وفاة المصور ونس أشرف جورج

قوات الإنقاذ النهري بالأقصر تنتشل جثمان المصور الشاب ونس أشرف جورج بعد غرقه أثناء عمله على فندق عائم.

قوات الإنقاذ تنتشل جثمان مصور شاب من نهر النيل في الأقصر بعد غرقه أثناء عمله على فندق عائم

تاريخ النشر: 2025-04-30 10:07:06 تاريخ التحديث: 2025-04-30 11:17:54

تمكنت قوات الإنقاذ النهري بمحافظة الأقصر، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، من انتشال جثمان الشاب ونس أشرف جورج، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي غرق في مياه نهر النيل أثناء أداء عمله على متن فندق عائم. الحادث الذي وقع منذ خمسة أيام أثار حالة من الحزن العميق في الأوساط الشعبية والمهنية، خاصة في منطقة أزمُنت الوابورات التي ينتمي إليها الشاب الراحل.


ونس، المعروف بشغفه الشديد بالتصوير الفوتوغرافي، كان يعمل مصورًا حرًا ويشارك في توثيق الرحلات النيلية على متن الفنادق العائمة، وهو ما كان يتيح له فرصًا للعمل مع فرق سياحية وزوار من داخل مصر وخارجها. في يوم السبت الماضي، وأثناء تواجده على سطح فندق عائم عائد من أسوان، سقطت كاميرته الاحترافية في النيل قرب منطقة السباعية بإدفو، وحين حاول إنقاذها بالقفز إلى المياه، جرفه التيار واختفى عن الأنظار، خاصة أنه لم يكن يجيد السباحة، بحسب ما أفاد به زملاؤه.


تم إبلاغ الجهات الأمنية على الفور، وبدأت قوات الإنقاذ النهري، مدعومة بفرق متخصصة في الغطس، عمليات تمشيط واسعة لمياه النهر، امتدت لمسافات طويلة بحثًا عن الجثمان، في ظل ظروف مائية صعبة وتيارات قوية أعاقت عمليات البحث. وخلال تلك الأيام، كانت عائلة ونس تعيش مأساة حقيقية، حيث لم تغادر المنطقة المحيطة بموقع الغرق، وظلت تناشد كافة الجهات المختصة لتكثيف البحث، وسط دعم واسع من أهالي المنطقة والمتطوعين.


اليوم، وبعد مجهود مضنٍ استمر لمدة خمسة أيام متتالية، نجحت فرق الإنقاذ في العثور على الجثمان أمام هويس إسنا، على بُعد مسافة كبيرة من موقع الحادث الأصلي. وتم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى طيبة التخصصي بمدينة إسنا، التابعة لهيئة الرعاية الصحية، تحت إشراف النيابة العامة، تمهيدًا لإنهاء إجراءات التحقيق والتصريح بالدفن.


وتحولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية إلى ساحة تضامن واسعة مع أسرة الشاب ونس، حيث عبّر كثيرون عن حزنهم العميق لفقدانه، خاصة أنه كان يتمتع بسمعة طيبة بين زملائه، ويُعرف بطموحه الكبير، واجتهاده في بناء مستقبل مهني في مجال التصوير.


وقد ألقى الحادث الضوء على غياب إجراءات السلامة على بعض الفنادق والمراكب العائمة، إذ لم يكن بحوزة الشاب أي أدوات نجاة أو سترة طفو، ما دفع الكثير من الأهالي والمراقبين إلى المطالبة بضرورة تشديد الرقابة على هذه المراكب، وتوفير وسائل الإنقاذ الأساسية للعاملين والسائحين على حد سواء، إلى جانب تقديم تدريبات إلزامية في السباحة والسلامة المهنية.


وفي الوقت الذي تستعد فيه أسرة الشاب الراحل لتوديع ابنها إلى مثواه الأخير، تتحول مشاعر الحزن إلى دعوات بضرورة التحرك السريع لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا للشباب الذين يعملون في ظروف قد تكون قاسية وغير مؤمنة بالشكل الكافي.


ويظل فقدان ونس أشرف جورج، المصور الشاب الذي لم يكمل بعد عامه الخامس والعشرين، جرس إنذار جديد حول أهمية توفير شروط الأمان والسلامة على متن الفنادق العائمة، خاصة لأولئك الذين يعملون خلف الكواليس لخدمة قطاع السياحة دون أن تتوفر لهم أبسط حقوق الحماية.