أصبح تناول البروتين جزءًا أساسيًا في الأنظمة الغذائية الحديثة، حيث يسعى الكثيرون إلى الإكثار منه لبناء العضلات، وتعزيز الأداء البدني، وخسارة الوزن. لكن وفقًا لخبراء الصحة، فإن الإفراط في تناول البروتين — خاصة من المصادر الحيوانية مثل اللحوم الحمراء — قد يتحول من عادة صحية إلى خطرٍ يهدد القلب على المدى الطويل.

وأكد الخبراء، أن النظام الغذائي المفرط بالبروتين يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، أبرزها النوبات القلبية المبكرة، حتى لدى الشباب في منتصف الثلاثينيات. ويرجع ذلك إلى تراكم الدهون الضارة في الجسم وارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، وهو النوع المرتبط مباشرة بتصلب الشرايين وانسداد الأوعية الدموية.

كما أوضح الأطباء أن تناول كميات زائدة من البروتين الحيواني يؤدي إلى التهاب مزمن في خلايا الجسم، ويؤثر على بطانة الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين المبكر، وهو ما يهدد حياة الفرد حتى وإن كان يتمتع بلياقة بدنية عالية أو نسبة دهون منخفضة.

وأشار الخبراء إلى أن الحصول على قوام رياضي أو عضلات بارزة لا يعني بالضرورة أن الجسم يتمتع بصحة قلبية جيدة، فهناك من يملكون مظهرًا مثاليًا ولكن شرايينهم معرضة للانسداد بسبب أنظمتهم الغذائية غير المتوازنة.

وشدد الأطباء على أن الحل يكمن في الاعتدال والتنوع الغذائي، بحيث يتضمن النظام الغذائي مصادر متنوعة للبروتين مثل البقوليات والأسماك والبيض والمكسرات، إلى جانب الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. كما نصحوا بضرورة إجراء فحوصات دورية للدم والكوليسترول لمراقبة صحة القلب، والتقليل من الاعتماد على اللحوم الحمراء كمصدر أساسي للبروتين.

في النهاية، تظل القاعدة الذهبية كما يؤكد الأطباء: كل شيء بقدرٍ، فالإفراط في أي عنصر غذائي مهما كان نافعًا قد يتحول إلى سببٍ للضرر، خصوصًا حين يتعلق الأمر بصحة القلب.