الرئيس البولندي يستقبل البابا تواضروس في وارسو

استقبل الرئيس البولندي أندريه دودا قداسة البابا تواضروس الثاني في وارسو، حيث تم مناقشة تاريخ العلاقات بين مصر وبولندا وتعزيز التعاون الروحي والثقافي.

الرئيس البولندي أندريه دودا يستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في القصر الرئاسي في وارسو خلال زيارته الرسمية.

تاريخ النشر: 2025-04-28 15:08:04 تاريخ التحديث: 2025-04-28 15:08:04

استقبل الرئيس البولندي أندريه دودا، صباح اليوم، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والوفد المرافق لقداسته، في القصر الرئاسي بمدينة وارسو. وذلك في إطار الزيارة
الرسمية التي يقوم بها قداسة البابا إلى إيبارشية وسط أوروبا، حيث بدأ جولته يوم الجمعة الماضية بزيارة إلى بولندا.


أعرب الرئيس دودا عن ترحيبه الشديد بقداسة البابا، مؤكداً أن هذا اللقاء يمثل "رد المحبة" على الزيارة التي قام بها في مايو 2022 عندما زار مصر والتقى قداسة البابا في المقر البابوي بالقاهرة. وأضاف الرئيس البولندي أن هذا اللقاء هو امتداد للتعاون والعلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين والشعبين، مشيرًا إلى أهمية التعاون المشترك بين بولندا ومصر على المستوى الديني والثقافي.


وأكد الرئيس دودا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين بولندا ومصر، مشيراً إلى أن مصر تعتبر بالنسبة للشعب البولندي رمزا كبيرا في التاريخ والثقافة، وأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر لها مكانة روحية عميقة في قلوب البولنديين. وأوضح أن بولندا عرفَت المسيحية منذ حوالي ألف عام، حيث دخل الإيمان المسيحي إلى الأراضي البولندية في القرن العاشر الميلادي، مشيرًا إلى المكانة المميزة التي
تحتلها الكنائس والأديرة في بولندا، وأنها تعتبر من أكثر الدول الأوروبية تدينًا، لافتًا إلى أنه يحرص على زيارة الأديرة بانتظام للصلاة فيها.


كما أشار الرئيس إلى تقديره الكبير للوجود القبطي في بولندا، معتبرًا إياه جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في البلاد، مشيدًا بما يقدمه الأقباط من خدمات رعوية وصحية في بيئة تتمتع بالهدوء والسلام. وأضاف أن الشعب البولندي يعتز بتاريخه المسيحي الغني، وأعرب عن سعادته بوجود أبناء الكنيسة القبطية في بولندا واعتزازهم بماضيهم العريق، مؤكدًا أن هذه الروابط العميقة تمثل سمة مميزة للعلاقات
الثنائية بين البلدين.


من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن امتنانه البالغ لحفاوة الاستقبال الذي لقيه من الرئيس البولندي والوفد الرسمي، معربًا عن سعادته بزيارة بولندا، هذا البلد الذي يتمتع بتاريخ عريق وحضارة قوية. وأكد قداسة البابا على عمق الروابط الدينية والثقافية بين مصر وبولندا، مستعرضًا بعض المحطات التاريخية التي توضح هذه العلاقات، ومؤكدًا أن هناك العديد من أوجه التعاون المشترك بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس البولندية.


كما استعرض قداسة البابا تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تأسست في الإسكندرية على يد القديس مرقس الرسول، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في العالم المسيحي، ولها تأثير كبير في مختلف أنحاء العالم. وأعرب عن تقديره للدعم الذي يلقاه الأقباط في بولندا، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الحكومة البولندية لدعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأبناءها في بولندا، وهو ما يعكس
عمق العلاقات الإنسانية والروحية بين الشعبين.


وفي حديثه، أشار قداسة البابا إلى كلمات الرئيس البولندي التي ذكرها في لقائهما السابق في مصر بشأن أن "مصر كانت ملجأ للعائلة المقدسة"، معتبرا أن هذه الكلمات تعكس مدى القيمة الكبيرة التي تحملها مصر في الوجدان المسيحي، حيث كانت ملجأ للسيدة العذراء وابنها السيد المسيح. وأضاف أن وجود الأقباط في بولندا منذ العصور الأولى للإيمان المسيحي يعكس تواصلاً تاريخيًا مهمًا لهذا الإيمان، ويعكس الصلة الروحية العميقة بين الشعبين المصري والبولندي.


وخلال اللقاء، دعا قداسة البابا الرئيس أندريه دودا لزيارة مصر مجددًا، مؤكدًا أنه سيكون في غاية السعادة لاستقباله في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وأشار إلى أن تلك الزيارة ستكون فرصة رائعة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومزيد من التعاون في المجالات الدينية والثقافية والإنسانية.


وفي ختام كلمته، رفع قداسة البابا تواضروس الثاني الصلاة إلى الله أن يبارك بولندا قيادة وشعبًا، وأن يمنح الرئيس دودا القوة والحكمة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار، وأن يعم السلام والمحبة بين جميع شعوب العالم. كما دعا الله أن يوفق جميع الجهود المبذولة لدعم العمل المسيحي في بولندا، مؤكداً أن هذه الزيارة ستساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والبولندي.


وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا التذكارية بين الرئيس البولندي وقداسة البابا، وسط أجواء من الود والتفاهم، تعبيرًا عن عمق الصداقة بين البلدين والشعبين.


تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار جولة البابا تواضروس الثانية في دول وسط أوروبا، والتي تهدف إلى تعزيز التواصل الروحي والثقافي بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبقية الكنائس في هذه المنطقة.