شهدت أسعار الذهب في السوق المصري خلال تعاملات الجمعة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار جرامات الذهب بمختلف الأعيرة، وذلك في نهاية الأسبوع. جاء هذا التغير نتيجة لصعود الأسعار العالمية للذهب، إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار في مصر، مما ساهم في تأثير مباشر على سوق الذهب المحلي.
أسعار الذهب في السوق المصري اليوم الجمعة:
عيار 24: سجل 5314.29 جنيهًا للجرام.
عيار 21: بلغ 4650 جنيهًا للجرام.
عيار 18: وصل إلى 3985.71 جنيهًا للجرام.
عيار 14: سجل 3100 جنيهًا للجرام.
الذهب يتأثر بتقلبات الاقتصاد العالمي والمحلي
من المعروف أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بشكل كبير بتقلبات الاقتصاد المحلي والعالمي، حيث يعكس الذهب أداءً ملموسًا في الأسواق المحلية تأثرًا بالأحداث الاقتصادية العالمية. وعلى الرغم من استقرار سعر الدولار في السوق المصرية في الآونة الأخيرة، إلا أن الأسواق العالمية للذهب شهدت تغيرات كبيرة انعكست بشكل مباشر على الأسعار المحلية.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب
واحدة من أبرز العوامل التي أثرت على السوق المحلي مؤخرًا هي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. حيث شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا قويًا في أسعار الذهب، بالتزامن مع زيادة الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين على الواردات الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم بعيدًا عن الأصول عالية المخاطر، والاتجاه نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن في أوقات الأزمات الاقتصادية.
كما كانت لبيانات التضخم الأمريكية الضعيفة في مارس تأثير كبير على التوجهات الاقتصادية العالمية، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التلميح بإمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في يونيو. وهو ما قلل من جاذبية الأدوات الاستثمارية ذات العائد الثابت، وبالتالي جذب المزيد من الاستثمارات نحو الذهب.
تدفقات ضخمة في صناديق الذهب
أدى هذا التحول في الأسواق إلى ضخ استثمارات ضخمة في صناديق الذهب المدعومة بالذهب، حيث تجاوزت التدفقات خلال الربع الأول من عام 2025 حاجز 21 مليار دولار. هذه التدفقات تعتبر مؤشرًا قويًا على مدى اهتمام المستثمرين بالذهب كأصل آمن في ظل المخاوف من التوترات الاقتصادية العالمية، وبالأخص الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
التوقعات تشير إلى أن أسعار الذهب في مصر قد تشهد تقلبات خلال الفترة القادمة، بناءً على استمرار التطورات العالمية المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي والصيني، بالإضافة إلى تحركات الاحتياطي الفيدرالي. في حال تم خفض أسعار الفائدة كما هو متوقع، قد يشهد الذهب مزيدًا من الارتفاعات في الأسعار، مما يساهم في زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين.
على المستوى المحلي، يبقى سعر صرف الدولار في مصر أحد العوامل الأساسية التي تحدد سعر الذهب بشكل يومي. فعند حدوث أي تغيرات في سعر الدولار أمام الجنيه المصري، تكون هناك تأثيرات واضحة على أسعار الذهب في السوق المحلي، وهو ما يجعل متابعي السوق المحلي في حالة ترقب دائم لأية مستجدات اقتصادية أو سياسية قد تؤثر في الأسعار.
توقعات أسواق الذهب في الفترة المقبلة
من خلال تحليل العوامل المؤثرة في أسواق الذهب، يتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب عرضة للتقلبات المستمرة في المستقبل القريب، وذلك على ضوء استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب التأثيرات المحتملة لأي تغييرات في السياسات الاقتصادية الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون في مصر والعالم تأثير سياسة الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل في يونيو، خاصة في ما يتعلق بإمكانية خفض أسعار الفائدة. هذا التغيير قد يساهم في زيادة الطلب على الذهب، وبالتالي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية والعالمية.
الختام
يظل الذهب واحدًا من الأصول الأكثر أمانًا في فترات الأزمات الاقتصادية، ومع تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية وزيادة عدم الاستقرار، يتوقع أن يظل الذهب يحظى باهتمام واسع من قبل المستثمرين. في الوقت نفسه، تؤكد شعبة الذهب والمعادن الثمينة في مصر أن السوق المحلي سيظل مرهونًا بتطورات سعر صرف الدولار وأيضًا حركة الأسعار العالمية.
مع ارتفاع أسعار الذهب في مصر، يظل العديد من المستثمرين في حالة ترقب للمستقبل القريب، وسط توقعات بأن تظل الأسواق العالمية للمعدن النفيس تشهد تغييرات مستمرة مع تباين المؤشرات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.