البدري يترك طرابلس مؤقتًا ويغادر إلى مصراتة بسبب التوتر الأمني
البدري يغادر طرابلس بسبب تدهور أمني.

غادر الجهاز الفني لفريق أهلي طرابلس الليبي، بقيادة المدير الفني حسام البدري، إلى مدينة مصراتة للإقامة مؤقتًا في أحد الفنادق هناك، وذلك على خلفية الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، والتي ازدادت سوءًا خلال الأيام الماضية. ورافق البدري في هذه الرحلة كل من هادي خشبة، وأحمد أيوب، وأحمد شكري، وهادي سعيد، فيما يقيم اللاعب محمود كهربا في فندق آخر قريب من مكان إقامة الجهاز الفني.|وأكد حسام البدري أن التطورات الأخيرة في طرابلس كانت مفاجئة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في عدة مناطق من العاصمة، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني بات أكثر تعقيدًا وخطورة من ذي قبل. وأضاف أن الفريق اضطر للانتقال إلى مصراتة كإجراء احترازي حفاظًا على سلامة الجميع، لافتًا إلى أن هناك تواصل مستمر مع السفارة المصرية التي طلبت من البعثة البقاء داخل الفندق لحين صدور تعليمات جديدة بعد تقييم الوضع.
وأوضح البدري أن الخطوة الحالية لا تعني مغادرة ليبيا بشكل نهائي، بل هي تحرك مؤقت لحين استقرار الأوضاع وتقييم المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الأولوية القصوى في الوقت الحالي هي الحفاظ على سلامة الجهاز الفني واللاعبين الأجانب.
وأشار إلى أن الاتصالات مستمرة مع إدارة النادي والمسؤولين في ليبيا لمتابعة التطورات أولًا بأول، كما يجري تنسيق دائم مع الجهات المصرية المعنية التي أبدت اهتمامًا بالغًا بأوضاع البعثة.
وأوضح أن الفريق كان يخطط للعودة إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لكن الأحداث الأمنية المفاجئة حالت دون تنفيذ هذا القرار، مشيرًا إلى أن هناك خطة جاهزة للمغادرة فور استتباب الأمن في العاصمة.
وقال إن الاشتباكات الأخيرة كانت الأعنف منذ وصوله إلى ليبيا، وأن دوي الانفجارات سُمع بالقرب من مكان إقامتهم في طرابلس قبل الانتقال إلى مصراتة، مما تسبب في حالة من القلق داخل الفريق ودفعهم لاتخاذ قرار المغادرة المؤقتة.
وأكد أن معنويات الفريق تأثرت بسبب الظروف المحيطة، إلا أن الجميع يتمسك بالأمل في عودة الهدوء قريبًا، مشددًا على التزامهم الكامل بالعقد المبرم مع نادي أهلي طرابلس واستعدادهم للعودة إلى التدريبات فور تحسن الوضع الأمني.
وتحدث البدري عن الروح العالية داخل الجهاز الفني رغم التحديات، مشيرًا إلى أنهم يتعاملون مع الوضع بحكمة وصبر، ويتخذون كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الجميع.
وقال إن الفريق لم يكن يتوقع هذا التصعيد الأمني في هذا التوقيت، خاصة أن الأوضاع كانت تسير نحو الاستقرار خلال الأسابيع الماضية، لكن الأحداث الأخيرة أعادت المخاوف إلى الواجهة.
وأضاف أن هناك تواصلاً دائمًا مع أسر أفراد الجهاز الفني في مصر، لطمأنتهم على أحوالهم، مؤكدًا أن جميع أعضاء البعثة في صحة جيدة ويقضون وقتهم داخل الفندق تحت إجراءات أمنية مشددة.
وأشار إلى أن مسؤولي النادي الليبي أبدوا تفهمًا كبيرًا للقرار، وأكدوا أنهم يعملون على تقديم كل الدعم الممكن للجهاز الفني واللاعبين الأجانب خلال هذه الفترة الحرجة.
وكانت الأوضاع الأمنية في طرابلس قد شهدت توترًا كبيرًا بعد أنباء عن مقتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم غنيوة، رئيس جهاز الدعم والاستقرار، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض الفصائل المسلحة في منطقة أبوسليم.
وفي أعقاب هذه الاشتباكات، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية بليبيا السيطرة الكاملة على المنطقة، مؤكدة في بيان رسمي أن العملية العسكرية انتهت بنجاح بعد ساعات من القتال.
وأكد البيان أن قوات الوزارة تمكنت من استعادة الاستقرار في المنطقة وضبط عدد من المطلوبين ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر، فيما استمرت عمليات التمشيط والتأمين لضمان عدم تجدد الاشتباكات.
وتسعى الحكومة الليبية إلى تهدئة الأوضاع من خلال فرض السيطرة الأمنية على المناطق الحساسة وإعادة الانتشار الأمني في العاصمة، إلا أن الأوضاع لا تزال غير مستقرة بالكامل، مما دفع بعثة نادي أهلي طرابلس لاتخاذ إجراءات وقائية.
ومن جانبه، أكد حسام البدري أنه يتمنى العودة قريبًا إلى القاهرة برفقة جميع أفراد الجهاز الفني واللاعبين، معربًا عن أمله في أن تنتهي هذه المرحلة العصيبة بسلام ودون خسائر.
وأضاف أن كرة القدم يجب أن تظل أداة للتقارب والسلام، مشيرًا إلى أن الرياضة لا يمكن أن تُمارس في أجواء من التوتر والعنف، مطالبًا بضرورة إيجاد حلول سريعة لضمان عودة النشاط الرياضي دون تهديدات.
وأكد أن الجهاز الفني يواصل تقييم الأوضاع لحظة بلحظة، وأنه على تواصل مستمر مع اللاعبين المحليين للنادي، الذين لم يغادروا طرابلس بعد، ويدرس معهم السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة.
كما شدد على أهمية التنسيق بين الأندية والجهات الأمنية في ليبيا لضمان سلامة اللاعبين والمدربين، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد.
وأوضح أن العامل النفسي يلعب دورًا كبيرًا في مثل هذه الظروف، لذا يتم العمل على رفع معنويات الفريق من خلال اللقاءات اليومية والتواصل الدائم بين أعضاء الجهاز الفني.
وتابع قائلاً إن التجربة الحالية صعبة لكنها مليئة بالدروس، مؤكدًا أن الفريق سيخرج منها أكثر تماسكا وصلابة، وأنهم على استعداد تام لاستئناف العمل فور تهيئة الظروف الملائمة.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن أمن وسلامة الأفراد تظل على رأس الأولويات، وأنه سيظل ملتزمًا بمهامه طالما سمحت الظروف بذلك، معربًا عن أمله في عودة الاستقرار الكامل لليبيا في أقرب وقت.