفلام الكوميديا، بعد سنوات من التركيز على الدراما الاجتماعية والتشويق. ويُنتظر أن يسهم هذا الفيلم في تعزيز هذا التوجه، لا سيما أنه يجمع بين عناصر الجذب الجماهيري والإبداع الفني، مما قد يمنحه موقعًا مميزًا في شباك التذاكر عند طرحه.

وفي ظل تنافس محتدم بين شركات الإنتاج والموزعين، سيكون للفيلم فرصة قوية لتحقيق النجاح إذا ما استُكملت كافة عناصره بنفس المستوى من الاحترافية والتحضير الجيد.

ختامًا

يمثل هذا المشروع السينمائي الجديد تحديًا فنيًا لكل من مصطفى شعبان، وهيفاء وهبي، ومحمد أنور، وفرصة لتقديم وجوههم الفنية في إطار مختلف. كما أنه يُعد مناسبة مهمة للجمهور الذي يترقب هذا التعاون الفني الأول من نوعه بين هؤلاء النجوم، والذي قد يُشكل بداية لسلسلة أعمال مشتركة مستقبلًا إذا كُتب لهذا العمل النجاح الجماهيري المنتظر.