تاريخ النشر: 2025-05-12 10:05:08 تاريخ التحديث: 2025-05-12 10:05:08

في تطور مدوٍ على الساحة الكروية الأوروبية، أكد الصحفي الإيطالي الموثوق والمتخصص في أخبار الانتقالات "فابريزيو رومانو" أن الإسباني تشابي ألونسو قد أنهى بالفعل كافة التفاصيل المتعلقة بتوليه القيادة الفنية لفريق ريال مدريد، بعقد يمتد حتى عام 2028، ليصبح المدرب القادم للنادي الملكي خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي ينتهي مشواره مع الفريق بنهاية الموسم الحالي.

رومانو، المعروف بدقته ومصادره الموثوقة، أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن الأمور قد حُسمت بشكل نهائي، وأن تشابي ألونسو وقّع على عقد يمتد لثلاث سنوات، يبدأ مع انطلاق الموسم الجديد، في خطوة تُعد من أكبر الصفقات التدريبية المنتظرة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

الخطوة لم تكن مفاجئة تمامًا، بل جاءت بعد أشهر من التكهنات والتقارير التي ربطت ألونسو بالنادي الملكي، خاصة بعد الأداء الخارق الذي قدمه مع باير ليفركوزن في الدوري الألماني، حيث قاد الفريق لتحقيق إنجاز تاريخي بتتويجه بلقب البوندسليغا دون أي هزيمة، كاسرًا هيمنة بايرن ميونيخ، ومرسخًا اسمه كأحد أبرز المدربين الواعدين في القارة العجوز.

تشابي، الذي سبق له تمثيل ريال مدريد كلاعب وسط وقائد محنك، يعود الآن إلى البيت الملكي في دور مختلف تمامًا، لكن بنفس الحماس والانضباط الذي ميّز مسيرته داخل المستطيل الأخضر. مسيرته التدريبية القصيرة حتى الآن حملت توقيعًا تكتيكيًا مميزًا، ورؤية حديثة أعادت تعريف فلسفة الضغط العالي والسيطرة الذكية على الكرة.

ريال مدريد من جانبه لم يكن يرغب في إحداث أي اضطراب فني قبل نهاية الموسم، إلا أن النتائج المخيبة هذا العام عجلت بالحسم. الفريق لم يتمكن من حصد أي بطولة حتى اللحظة، وكان آخرها الخسارة المؤلمة أمام الغريم التقليدي برشلونة برباعية قاسية في كلاسيكو الأرض، ما وضع المدرب أنشيلوتي تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير.

الخسارة أمام برشلونة بقيادة الألماني هانز فليك، الذي تولى المهمة مؤخرًا، كانت بمثابة المسمار الأخير في نعش علاقة أنشيلوتي مع جماهير البرنابيو، خاصة مع تراجع أداء الفريق في المباريات الكبرى، وعجزه عن إيجاد حلول تكتيكية فعالة للمشاكل التي ظهرت بوضوح هذا الموسم.

ريال مدريد يرى في ألونسو رجل المرحلة القادمة؛ المدرب القادر على الدمج بين إرث النادي وروح العصر الحديث. النادي يراهن على علاقته القوية مع اللاعبين، وشخصيته القيادية، إلى جانب خلفيته التكتيكية الثرية التي اكتسبها من اللعب تحت قيادة مدربين كبار مثل مورينيو، جوارديولا، وأنشيلوتي نفسه.

وبحسب تقارير إسبانية، فإن الإدارة رفضت فكرة تعيين مدرب مؤقت، وقررت تسليم المهمة مباشرة إلى ألونسو فور انتهاء التزامات أنشيلوتي. وتشير التوقعات إلى أن ألونسو سيبدأ مهامه بقيادة الفريق في كأس العالم للأندية 2025، التي يسعى ريال مدريد لحصد لقبها بقوة، خاصة بعد تدعيم الفريق بعناصر شابة ومميزة في السنوات الأخيرة.

صحيفة "ماركا" كانت قد أشارت إلى أن تشابي ألونسو هو الخيار الأول للإدارة منذ فترة، ويحظى بدعم مباشر من الرئيس فلورنتينو بيريز، الذي يرى فيه تجسيدًا لقيم النادي داخل وخارج الملعب.

ومن اللافت أن ألونسو ليس غريبًا عن الضغوط أو أجواء الأندية الكبرى، فقد لعب في صفوف ليفربول، ريال مدريد، وبايرن ميونيخ، وترجم هذه التجارب إلى أسلوب تدريبي يمزج بين الانضباط الألماني، والعقلية الإسبانية، والمرونة الإنجليزية.

التحدي أمامه سيكون هائلًا، خاصة أن أنشيلوتي يرحل وسط أجواء متوترة، بعد موسم وصفه البعض بـ"الكارثي" مقارنة بطموحات النادي. الجماهير تنتظر من ألونسو مشروعًا يعيد الفريق إلى منصات التتويج الأوروبية والمحلية، بعد أن خرج خالي الوفاض هذا العام.

الأسئلة كثيرة: هل يستطيع تشابي ألونسو إعادة تشكيل الفريق وفقًا لرؤيته؟ هل سينال دعمًا كاملًا في سوق الانتقالات؟ وهل سيتمكن من إدارة غرفة ملابس تضم أسماء بحجم فينيسيوس، بيلينغهام، وكورتوا؟

ما فعله ألونسو مع ليفركوزن يبعث الأمل. لقد حوّل فريقًا متوسطًا إلى بطل لا يُقهر، ونجح في فرض هوية هجومية ممتعة، ما جعله هدفًا للأندية الكبرى في القارة.

توقيعه الرسمي مع ريال مدريد يفتح فصلًا جديدًا في مسيرته التدريبية، ويُمهّد لتحولات كبرى في التشكيلة، والأسلوب، وحتى على مستوى إدارة الفريق.

ريال مدريد لا يعرف الصبر. هو نادٍ يعيش من أجل الألقاب، ولن يُقاس نجاح ألونسو بالأداء فقط، بل بعدد البطولات، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا.

هل يكون ألونسو على قدر التحدي؟ الصيف القادم سيبدأ الاختبار الحقيقي، لكن ما هو مؤكد أن ريال مدريد يدخل مرحلة جديدة... بقيادة رجل يعرف كل شبر في البرنابيو، ويحمل في قلبه لون القميص الأبيض.