شهدت الأيام القليلة الماضية تجددًا للخلاف الشديد بين نجمي الراب المصريين ويجز ومروان بابلو، بعد فترة من التوترات غير المعلنة بينهما. الصراع الذي بدأ كمنافسة فنية تطور سريعًا إلى معركة علنية على منصات التواصل الاجتماعي، ما جذب اهتمامًا واسعًا من المتابعين وجعل هذه الخلافات أكثر شهرة من أي وقت مضى.

يرجع أصل هذا الخلاف إلى اختلافات سابقة بين الفنانين، حيث كان كل منهما يملك أسلوبه الخاص الذي جعلهما يحظيان بشعبية كبيرة في مشهد الراب المصري. ومع ذلك، فإن التحول الكبير في هذه المواجهة جاء مؤخرًا بعد أن أطلق مروان بابلو أغنيته الجديدة "بونو"، التي تم تفسيرها من قبل العديد من المتابعين على أنها كانت موجهة مباشرة إلى ويجز، في إشارة ضمنية إلى بعض الخلافات والتنافسات التي تشهدها الساحة.

ولم يتأخر رد ويجز طويلًا، حيث رد عبر إطلاق أغنيته "الوعد"، التي حملت في كلماتها نبرة حادة وأسلوبًا موسيقيًا قويًا، مما أعاد الجمهور إلى مرحلة من الزمن كانت تتسم بروح "الراب الشعبي" التي اشتهر بها ويجز في بداياته. أغنيته جاءت بالتعاون مع المنتج راشد، وهو ما أضاف إليها لمسة فنية مميزة.

المثير في الأمر أن الخلاف بين ويجز ومروان بابلو لم يكن حديث العهد، فقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا في شهر سبتمبر الماضي، تبادلًا حادًا للاتهامات بين النجمين عبر تطبيق إنستجرام، حول مسألة تقليد الأساليب الفنية. فقد بدأ الخلاف حين نشر مروان بابلو "ستوري" عبر حسابه على إنستجرام يظهر فيه وهو يرتدي ملابس مستوحاة من الـ"ستريت ستايل" أثناء تجوله في الإمارات، وهو ما لفت انتباه المتابعين.

وفي خطوة مفاجئة، قام ويجز بعدها بساعات بنشر صورة له من حفله في مهرجان العلمين، حيث ظهر مرتديًا إطلالة مشابهة لأسلوب بابلو، وهو ما أثار تكهنات واسعة بين المتابعين بشأن تقليد الأسلوب الفني للآخر، أو ربما محاولة إظهار منافسة غير مباشرة. هذه الواقعة سرعان ما أثارت الجدل، ووصلت الأمور إلى ذروتها عندما قام مروان بابلو بنشر "ستوري" جديد لامرأة ترتدي قميصًا مكتوبًا عليه "أنت حتى لا تقوم بذلك بشكل صحيح.. توقف عن تقليدي"، في إشارة واضحة إلى اتهام ويجز بتقليد أسلوبه في الأزياء.

لكن الرد لم يتأخر من ويجز، حيث قام بتصعيد الخلاف عبر نشر سلسلة من "الستوريز" التي هاجم فيها بابلو، متهمًا إياه ليس فقط بتقليده في أسلوبه الفني، بل أيضًا بتقليد العديد من الفنانين العالميين مثل ترافيس سكوت وكانيه ويست. وفي محاولة للدفاع عن نفسه، استعان ويجز باقتباس مقولة شهيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، حيث قال: "الفنانون الجيدون يستعيرون، الفنانون العظماء يسرقون"، وهو ما اعتبره البعض تحديًا مباشرًا لبابلو، وأحد أوجه القتال الفني بينهما.

في الوقت الذي كان فيه الخلاف بين ويجز ومروان بابلو في أوجه، شهد المشهد الفني انفراجًا مع اقتراب كل من النجمين من إصدار أعمال جديدة. ويستعد ويجز لإطلاق ألبومه الجديد، الذي يعتبره الكثيرون نقطة تحول في مسيرته الفنية، حيث يطمح إلى تقديم جديد لجمهوره مع الحفاظ على أسلوبه المميز في الراب. في المقابل، أطلق مروان بابلو ألبومه القصير "PRJKTBLUBEAM" في أغسطس 2024، والذي لاقى تفاعلًا واسعًا من المتابعين وحقق أصداء إيجابية على منصات السوشيال ميديا، حيث سارع محبوه إلى دعم ألبومه بكل حماس.

وسط هذا الصراع العلني، انقسم المتابعون بين مؤيد لموقف ويجز، معتبرين أن إبداعه في الأغاني الجديدة يمثل تجديدًا للستريت ستايل بطريقة مميزة، وبين آخرين انتقدوا "الاستعارة المفرطة"، مشيرين إلى أن الأصالة في الفن يجب أن تكون أولوية أساسية في المشهد الفني. وكانت النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي مليئة بالمقارنات بين الأساليب المختلفة للنجمين، وفتح هذا الخلاف بابًا للنقاش حول حدود الإلهام والتقليد في عالم الفن المعاصر.

وفي الوقت الذي أثار فيه هذا الخلاف جدلاً واسعًا، يبقى السؤال الأبرز: هل سيستمر هذا التوتر بين ويجز ومروان بابلو في التصاعد، أم أنه سيكون مجرد صراع مؤقت في سبيل إثبات التفوق الفني؟ المؤكد أن هذا التنافس بين نجمي الراب سيظل حافزًا للنقاشات المتجددة حول التطور الفني في مصر، وتحديدًا في مجال الراب الذي يعكس تأثيرات الثقافة الشبابية العصرية في البلاد.

إلى جانب ذلك، يظل دور منصات السوشيال ميديا أساسيًا في تسليط الضوء على مثل هذه الخلافات، حيث أصبح الإنترنت ساحة مفتوحة للتبادل الفني والانتقادات. ما يعكس أيضًا تأثير هذه المنصات في صياغة مستقبل فن الراب في المنطقة، ومدى قدرة الفنانين على التأثير في جمهورهم عبر منصات التواصل.