تواصل جهات التحقيق بمحافظة الجيزة التحقيق مع فتاة تُدعى "نور تفاحة الساحل"، تبلغ من العمر 15 عامًا، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بالتحريض على الفسق والفجور، والتعدي على القيم الأسرية، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقاطع فيديو لها أثارت جدلًا واسعًا على الإنترنت.

وخلال التحقيقات، أكدت الفتاة أنها لم تكن على دراية بخطورة ما قامت به، وقالت في اعترافها: "أنا مكنتش أعرف إن ده هيحبسني"، مشيرة إلى أنها تصرفت دون وعي بالعواقب القانونية أو الاجتماعية، خاصة في ظل صغر سنها، وافتقارها للتوجيه والرعاية.

وتبين من التحقيقات أن "نور" تُعد قاصرًا وفقًا لنصوص قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته، وأنها مرت بظروف إنسانية صعبة منذ طفولتها، حيث طردها والدها من المنزل في سن مبكرة، ما جعلها تعيش بلا مأوى، وتتجه للشارع باحثة عن أي وسيلة للبقاء، في غياب أي دعم أسري أو مؤسساتي.
كما أشار محاميها إلى أن الفتاة ضحية للظروف قبل أن تكون متهمة، مؤكدًا أن النيابة تتعامل مع القضية في إطار قانون الطفل، الذي يُلزم بتوفير الحماية للأطفال المعرضين للخطر، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال متخصصين يرافقونها أثناء التحقيق.

وخلّف ظهور الفتاة، المعروفة إعلاميًا بـ"نور تفاحة"، في عدة مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقدم رقصات بإطلالات وعبارات وصفت بأنها "غير لائقة"، موجة من الغضب والاستياء العام، مما دفع الجهات الأمنية إلى التحرك العاجل لضبطها، بناءً على ما اعتبره الكثيرون انتهاكًا صارخًا لقيم المجتمع.

وبالفعل، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الفتاة، وتم عرضها على النيابة العامة، التي بدأت فورًا في التحقيق في الاتهامات الموجهة إليها، والمتعلقة بنشر محتوى خادش للحياء، والتحريض على الانحراف، فضلًا عن الإضرار بالأخلاق العامة عبر الوسائط الرقمية.

وتُعد هذه القضية واحدة من القضايا التي تطرح من جديد تساؤلات حول مسؤولية الأسرة، ودور مواقع التواصل في تشكيل سلوكيات المراهقين، وضرورة إيجاد آليات رقابية وتوعوية فعالة لحماية الأطفال من الانزلاق في مسارات تؤدي إلى الأذى أو الانحراف، خاصة في ظل الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي وتأثيره المباشر على الفئات العمرية الصغيرة.