تاريخ النشر: 2025-04-23 12:51:42 تاريخ التحديث: 2025-04-23 12:51:42

رانيا المشاط: الاستقرار الاقتصادي والتمكين البشري مفتاحا خلق الوظائف وتحقيق التنمية المستدامة

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في جلسة رفيعة المستوى بعنوان "الوظائف.. السبيل إلى الرخاء"، والتي نظمتها مجموعة البنك الدولي ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية، بحضور نخبة من قادة الفكر وصناع السياسات والخبراء الاقتصاديين الدوليين.

حضر الجلسة كل من أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي، وميشال باشيليت، رئيسة دولة تشيلي السابقة، وثارمان شانموجاراتنام، رئيس سنغافورة، ودوج بيترسون، المستشار الخاص والرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاندرد آند بورز جلوبال، وديلهان بيلاي، الرئيس التنفيذي لشركة تيماسيك، مما يعكس حجم الاهتمام العالمي بقضايا التشغيل والتنمية الاقتصادية.

وفي كلمتها، أكدت المشاط أن البنية التحتية الاقتصادية وحدها لا تكفي لتحقيق الرخاء، بل يجب أن تتكامل مع الاستقرار الاقتصادي الكلي، مشيرة إلى أن القدرة على التنبؤ بالسياسات هي عنصر جوهري لتمكين القطاع الخاص ودفعه نحو النمو والمساهمة الفعالة في خلق فرص العمل. وأضافت أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لتوسيع قاعدة المشاركة الاقتصادية للقطاع الخاص عبر بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة.

التحول الأخضر والإصلاح الهيكلي: ركيزتان للتنمية

وشددت الوزيرة على أهمية الاستمرار في تطبيق الإصلاحات الهيكلية التي تُزيل الحواجز أمام الاستثمار وتعزز من تنافسية الاقتصاد، لاسيما في ضوء المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مؤكدة أن التحول الأخضر أصبح ضرورة وليس خيارًا، وأن دعم الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية يسهم في خلق وظائف جديدة ونوعية.

تنمية المهارات وربط التعليم بسوق العمل

أوضحت المشاط أن الرؤية المصرية تُركّز على تمكين الشباب عبر التعليم الفني والمهني، وربط مخرجات التعليم باحتياجات القطاع الخاص، مشيرة إلى المبادرات التي تربط المدارس الفنية بالشركات الصناعية في مختلف القطاعات. وأضافت أن بناء رأس المال البشري من خلال تطوير المهارات والقدرات هو استثمار طويل الأمد في استقرار المجتمعات ورفاهها.

تمويل التنمية وجذب الاستثمارات

تحدثت الوزيرة عن أهمية تنويع مصادر التمويل من أجل تنفيذ المشروعات التنموية، مشيرة إلى ضرورة وجود إطار تمويلي شامل يجمع بين الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتمويل المحلي، واستخدام أدوات مالية حديثة مثل مبادلات الديون والضمانات السيادية، بما يعزز من قدرة الدول النامية على تنفيذ برامجها التنموية.

الحوكمة وسرعة اتخاذ القرار

أكدت المشاط أن الحكومات أصبحت مطالبة بالتحرك بوتيرة أسرع من ذي قبل، لمواكبة التغيرات المتسارعة، موضحة أن اتخاذ القرار السريع وتنفيذ السياسات الاقتصادية بفعالية بات عاملًا حاسمًا في سباق جذب الاستثمارات وتحقيق التقدم.

السياحة: بوابة للتنمية والتوظيف

أشارت الوزيرة إلى أن قطاع السياحة يمثل ركيزة اقتصادية مهمة، حيث يتمتع بتأثير مضاعف على سوق العمل، إذ تُنتج كل وظيفة مباشرة في السياحة نحو أربع وظائف غير مباشرة. ولفتت إلى أن السياحة لا تخلق فرص العمل فقط، بل تُعزز أيضًا الحوار الثقافي والسلام والتفاهم بين الشعوب.

وأعلنت المشاط عن قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو المقبل، باعتباره مشروعًا وطنيًا ضخمًا يعزز من جاذبية مصر السياحية، مؤكدة أن مصر تمتلك مقومات كبيرة تشمل البنية التحتية السياحية، العمالة الماهرة، والمواقع الأثرية الفريدة، مما يجعلها وجهة واعدة للاستثمار في السياحة.

السياحة استثمار في الإنسان والمجتمع

اختتمت الوزيرة كلمتها بالإشارة إلى أن الاستثمار في السياحة يتجاوز كونه إنفاقًا على البنية التحتية أو الخدمات، بل هو استثمار في الإنسان المصري ذاته، من خلال تحسين جودة التعليم والتدريب، ورفع كفاءة العاملين، مما ينعكس على مستويات المعيشة ويعزز التنمية الاقتصادية الشاملة.

بروفايل: الدكتورة رانيا المشاط

الدكتورة رانيا المشاط هي واحدة من أبرز الشخصيات الاقتصادية في مصر والعالم العربي، وتشغل منصب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى جانب كونها محافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي. حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميريلاند الأمريكية، وتتمتع بخبرة واسعة في مجالات الاقتصاد الكلي، السياسة النقدية، والتعاون الدولي.

قبل توليها الوزارة، شغلت عدة مناصب رفيعة، منها مستشار اقتصادي بصندوق النقد الدولي، ونائب مدير بالبنك المركزي المصري، ووزيرة السياحة. وتُعرف المشاط برؤيتها الطموحة للإصلاح الاقتصادي في مصر، وحرصها على دمج أهداف التنمية المستدامة في خطط الحكومة المصرية، إلى جانب دورها البارز في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وشركائها الدوليين.