أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يعمل حاليًا على تنسيق اتصالات مكثفة مع عدد من الأطراف الدولية المؤثرة، في محاولة لرأب الصدع بين إسرائيل وإيران واحتواء التصعيد العسكري الأخير الذي يشهده الشرق الأوسط.

وفي منشور له عبر منصة "تروث سوشيال"، عبّر ترامب عن ثقته في إمكانية تحقيق تقدم حقيقي في مسار السلام بين الجانبين، مشيرًا إلى أن ما يجري الآن من تحركات دبلوماسية يهدف إلى الوصول لاتفاق شامل يُنهي حالة التوتر المتصاعدة. وأوضح أنه يسعى لتكرار نموذج وساطته السابقة التي ساعدت في تهدئة الأزمة بين الهند وباكستان، حيث لعب دورًا محوريًا حينها في تخفيف حدة التوتر بين البلدين.

وأضاف ترامب أن من الضروري أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى تفاهم مشترك، وأن تعمدا إلى وقف المواجهات العسكرية، محذرًا من خطورة استمرار العمليات القتالية وتأثيرها المحتمل على استقرار المنطقة بأكملها.

ويأتي هذا التحرك في أعقاب التصعيد الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرًا، حيث شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية الواسعة على العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفة منشآت نووية وأمنية وعسكرية، من أبرزها منشأة "نطنز" النووية التي تُعد من أكثر المواقع حساسية داخل إيران، إلى جانب مواقع قيادية تابعة للحرس الثوري.

وبحسب ما تداولته وسائل إعلام دولية، فقد أصابت طائرة مسيّرة إسرائيلية مبنى مديرية شرطة طهران الكبرى، ما أسفر عن اندلاع حرائق وأضرار مادية كبيرة، في حين هزت انفجارات عنيفة شارع بيروزي شرقي العاصمة نتيجة قصف يُعتقد أنه استهدف مقر القوات الجوية الإيرانية.
ورغم تداول أنباء عن وقوع خسائر بشرية وأضرار جسيمة، لم تصدر السلطات الإيرانية حتى اللحظة أي بيان رسمي يوضح حجم الخسائر أو تفاصيل الرد المتوقع على هذا الهجوم.

وتسود حالة من القلق في الأوساط الإقليمية والدولية، في ظل التخوّف من انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة بين الطرفين، قد يصعب احتواؤها لاحقًا. ومن هنا، يسعى ترامب – حسب ما أعلنه – إلى التدخل العاجل لإعادة فتح قنوات التواصل والبحث عن تسوية سياسية توقف النزيف العسكري وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.